التركيز الفائق في الأسابيع المنصرمة على المسألة اليونانية أدى الى التقليل من الحديث عما يحيط بالدولار من مخاطر ويتملكه من نقاط ضعف قد تودي به مجددا الى الهاوية في حال معاودة إيقاظها وإبرازها في أي وقت.
الأزمة العقارية في الولايات المتحدة لا زالت تتهدد بكل سلبياتها مجمل الإقتصاد وتحول دون إبراز الإنجازات التي حققتها قطاعات أخرى في السنة الماضية. هنا لم يتوصل أحدٌ بعد الى اجتراح حلول مقنعة بالرغم من المجهود الهائل الذي بُذل حتى الآن. شركتا Fannie Mae و Freddie Mac وهما الممولان الأكبر لقروض البناء مهددتان حتى الآن بعدم القدرة على الوفاء بالتزامات مديونيتهما، بالرغم من كل الدعم الذي تم تخصيصهما به. تأجيل دفع الديون يحصل باستمرار. تخفيض فوائد القروض للبناء مستمر أيضا .
حتى نهاية العام 2009 ضخت الحكومة الاميركية في صناديق الشركتين المذكورتين 112 مليار دولار وهذه كانت البداية. الهدف لم يتم بلوغه بعد والحاجة الى المزيد لا بد آتية.
العام 2010 من المنتظر ان نشهد المزيد من المزادات على البيوت المحجوز عليها بموجب أحكام صادرة بفعل التخلف عن دفع القروض . المزيد من المزادات سيشهدها السوق، بمعنى ان هذه الاعداد من المتوقع ان تفوق ما تم طرحه في العام 2009. هذا سيعني فقدان المزيد من المليارات في صناديق مؤسسات القروض العقارية ويعني أيضا تأخيرا في مشاريع البناء الجديدة لانتفاء الحاجة اليها.
معضلة سوق العقارات والديون العقارية ليست ولن تكون الوحيدة المهدِّدة للورقة الخضراء باستمرار. مديونية الولايات المتحدة على صعيد الاتحاد او على صعيد الولايات ( والمثال الأكبر كاليفورنيا ) غنية عن التعريف، وإن هي فُصّلت سيكون موضوع اليونان صورة مصغّرة جدا عنها. هي جوانب مهمة سيكون لنا عودة اليها تفصيلا.
القنبلة المؤقتة هذه تُسمع تكاتها في حقيبة مغلقة حاليا إسمها حقيبة ملفات الدولار السرية.
بورصة إنفو
