نشأ في بيت مقدس القصيدة... بيت أدبيّ بامتياز, الوالد: الشاعرالعربيّ الكبير: "إبن الشاطئ" شاعر عظيم أنجبته أمة العرب, شاعر نقش اسمه في عالم الأدب. والوالدة شاعرة رقيقة متألقة. س1: أين أنتَ بين القصيدة والذات؟ ج1: مما لا شكَّ فيه, بأنّ القصيدة بنت الذّات. فهي تبدأ وتنتهي في الذات, ولا تغادرها حتى تُسكب على الورق. لكن الذات التي تولِّد هذه القصيدة ذات طبيعتين منسجمتين يستحيل الفصل بينهما: خاصة, وعامة. أو كما يسميها شاعرنا الكبير ابن الشاطئ: ذات صغرى وذات كبرى. وبما أن شاعرنا ابن الشاطئ شاعر الذات الكبرى بامتياز, فمن البديهي أن أرث منه هذه المكرمة, وأسير على دربه لأكون كما كان: صوت الناس, وعبق الوطن, وصباح الأمة. لقد تعلَّمتُ من هذا المبدع الكبير كيف أُذَوِّبُ الذات الصغرى في الذات الكبرى, لهذا أستطيع بأن أقول بكل ثقة أنَّ نصِّي مرآة لذاتي المنسجمة مع نفسها, والمنصهرة في بوتقة الآخر. س2: هل كنتَ موعوداً بكوثر الأدب يوماً؟ ربَّما نعم, وربما لا؛ لكن الأكيد أنّ نار الكتابة اللذيذة قد تسلَّلَت إلى كلّ خليَّةٍ من خلايا جسمي. لأجدني أحترق في كلّ لحظة. س3: كيف أصدرتَ قرار الانتفاضة الشعريّة؟ -كما تعلمين, لقد ولدتُ وترعرعتُ في بيتٍ أدبيٍّ بامتياز. فالوالد رحمه الله شاعر لم تلده ولادة, وهو غنيّ عن التعريف. والوالدة بارك الله في عمرها, شاعرة رقيقة, ومثقفة من الطراز الأول. والبيت كان كما يقول المثل الفلسطيني: "مجمع الخلاَّن". فقد كان قبلةً لكبار الشعراء والأدباء والمثقفين والسياسيين في الوطن العربي وغير العربي. ويكفي أن أقول لك بأنّ بيتنا قد استقبل كبار الشعراء والأدباء والمثقفين الجزائريين وفي يوم من الأيام استقبل شاعر العراق الأكبر "محمد مهدي الجواهري", والشاعر السوري الكبير "ممدوح عدوان" والأديب والمفكر الفلسطيني الكبير "ناجي علّوش" والقائمة طويلة. وكنت منذ نعومة أظفاري أعشق هذه الجلسات, وأتحمّل العقاب والتعنيف من والديّ في سبيل اقتناص معلومة ما, وإشباع هوسي الأدبيّ والفكريّ. كما أنني قد حفظتُ منذ طفولتي آلاف الأبيات الشعريّة من مختلف العصور. وكنت فخوراً أيَّما فخر بوالدي رحمه الله وبشعره وشاعريَّته. لكن, ورغم كلّ هذه المعطيات, لم ألج عالم الكتابة الشعريّة إلاَّ بالصدفة. لأنني كنت أومن أنّ للشاعر مواصفات مذهلة, وكنت أومن أيضا بأنّ هذه المواصفات بعيدة عنّي رغم استشعاري لموهبة الكتابة منذ أن خططت أو ل موضوعٍ إنشائيّ. ويكفي أن أقول للقارئ الكريم بأنّ أساتذتي في الابتدائي كانوا يقرؤون مواضيعي الإنشائية بشغف وتلذذ. ويطلبون منّي الكتابة باستمرار. وقد تتفاجئين إن قلت لك بأنّ أساتذة اللغة الفرنسيّة كانوا أشد حماسا وإيمانا بموهبتي من أساتذة اللغة العربية, ولولا موقفي من فرنسا الاستعمارية لكنت شاعرا وأديباً فرونكوفونياً. ... موعدي الحقيقيّ مع الشعر كان في ربيع عام 1988م, يومها كتبت نصا عنونته بـ:"زمن الفئران" خلته يومها خاطرة, وقرأته للوالد رحمه الله على هذا الأساس. فما كان منه إلا أن شدَّني من أذني, وقال لي: "يا حمار..!! اقرأ السطر الأول" فقرأته, فأردف قائلاً: "ألا تشعر بأنّ ما قرأته موزوناً؟" فقلتُ: "بلى". فأخذ الورقة من يدي, وتناول قلما أحمر وراح يضع علامة عند كل نهاية بيت وقال لي: "بيِّض النص, على هذا النسق وأعده ليّ". وكان مطلع قصيدتي الأولى: في هذا الزمن الحلزونيّ.. وراء الجدرانْ تواجد عبد الرحمنْ في هذا الزمن المملوءِ بآلاف الفئرانْ يتحوَّلُ صوتُ السَّوْطِ إلى نغَماتْ تتحوَّل جدران السجنِ إلى لوَحاتْ رُسِمَتْ بدماءِ السُّجناءْ حفِظَتْ آلاف الأسماءْ من هذه القصيدة يا أخت سامية, عبر عدي شتات إلى شاطئ الشعر. س3: وهل من بوح شعريّ؟ - قصيدة مهداة إلى روح والدي رحمه الله بعنوان: وجه أبي. وجه... أبي...!؟! ————- وجهُكَ الضَّاوي عناقيدُ إباءْ ومرايا تعكس الإنسان من دون رياءْ وجهُكَ الأقصى يُرَوِّي نخوة الدُّنيا وبركانَ الفِداءْ وربيعٌ في مُحَيَّا كَرْبلاءْ يا نسيمَ الفجرِ في كهفِ النَّماءْ هل حرقنا سفن الشوق.. وبدَّدْنا السَّناءْ..؟؟ يا نسيم الفجر يا ماءَ السَّماءْ (جادَني الغيثُ) إذا نام المساءْ واعتراني الحزن واخْضَرَّتْ جراحاتُ النِّداءْ جادَني الدَّمعُ.. وفاضَتْ بالدم المحروقِ أنهارُ العراقْ يا أبا الأحرارِ.. يا لَفْحَ اشتياقْ ليتَ شعري هل سأبقى في دَمِ الحزنِ انبثاقْ هل سأبقى يا أمير الشِّعرِ في عُبِّ الفراقْ.. أسأل الآهات عنِّي.. عن لقاءٍ فرَّ منِّي كالبُراقْ سرق النبض.. وأنفاس العناقْ..؟؟ يا حبيبي..!! فرَّ ظِلِّي.. فرَّ قلبي.. واستَوى كَرْمُ الخَطَرْ..!! لستُ أدري يا حبيبي.. ما الخَبَرْ..!! ولماذا غرَّدَتْ في الصمتِ.. شمسُ المُحْتَضِرْ..؟! لستُ أدري.. علَّهُ الطاعون قد ملَّ السَّفَرْ..؟! وأتانا يمتطي أكتاف (بوشِ) المُنْكَسِرْ..؟! يا حبيبي..!! جاءنا راعي البقرْ..!! وخرجنا نزرع الدنيا هُتافاً واسْتَوى كَرْمُ الصُّوَرْ..!! فَجَنى كلَّ العناقيد جهاراً: "مُنْتَظَرْ"..!؟! يا حبيبي..!! وانتشى الإيمانُ فينا وانتَصَرْ وانتَشَيْنا.. وحدَهُ من شدَّةِ الحزنِ انفَطَرْ..!! كيفَ يُخْفي عارهُ هذا "الحذاءُ" المنُفََجِرْ..؟!؟ يا حبيبي..!! يا هبيب النصرِ تجتاح النِّجادْ..!! يا عيوناً تحتوينا بالسَّدادْ وتُصَلي كيْ نفزَّ الآن من تحت الرَّمادْ..؟؟ كي يظل "المصطفى" فينا قناديل اتِّحادْ وتُصَلِّي يا حبيبي..!! لرياحٍ زادها المسك اتِّقادْ يا حبيبي.. قد سمعنا.. وأطعْنا.. واعتصمنا بالجهادْ كلَّ ما في أرضنا السمراء لَبَّى في اعتدادْ وانبعثنا من جديدٍ في الرَّمادي.. في فلسطين العِنادْ وانتصرنا يا أبا الأحرارِ.. يا وجه البلادْ..!! جيجل في: 19-12-2008م س5: بمن تأثّر شاعرنا؟ - في الحقيقة أنا أتشرّف بانتمائي لمدرسة القصيدة الأصيلة ذات المضمون المعاصر والنفحة الحداثيّة, مدرسة الشاعر العربيّ الكبير إبن الشاطئ رحمه الله. وبه تأثّرت. فمن قاموسه اللغويّ الزاخر شكَّلت مفردات قاموسي, ومنه تعلّمت كيف أوَلِّد اللغة وأطوِّعها, وكيف أخلق انسجاماً روحيا وتناغماً موسيقيًّا بين مفرداتها. لتلد صورتي الشعريّة المتميّزة. لكن أهم ما تعلّمته في مدرسة ابن الشاطئ, وتعلّمه العشرات من تلاميذه: كيف نحافظ على الانسيابيّة من خلال إطلاق العنان للقصيدة لتكون كاتبة نفسها. ولا يتسنى هذا إلا بمطلع قويّ ومدهش وحسن تخلص ذكيّ, و توليدٍ دائم للبيت من البيت الذي سبقه. وبيت ختاميّ لا يقل قوة ورونقا عن المطلع. لهذا أقول دائماً بأنني أدين لهذا الرجل بكلّ جميل في حياتي وفي إبداعاتي. والأكيد أنّ بصمات شعراء أُخر قد طُبِعتْ في اللاَّشعور, لكنَّها ليست بعمق بصمات إبن الشاطئ. ورحم الله إبن الشاطئ الذي علَّمني كيف أتتلمذ على النَّصوص الجميلة, وكيف أنتهل من طلِّها دون أن أسقط في فخّ النسخ والاستنساخ. س6: ماذا عن المشاركات والانتصارات؟ - إنَّ كلّ نصٍّ عبَّر عنّي وانتصر علَيّ وعلى مقصّ الرقيب وهواجس النفس الأمَّارة بالسوء انتصار أسكر حتى الثّمالة به. وكلّ أثرٍ طيِّب تتركه كلماتي في نفوس الناس انتصار من نوع آخر وطبيعة أخرى. وهذه الانتصارات دافعي الحقيقيّ نحو الأمام. وكلّ كلمة حقٍّ أقولها دون مواربة أو مداهنة انتصار ... و..و.. أمَّا المشاركات فهي أكثر من أن أعدِّدها, لكنّ أهمها بالنسبة لي: المشاركة في مهرجان نيسان الأدبيّ في مدينة اللاذقية السوريّة عام1998م, وملتقى محمد العيد آل خليفة عام2001م حين كرَّم اتحاد الكتاب الجزائريين الشاعر إبن الشاطئ, والطبعة الثانية من عكاظية الشعر العربي عام2008م ومعرض الكتاب الدولي في الجزائر خريف عام2008م. أمَّا الموعد الذي أعضّ أصابعي ندما على تفويته: مهرجان المربد الشعري في العراق عام 1995م خاصة بعد أن اغتيل عراق العرب على يد كلب الروم وعلوجه ربيع عام2003م. س7: يموت الشاعر, وتبقى القصيدة. كيف كان أثر فاجعة رحيل الوالد الشاعر الكبير إبن الشاطئ في نفس شاعرنا؟ - إبن الشاطئ رحمه الله رجل بوجوهٍ أربع: ابن الشاطئ الإنسان والشاعر والمربّي والمناضل. فأيّهم تقصدين؟ الشاعر لم يمت لأنه حيّ في قصائده وإبداعاته والمُرَبي لم يمت لأنه حيّ في أبنائه وأحفاده وطلابه والمناضل لم يمت لأنّ كل حبّة تراب من ثرى فلسطين تلهج باسمه, وكلّ ذرّة وأكسيجين في وطننا الكبير تعبق بأنفاسه. أما الميّت الذي رحل دون رجعة فهو الإنسان: ورحيل هذا الإنسان الاستثنائي كان ولا يزال وسيبقى جرحا عميقاً لا يتوقّف عن النَّزف مهما طال الزَّمن, ابن الشاطئ الإنسان والأب والأخ والابن والصديق هو: "إسماعيل شتات" وأنا أصرّ دائما على الفصل بين ابن الشاطئ وإسماعيل شتات لأنّ الأول ملك للجميع أما الثاني فهو ملك لنا وحدنا. وتعلمين أختي سامية بأنّني عشت مع والدي رحمه الله لوحدنا منذ ربيع عام 1987م وحتى نوفمبر عام2003م عندما عادت أختي "أم حلا" إلى الجزائر لتنوِّر بيتنا. مما يعني بأنّ العلاقة بيني وبين والدي قد تخطت حدود البنوّة والأبوّة بمراحل. س8: ماذا تقول في هذه الأسماء الأدبيّة: "إبن الشاطئ" "الطاهر يحياوي" "عزّ الدين ميهوبي"؟ - إبن الشاطئ: هو أعظم شاعر أنجبته أمّة العرب, شاعر يجمع بين فروسيّة عنترة ابن شدّاد وانسيابيّة جرير, وثوريّة أبي نوَّاس وعبقريّة المتنبّي ورقّة الأخطل الصغير, ومتانة شعر شوقي. أمّا فيما يخص غزارة الإنتاج فعلى حدّ علمي لا يوجد شاعر عربيّ واحد كتب ما يربو على 67 ديوانا شعريا حوت عشرات الآلاف من أبيات الشعر الخليليّة. وهو رصيد إبن الشاطئ الشعريّ فقط دون أن نذكر أعماله غير الشعريّة. مع العلم أن قرابة العشر دواوين قد ضاعت بسبب التنقل وحياة المنفى والمطاردة. إنّ القصيدة الشاطئيّة متينة من حيث المبنى, غنيّة من حيث المعنى, قويّة من حيث اللغة والتركيب, ساحرة من حيث الصورة وقويّة بأفكارها وطروحاتها, وهي – القصيدة – رحلة شوقٍ إلى نبع الحنين, وانتقال مدهش بين التاريخ والحاضر والمستقبل. وتشريح دقيق لواقع الحال, وأمل لا ينضب. واستشراف لا يجانبه الصواب. الطاهر يحياوي: صديق عزيز وأخ كبير, أعتزّ به وبحضوره. وهو صحافيّ متألّق وأديب راقٍ تخرج اللغة من بين شفتيه سلسبيلا. قدّم الكثير للوسط الأدبيّ في الجزائر, وكان بلا منازع الرافعة الحانية التي رفعَت جيلا كاملا من شعراء وأدباء هذا الوطن الغالي. فهو مثال للمؤمن الذي يحب لأخيه أكثر مما يحب لنفسه. وهو رمز من رموز الإيثار في عصر الأثرة. خدم الجميع دون مقابل, لكنّه قتل نفسه أدبيًّا. لقد ربحنا بفضل الطاهر يحياوي مئات الأقلام, لكننا للأسف الشديد خسرنا ناقداً وأديباً كبيراً اسمه الطاهر يحياوي. وأستغل هذا المقام لأوجّه له دعوة ورجاءً حاراً بأن يعود إلى الإبداع وإلى النقد بوجه خاص لأننا بأمسّ الحاجة إليه ولأمثاله. عزّ الدين ميهوبي: هذا الشاعر الجميل الدمث التقيته لأول مرة عام 1988م في ثانوية الكندي بجيجل وانبهرت برقّة شعره, وبساطة أسلوبه, وقدرته المدهشة على التعبير, وشهد له ابن الشاطئ رحمه الله شهادة كبيرة منذ أن استمع له لأول مرة, فأدركت بأنّني أمام قلم واعد سيكون له في قادم الأيام شأن وحضور كبيران. عزّ الدين ميهوبي ظاهرة شعريّة تتخطى حدود جزائرنا الحبيبة, وصداها ترك انطباعا رائعا في مختلف الأقطار العربية. ومن حسن حظ شعراء وأدباء الجزائر أنّ الرئاسة الدوريّة لاتحاد الأدباء العرب قد تشرّفت بها بلادنا في عصر قيادة هذا المبدع لاتحادنا العتيد. وأتمنى على عزّ الدين ميهوبي الوزير بألاَّ يطغى على الشاعر الرقيق, وألاَّ يبعده عن نبع الحنين نبع الإبداع والتألّق. س9: طموحاتك إلى أين؟ - أنا إنسان لا أشبه الآخرين, أو على الأقل أغلب الآخرين. فمنذ أن ولد الأديب والشاعر فيّ, فرّقت بيني وبينه في المضاجع وخلقت لكل طرف عالمه المستقل عن الآخر, لهذا تجدين بأنّ طموحاتي لا تحدّها حدود. ففي عالم العلم (الطب) أتمنى أن أكون مفيدا للناس وأطمح لأن أكسب في كلّ يوم دعاءا صالحا من أمٍّ تنفطر على فلذة كبدها المريض, أو أبٍ هدَّه الزّمن وأقعده الفقر ولم يجد إلاّ بابي ليطرقه. وأنا طماع في هذا المجال إلى حد لا يدرك. طموحي السياسي والثوري تلخصه الرغبة بالاستشهاد على ثرى وطني الحبيب فلسطين طموحي الذاتي: لا شيء طموحي الفكريّ: الوصول إلى عقول الناس قبل قلوبهم من خلال فكريّة جديدة قادرة على التجديد وقابلة للتطبيق أصل من خلالها للمساهمة في إخراج أمتنا من متاهاتها ودفع أبناءها إلى الأمام من أجل انبعاث جديد وانطلاق لا نكوص فيه. طموحي الأدبي: أن أكون على قدْر حرفي لا أزيد على قامته إنْشاً واحدا... ولا أنقُص . س10: بعد صدور مجموعتك الشعريّة : "حرائق الشوق" عن دار الأوطان للنشر, هل من جديد؟ -الجديد مخطوطات.. ومخطوطات لا أعرف متى تجد دليلا أمينا وصادقاً يدلّها على أبواب المطابع..!! س11: ما أروع ما كتبت؟ - سؤال صعب ولا أستطيع الإجابة عنه..!! لكن أستطيع أن أقول لك أقرب ما كتبت إلى نفسي إلى الآن, هذا المقطع من قصيدة "بيان النصر" التي كتبتها بعد انتصار مقاومة غزة: سأَعودُ يا ابْنَ الشَّاطِئِ الكَرْمُ اسْتَوى ويَدي تَشُدُّ علـى يَدَيْـهِ وتَسْتَعِـرْ سَأَعودُ.. خارطَةَ الطَّريقِ حَفَرْتُهـا بِصَهيلِ "كاتْيُوشَا".. وصَلْيَةِ "مُنْتَظَرْ" سَأَفِي بِوَعْدي يـا كَريـمُ فأرضُنـا تَشْتاقُ حضْنَكَ.. والبَيـادِرُ تَنْتَظِـرْ سَأَفي وأقْطَـعُ رأسَ كـلِّ مُؤَمْـرَكٍ مُتَصَهْيِنٍ بِـدَمِ "الفَصائِـلِ" يَتَّجِـرْ س12: أتعس ذكرى؟ أتعس ذكرياتي..؟؟! - ما أتعس ذكرياتي... وما أسعدها..؟!؟ عندما فاضت أعين والديّ بالدمع الغزير عشيّة وداع الزعيم الراحل هواري بومدين رحمه الله انتابني شعور بأنّ هذا الحدث الجلل سيكون أتعس ذكرياتي... ولم يكن وعندما أجمع القريب والبعيد/ الصديق والعدو على اغتيال البندقية الفلسطينية وطرد المقاومة من بيروت عام 1982م ظننت بأن أتعس ذكرياتي قد تشكلت.. وأدركت عكس هذا عندما رأيت اللحم الفلسطينيّ مكوّم في مخيّميّ صبرا وشاتيلا بعد رحيل حماة الديار... وكاد منظر الدبَّابة الأمريكية الجاثمة على صدر جسر الجمهورية في بغداد الرشيد أن يكون كذلك, لولا مشهد اعتقال, ومحاكمة, واغتيال أول رئيس عربيّ... وكاد... وكاد...!! في الحقيقة الذكريات التعيسة أكثر من قدرتي على التحمّل, والعدّ... وفي كل يوم موعد لتعاسة ولذكريات مرّة... كنت أتمنى أن تسأليني عن لحظات الفرح... لأنها قليلة... ويسهل حصرها..!! س13: كلمة أخيرة - الشكر أولا لك أختي العزيزة سامية, ولمبادرتك الجميلة, والشكر موصول لوسيلة الإعلامية الجميلة التي أتاحت لي هذه الفرصة. وأتمنى أن تكون إجاباتي المتسرّعة قد شفت غليلك وروت ظمأ القارئ الكريم حاورته/ سامية عبد الله
|