حبر وطن لـِ دريد أكرم زينو
-1-
أقفُ على حافةِ الشرفة, فالسماءُ ابتلعتِ الأرضَ حتى حدودي, أضمُّ عائلتي مخافةَ أن لا تُكملَ السماءُ طريقها نحو الداخل ..
منذ ولادة الشجاعة والخوفُ ينتظرُ النصر, صراعٌ لا ينتهي, كما الحب والكره كما الخير والشر كما الحرب والسلام.
الأرضُ تخافُ البحر .. البحرُ يبتلعُ الشمسَ كل يومٍ .
الشمسُ تخافُ الليل .. فإن شاءَ لامتد طويلاً .
الليلُ يخافُ الدفء .. الدفءُ يعني حضن عاشقين .
الدفءُ يخافُ الفجر .. الفجرُ أن تبدأ دورة الحياةِ من جديد .
الفجرُ يخافُ الحرب .. فإن شاءت لسلبتهُ معنى أن نستيقظ كل صباح .
الحربُ تخافُ النصر .. فنصرها يلغي أسباب استمرارها .
النصرُ يخافُ السلام .. فكيف يكون نصرٌ بلا حرب .
السلامُ يخافُ الحكومة .. إنه يلغي دورها الأزلي .
الحكومةُ ربما تخافني .. أنا الذي أمسكُ قلمي كُلَّ مساءٍ لأكتبُ عنها ولها .
أنا أخافُ الله .. الله الذي يعرفُ جيداً كم أحب السماء والأرض والبحر والشمس والليل والدفء والفجر والنصر والسلام .. وكم أكره الحكومة .. الحكومة التي لا تعرف الله .. فلا تخشاه .