علاء الأديب تعتبر الفنانة الفرنسية مارى لويز اليزابيث المشهورة ب فوجى لوبيرن, والتى ولدت في 1755 لأب فنان باستيل وأم مصففة شعر, وبعثت لمدرسة داخلية لاستكمال تعليمها, وظهرت عليها موهبة الرسم مبكرا وكانت ترسم على الجدران وتلون رسوماتها بالطباشير الملون وهى مازالت في التاسعة من عمرها مما جعلها تتعرض للعقاب من الراهبات الراعيات لها بالدير أكثر من مرة, وبعد خروجها من الدير ورجوعها إلى المنزل شجعها والدها في تنمية مهاراتها فكان يقيم الحفلات ويدعو إليها الفنانين المشهورين في ذلك الوقت مثل فرنير, وعند موت والدها وهى مازالت في الخامسة عشر من عمرها تدهور حال الأسرة ماديا, فلجأت فوجي لممارسة الفن كمهنة لترتزق منها هي وأسرتها, وانتقلت للإقامة في مكان آخر أمام القصر الملكي مما أتاح لها فرصة مشاهدة العالم الملكي بذوقه الراقي في الملابس والأثاث ورسمت الكثير من اللوحات, ثم تعرفت على الفنان المشهور بيار جان باتسيت الذي أثنى على موهبتها وكان تاجر لوحات مشهور أيضا عرض لها بمعرضه الكثير من اللوحات, وانتشرت شهرة فوجي في رسم البرتوريهات خاصة وأنها كانت تملك طابع خاص لها, وتم زواج جان باتسيت من فوجى. 1787مارى انطوانيت العاشقة للفنون سمعت بفوجي ورأت لوحاتها فأعجبتها, وطلبت منها أن ترسمها نشئت صداقة حميمة بينهم, وقامت فوجي برسم مارى أنطوانيت عن 30 لوحة من أجمل ما رسمت, ذاع صيت فوجي وأصبحت عضو في أكاديمية الفنون بأمر من مارى أنطوانيت, وكانت أول فنانة تمنح هذه العضوية وأصبحت منافسة للكثير من الفنانين في ذلك الوقت, وأنجبت بنت هي جولي باتسيت التي قامت برسمها في العديد من اللوحات من بينهم لوحة مشهورة للفنانة مع ابنتها تعرض في متحف اللوفر, وعند قيام الثورة الفرنسية هربت فوجى لوبيرون إلى سويسرا ثم ايطاليا فهولندا والنمسا وأخيرا روسيا, وأيضا قامت بزيارة إلى لندن ورسمت هناك الملك والملكة, وخلال هذه الرحلة الطويلة التي استمرت قرابة الإثنى عشرة سنة قامت مدام فوجي برسم الكثير من اللوحات لشخصيات عظيمة كالملوك والامبرطورات وماركيزات وبعض من المناظر الطبيعية التي زارتها, رجعت لفرنسا مرة ولقبت بفنانة الطبقة الارستقراطية, ساءت حالة الفنانة الصحية بعد موت ابتنها الوحيدة ثم موت أخوها وأصيبت بمرض في القلب وتوقفت عن الرسم 1835 حتى موتها في 1842عن عمر يناهز 78 عاما تاركة وراءها ثروة فنية طائلة تعرض في جميع متاحف العالم تقدر ب800 لوحة. ويمتاز رسمها بالكلاسكية الجديدة وتمتزج عندها الألوان بشكل خاص, أغلب بورتيهاتها ترتدي فيه الموديل فستان من قماش الستان والاروجانزا والتفتاه ,وغالبا ما تكون مستندة على وسادة من القطيفة, حتى من يرى لوحاتها يشعر بملمس القماش بيديه, ودائما ما كانت تتوج شعر الشخصية المرسومة بقبعات أو فيونكات وورود مما يزيد من جمال الصورة, وفى أغلب لوحاتها ترتدي الشخصية التي تقوم برسمها بوشاح مخملي يعطيها المزيد من الجاذبية . بالرغم من مرور ما يزيد عن مائتي عام على فنها إلا أنها مازالت الألوان محتفظة ببريقها وجمالها وكأنك ترى إحدى عروض الأزياء من خلال الفساتين التي ترتديها الشخصيات المرسومة, ولمسة الأنثى هنا تعلن عن نفسها ليس فقط من خلال الحس الأنثوي الراقي ولكن من يلقى نظرة على وجوه الشخصيات المرسومة دائما ما يشعر بالغموض والسحر في آن واحد وبعض الوجوه تشعرك بالحزن وكأن صاحبة اللوحة تريد أن تخبرك عن مدى الألم الذي تشعر به أو السر الذي تخفيه هكذا كانت اليزابيث لويز vigee لها كاريزما خاصة أعطتها شهرة واسعة لم تأخذها رسامة إلى يومنا هذا.
|