التجربة الفنية لدى الفنانين التشكيليين عامر ديوب ومحي الدين الحمصي ولينا رزق برزت في المعرض الذي أقامه فرع دمشق لاتحاد الفنانين التشكيليين وافتتح أبوابه أمام الزوار في قاعة لؤي كيالي بصالة الرواق العربي في دمشق.
والفنانون الذين ينتمون لجيل الشباب في المحترف التشكيلي السوري قدموا رؤى فنية متباينة في لوحاتهم التي يعود بعضها لعدة سنوات ولكنها عبرت عن تجربتهم الخاصة التي تراوحت بين التجريبية والتعبيرية والتجريدية والانطباعية.
وبين الدكتور وائل الإمام أمين فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي خلال افتتاح المعرض في تصريح لـ سانا أن إقامة مثل هذه المعارض تعكس إرادة الحياة لدى الشعب السوري بمختلف فئاته وأن إرادة السوريين لا يمكن أن تقهر أو تقف عند حد مهما فعلوا معتبرا أن مجمل الأعمال تؤكد حاجة الوطن للثقافة الجمالية والإنسانية في هذه الظروف الصعبة.05
بدوره أشار أمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين الفنان أنور الرحبي إلى أن المعرض تضمن لوحات مختلفة غلب عليها اللون الزيتي والأسلوب الواقعي والانطباعي والمعاني الإنسانية التي يعيشها الانسان بظروف مختلفة إضافة إلى بعض اللوحات التجريدية الدالة على أسلوب حديث الأمر الذي أعطى تنوعاً هائلاً في انعكاس الواقع من خلال مساحات فيها من الأمل والفرح والعاطفة ما فيها على الرغم من كل الظروف التي نعيشها.
الفنان التشكيلي عامر ديوب ركز في لوحاته على الدوران في فلك روح الأيقونة التي تخصص بها في إيطاليا ويقول “قدمت شخوصاً إنسانية بحالات انفعالية مختلفة غلبت عليها الرومانسية والصوفية واستعمل الصوفي في لوحاتي بتدرجات واسعة من الألوان المنتظمة بالشكل العام للمواضيع وتوحي أشكاله القريبة من التجريد بشخوص حقيقيين عبر أسلوب واسع الخيال مجسداً قصصاً ومشاهد يخفيها التجريد الظاهر للأشكال والألوان”.
أما الفنان محي الدين الحمصي فقال عن مشاركته “كل ما اعرضه اليوم هو من وحي المرحلة المعاصرة ولا تجسد الأزمة بشكل مباشر وذلك لأن الإنسان هو
هدفي الأساسي عبر كل ما ارسمه” مشيرا إلى أنه يمكن للفنان أن يشعر بالخطر أحياناً ويترجم ذلك تشكيلياً كما حدث مع كثير من الفنانين الذين استشرفوا بلوحاتهم أشكالاً مما يحدث ويمكن أن يكون العكس كحالة انفعالية لحظية .
وأضاف الحمصي “بعد أن باتت الحرب على سورية أمراً واقعاً اختار عدد من الفنانين مغادرة البلاد ومنهم من قدموا أعمالاً هناك لكن الوطن بحاجة إلى جهود وإبداعات الجميع” مؤكدا قدرة الفنان السوري على الاستمرارية رغم كل الظروف.
الوجوه بمختلف تعابيرها الإنسانية كانت الحاضر الأكبر بين لوحات الفنانة التشكيلية لينا رزق التي تقول “تحكي لوحاتي عن الإنسان بشكل عام مجردا من أي عرق ومكان وتحمل الأسلوب الواقعي المندمج مع الانطباعي لخلق هوية بصرية جديدة ومعان سامية تصل للمشاهد من خلال قلبه وعقله مضيفة التنوع في موضوعات اللوحات الموجودة لتجعل كلا منها تحمل قصة منفردة لكنها تشبه الاوركسترا تدخل كلها في توليفة فنية واحدة لتعبر عن ماهية الموضوع”.