بعد وصول مسلسله بانتظار الياسمين إلى نهائيات جائزة الايمي اورد العام الماضي ودخوله عالم الرواية إلى جانب كم جيد من الأعمال الدرامية المعنية بهموم الإنسان والوطن بات واضحا وجود مشروع كتابي يعمل عليه السيناريست والروائي أسامة كوكش وللوقوف على ركائز وتوجهات هذا المشروع كان لـ سانا هذا الحديث معه.
ما هو مشروعك في الكتابة؟
منذ بداية عملي ككاتب وضعت الإنسان هدفاً لمشروعي وأعني هنا بكلمة إنسان الفرد وليس الجماعة إذ جرت العادة أن تقلل شرائعنا ومقولاتنا من أهمية الفرد وتشجع على انصهاره في بوتقة الجماعة.. التقليل من شأن الفرد يؤدي إلى التقليل من أهمية الجماعة ..الإبداع في مختلف المجالات يقوم به الفرد وتستفيد منه الجماعة الدليل على كلامي استقطاب الغرب للأفراد المبدعين دون الجماعات لذلك كان وسيبقى هدف مشروعي إعطاء الإنسان كفرد القيمة التي يستحقها وهذا يتكامل عندي في الرواية والسيناريو الدرامي.
ما دور الكاتب في الحروب والأزمات ؟
للأسف تراجعت أدوار المهن الإبداعية في هذه الأيام الصعبة علماً بأننا بحاجة ماسة للأفعال الإبداعية للوقوف في وجه الأفعال الظلامية فككل مجالات الحياة في بلد يواجه حرباً كونية تتراجع دورة الإبداع وبالطبع الكتابة واحدة منها.
أين تجد نفسك أكثر في الرواية أم في السيناريو التلفزيوني؟
بالتأكيد الرواية هي العالم الأكثر رحابة فهي فسحة للتعبير بحرية أكثر وفضاء يطير فيه الخيال اما السيناريو التلفزيوني فهو عمل جماعي نجاحه مشروط بالتعامل مع الفريق والأهم من ذلك أن السيناريو التلفزيوني هو منتج تجاري في النهاية يخضع لشروط يفرضها رأس المال .
هل يختلف جمهور الرواية عن جمهور السيناريو التلفزيوني؟
السيناريو التلفزيوني له جمهوره العريض في حين أن الرواية لم يعد هناك من يهتم بها وبإمكانكم العودة إلى إحصائيات القراءة والقراء في العالم لنجد أن أمة / اقرأ/ باتت أبعد ما يكون عن القراءة والكتاب كما أن وسائل التواصل الاجتماعي تمكنت من إنهاء حيز الكتاب في حياتنا فما عاد من المستغرب الانحدار إلى الحالة الظلامية التي نعاني منها الآن.
ماذا تعني لك الجوائز والشهرة وهل هذا يسرع في إتمام مشروعك في الكتابة ويفتح آفاقا جديدة له أم هي تحصيل حاصل لديك؟
إن الجوائز التي توزع في الوطن العربي ما هي إلا جوائز ترضية تحصل عليها غالبية الأعمال ..الرديء منها والجيد على قدم المساواة فالجوائز في بلادنا مجرد تفاهمات ومجاملات وولائم الغاية منها الظهور الإعلامي وبالتالي هي لا تقدم ولا تؤخر لذلك أفضل أن أعزل نفسي عنها .
ما هي الخطوط الحمراء التي تضعها لقلمك ولا يمكن أن تتجاوزها وكيف ترى دور الرقابة على الرواية والدراما؟
الرقابة غالباً ما تكون فعلا سلبيا وبالطبع لا أعمم وجهة النظر هذه ورأيي الشخصي هذا بنيته على منع روايتي “سيتي سنتر” من التداول بالإضافة إلى الحذف الذي قامت به لجان الرقابة البصرية لبعض المشاهد من المسلسلات التي كتبتها دون الرجوع إلى مخرج العمل أو كاتبه في حين تدهشني هذه الأفعال إذا ما قارنتها بما أشاهده على الشاشة من الغث والرديء من الأعمال الدرامية.
هل مهنة الروائي مجدية اقتصادياً برأيك؟
لا ليست مجدية خاصة لروائي ما زال في بداية الطريق مثلي وغالباً ما يقوم الكاتب بطباعة مشروعه على حسابه الشخصي وتذهب معظم النسخ كهدايا.
كيف ترى حال الدراما السورية اليوم وكيف يمكن العودة إلى ألقها السابق وتطويرها خاصة من ناحية النصوص؟
الدراما السورية في أردأ حالاتها وعودتها إلى ألقها تحتاج إلى مشروع وطني يتشارك فيه القطاعان العام والخاص ويتجاوز حدود المؤتمرات وإلقاء الخطب أمام الكاميرات ليقوم بسن القوانين الملزمة التي تحمي هذه الصناعة وتساعد على بث الحياة فيها مجدداً ومن وجهة نظري المتواضعة أقول آسفاً أني أرى هذا حلما بعيد المنال في ظل الظروف الراهنة كما ان النص التلفزيوني هو حبيس الأزمة الدرامية ذاتها وتتحكم فيه عوامل كثيرة باتت معروفة لدى الجميع ولا أريد تكرارها هنا لكنه حتماً سيرتقي عندما يصبح لدى الجميع القناعة بأنه في البدء كانت الكلمة.
كيف ترى الاتحادات والنقابات التي ينضوي تحتها الكتاب سواء في الرواية أو السيناريو وهل حقوق الكاتب محفوظة اليوم؟
لا يوجد اتحاد أو نقابة يمكن لكاتب الدراما التلفزيونية أن ينتسب إليهما وعقود العاملين في المجال الدرامي ومن كل المهن عقود إذعان حتى أنهم لا يحصلون على نسخة من عقودهم على علاتها وعند حدوث إشكال ما، تقوم الجهة المنتجة بحل هذا العقد ببساطة وقد لا يتم الوصول إلى حل فيكون الكاتب وغيره من الممتهنين للعمل الدرامي هم الحلقة الأضعف وبالتالي يأتي الحل على حسابهم.
هل أنت متفائل بمستقبل الرواية والدراما في سورية ولماذا؟
على المدى القريب لست متفائلاً على الإطلاق أحلم بمستقبل مختلف للدراما السورية وإعادة الاعتبار للقراءة والكتاب لكن الحلم يبقى حلماً .