مريانا علي- اللاذقية
هو ملتقى قائم على المحبة ...يحتضنه ويرعاه شاطئ معطاء ،وشمس تحشد كل أشعتها كي تصمد منحوتة يحزنها هاجس الزوال والاختفاء ..وصيف محب يعقد قرانه مع الجمال إلى الأبدية...
هو شاطئ يشهد الآن زيارة مؤقتة لمنحوتات تجلس قبالته ..وتؤنسه في وحشته ..
هو ملتقى المحبة كما يقول فنان يصير الرمل ويحتال عليه ليجسد رسالة من الابداع والجمال ..
على شاطئ نادي اليخوت في اللاذقية، افتتح مساء أمس ملتقى النحت على الرمل ،تقيمه الجمعية الوطنية الإنماء السياحة في سورية ،برعاية من وزارة السياحة، وبالتعاون مع مجلس المحافظة، ومجلس مدينة اللاذقية ،بمشاركة مجموعة من الفنانين النحاتين ،هم (علي معلا،د.سمير رحمة ،أمل الزيات ،هشام رومية ،مريم حكيم ،روى حسن ،وضاح سلامة ،هادي عبيد،هشام الغدو،وائل دهان ،الطفل أحمد معلا)..
نبحث في الزحام عن وجه "أم الملتقى"..
هي سيدة مناضلة و امرأة جبارة ،موجودة في كل الأماكن من أجل نجاح هذا العمل هي أمنا جمعينا، هكذا وصفها الفنان علي معلا ..
السيدة سحر حميشة رئيسة الجمعية الوطنية لإنماء السياحة ،وفي الحديث عن فعاليات الملتقى ذكرت لسريانديز أن جزءاً كبيراً من الملتقى يركز على الأطفال للأطفال ، حيث ستقام لهم ورشة عمل للرسم ،بإشراف الفنانين(عمار حسن ،محمد غانم) من أجل رؤية معينة في مدى قدرة الطفل على التخيل ،من خلال الرسم والألوان ..
وذكرت أن النحاتين سوف يتابعون عملهم في المنحوتات من اليوم على مدار أيام الملتقى ..
إضافة إلى المعرض التشكيلي الذي يضم خيرة الفنانين ،
وفي الجناح الثاني ستقام ورشة عمل بالصلصال للأطفال أيضا، لتجسيد مجسمات تعكس رؤية كل طفل ، بإشراف الفنانين والنحاتين أنفسهم .
إضافة إلى فعالية ألعاب تفاعلية للأطفال ، ستقام على شاطئ البحر ،ومن خلالها سوف ينفذون منتجآ وإعادة تدوير للأشياء المرمية بدون فائدة.
وأوضحت رئيسة الجمعية أن هذه الفعاليات مترابطة مع بعضها ،ما بين الطفل والفنان ،وخلطة اجتماعية بين الاثنين ،فالطفل هو أملنا في المستقبل الذي يتطلب منا كل الرعاية ،وهو مستهدف في المرحلة الراهنة التي تعيشها بلدنا .
ما الجديد هذا العام؟
وفي الحديث عن الفرق بين ملتقى العام الماضي وملتقى اليوم ؟؟
أوضحت حميشة :
أنه في العام الماضي كانت مرحلة تجريبية بالنسبة لنا ،وللمرة الأولى يقام ملتقى مختص للنحت على الرمل ،مع العلم بأن الفنان علي معلا كان يعمل منحوتات على الرمل، لكنها غير منظمة ضمن فعالية ..
اختبرنا في العام الماضي مدى تقبل الجمهور لهذا الفن الحديث ،و كانت النتائج مبهرة ،لذلك قررنا تجاوز هذه المرحلة التجريبية وإقامة ملتقى بشكل رسمي..
أيضآ هناك فرق في التنظيم ، حيث أردنا أن نعطي هذا الملتقى بعداً اجتماعياً وثقافياً أكثر،خاصة وإننا رأينا كل هذا الإقبال من الناس ،وهذا التفاعل بينهم ، ومن المهم استثمار هذا التفاعل لنوصل رسالة العمل الجماعي الطوعي وفرصة لإطلاق العنان لأطفالنا كي يبدعوا أكثر) .
وفي سياق الحديث عن رسالة هذا الملتقى في المجال السياحي تقول السيدة سحر : " إن السياحة هي أم لكل الوزارات ،ومن المفروض على كل القطاعات بدون استثناء أن تعمل في مجال السياحة إذا نظرنا في البعد الأعمق لها ..
وبالسياحة قادرين أن نقيم تواصل بين المواطن وتاريخه وثقافته ومجتمعه وطوائفه جميعآ ،ومن خلالها قادرين أيضا أن نجمع الفئات العمرية والاجتماعية والثقافية المختلفة وادماجها في مكان واحد" .
وشكرت للمهندس بشر يازجي وزير السياحة رعايته الكريمة ولكوادر الوزارة والمديرية تعاونها وبشكل خاص مستشار الوزير-الرئيس الفخري لجمعية انماء السياحة أيمن قحف ومدير الترويج المهندس بسام بارسيك و الأصدقاء في مديرية سياحة اللاذقية.
علي معلا:حراس الأرض
وفي تصريح لسيريانديز مع مدير الملتقى الفنان علي معلا ،تحدث عن العمل الخاصة به ،حيث قال : "أعمل على منحوتة للجيش العربي السوري ،الذي يستحق ليس فقط تمثال في الرمال ،بل تمثال من عقيق ،من حجر كريم ، فكل شخص يحارب من موقعه، وأنا أردت أن أصنع تمثالآ للجيش اسمه (حراس الأرض) وهذا المجسم عبارة عن العلم السوري والكرة الأرضية والجيش السوري حولها كلها،نعم إنهم حراس الأرض ".
وفي الحديث عن مدى صعوبة فن النحت على الرمل يقول :"إنه فن من السهل الممتنع ،يجب على الفنان أن يحتال على الكتلة وإلا سوف تنهار في يده ،هنا تكمن صعوبته ، والمتعة الحقيقية هي بإنجاز العمل تحت أشعة الشمس في النهار، رغم أن هذا العمل إلى زال إلا أن الصورة تبقى الوثيقة الوحيدة ".
يشار إلى أن ملتقى النحت على الرمل من 8/آب ولغاية 15/آب 2016
يختتم الملتقى بحفل يحييه معهد محمود العجان للموسيقى الساعة السابعة مساء.