أبدى عدد من الحرفيين المشاركين في فعالية “دمشق تاريخ وحرفة وأصالة” التي نظمتها وزارة السياحة بالتعاون مع اتحاد الحرفيين على مدار أربعة أيام في مبنى محطة الحجاز بدمشق إصرارهم على الحفاظ على أصالة المهن والحرف اليدوية التي تشتهر بها سورية ونقلها للأجيال القادمة مع تطويرها وتنميتها.
وفي حديث لـ سانا رأى سعيد الحامض شيخ كار حرفة تصنيع الأواني النحاسية في التكريم لفتة متميزة من وزارة السياحة تسهم في تقديم الدعم والتشجيع للحرفيين وتعريف الناس على هذه الحرف التي تعاني من تراجع في إنتاجها نظرا لقلة اليد العاملة وخسارة عدد كبير من الحرفيين ورشهم ومحالهم بسبب جرائم الإرهاب.
وبين سامر ديركي شيخ كار حرفة النسيج اليدوي أن منتجات الفرش العربي وما تتميز به من زينة ونقوش لا تزال مطلوبة حتى اليوم لافتا إلى أن غلاء أسعار المواد الأولية وصعوبة تأمينها أبرز الصعوبات التي تواجه الحرفيين مؤكدا في الوقت نفسه أن الحرفيين يقومون بتدريب كل من يرغب بتعلم هذه الحرف في سوق الأعمال اليدوية بالتكية السليمانية.
ورأى شيخ كار صناعة الأعواد الموسيقية آلة العود انطون الطويل أن المشاركة في مثل هذه الأنشطة والفعاليات التي تعرف بالحرف اليدوية مهمة للغاية من أجل إطلاع الجمهور عليها وتشجيع الجيل الشاب من الذين يمتلكون الهواية على تعلمها.
وبين شيخ كار الرسم على الزجاج محمد بسام ريحاني أن الفعالية تؤكد استمرارية الحرفيين السوريين بالعمل والإبداع في حين لفت شيخ كار صناعة الجلديات بسام صيداوي إلى أهمية المشاركة بالمعارض الخارجية للتعريف بالمنتج الوطني التراثي وإبداع الفنانين والحرفيين السوريين.
وتضمنت الفعالية التي اختتمت اليوم تكريم 35 حرفيا من شيوخ الكار مع عرض حي للحرف التراثية الشرقية قدمه شيوخ كار هذه الحرف مع عدد من المتدربين لديهم منها حرف نفخ الزجاج والزجاج المعشق والرسم على الزجاج وصناعة الموزاييك والسيف الدمشقي والثريات والعجمي والأعمال الفنية من المعدن والخشب والنحاس والفسيفساء والجلديات والخط العربي والفخار والآلات الموسيقية وتنزيل الصدف على الخشب والخيط العربي اضافة الى عرض أفلام توثيقية عن المهن التقليدية للتعريف بها.
وشكلت مشاركة عدد كبير من المتدربين الشباب والشابات في الفعالية فرصة لتشجيع الجيل الجديد على الإقبال على هذه الحرف والاطلاع عليها فالمتدربة ماري الطويل التي تعمل مع والدها في حرفة صناعة آلة العود أعربت عن تعلقها بهذه الحرفة كونها من تراث الأجداد مبينة أنها استفادت من امتلاكها لموهبة الرسم وبدأت بتصميم آلة العود بأشكال ورسومات عصرية مع المحافظة على أصالتها.
وأشار المتدرب على حرفة النقش على النحاس مصطفى حامض إلى دور الشباب في الحفاظ على تراث بلدهم موضحا أن حرفة صناعة الأواني النحاسية تشمل تصنيع أوان للاستعمال وأخرى للزينة وبينت كل من المتدربتين على حرفة الرسم على الزجاج رنا بكاري ودانية ريحاني أهمية إتقان الشباب للحرف اليدوية للحفاظ عليها من جهة وتأمين دخل من جهة أخرى.
بدورها بينت المهندسة مي الصلح مدير سياحة دمشق أن الفعالية تحمل رسالة للعالم بأن التاريخ يصنع بيد أبنائه وربط التراث السوري بالتراث العالمي منوهة بمشاركة عدد من السيدات السوريات اللواتي دخلن حديثا في مجال الحرف اليدوية سواء من حرفيات أو متدربات.
وحول دور الأمانة السورية للتنمية في دعم الحرف اليدوية التراثية أوضح المهندس فادي فرح الرئيس التنفيذي للشركة السورية للحرف أن تأسيس الشركة عام 2015 جاء بمبادرة من الأمانة السورية للتنمية كاول شركة تنموية وحملت علامة تجارية باسم “أبهة” بهدف تسويق المنتج الحرفي السوري وتطويره مع الحفاظ على أصالة المنتج ليصل إلى الأسواق العالمية بما يتناسب مع روح العصر.
وأشار فرح إلى أن الأمانة السورية للتنمية تقوم بتنظيم دورات تدريبية للراغبين بتعلم الحرف اليدوية من أجل رفد هذه المهن بجيل شاب مبدع ونشيط وضمان استدامة العمل بالحرف والحفاظ عليها إضافة لدعم خطوط العمل في بعض الحرف كالقيشاني والنحاس والمساهمة بعدد من الملفات الوطنية منها ملف ترشيح دمشق مدينة مبدعة ودعم مهرجان قطاف الوردة الشامية في قرية المراح بريف دمشق.
يشار إلى أن دمشق مرشحة لتكون في قائمة المدن المبدعة بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو لعام 2016 في مجال الحرف التقليدية والفنون الشعبية وقائمة المدن المبدعة تأسست عام 2004 وتضم 116 مدينة من 54 بلدا حيث يشترط لقبول انضمام أي مدينة أن تستثمر الأخيرة المجال الإبداعي كمحرك للتنمية المستدامة المجتمعية ودمج المجتمع المحلي فيه.