بورصات وأسواق - علي نزار الآغا
"متخصص في الأسواق المالية"
الاثنين 19 حزيران كانت جلسة التداول الأخيرة في تصحيح مسار المؤشر الثاني في السوق حيث انخفضت قيمة المؤشر في تلك الجلسة حتى 1414.30 نقطة 1432.90 مخترقاً مستوى الدعم (أقل قيمة للمؤشر) عند القيمة 1415.93 ثم أتت الجلسة التالية يوم الأربعاء 21 تموز 2010 لتعلن بداية تشكيل الموجة الخامسة في السوق منذ بداية العام الحالي، وهي الموجة الأخيرة في اتجاه السوق (الصاعد) حيث يعود المؤشر للاتجاه الهابط من جديد ولكن بشكل أكبر من السابق، ويوضح المخطط البياني رقم (1) مدى قوة السوق في الاتجاه الصاعد خلال الموجة الخامسة التي تبدأ مع النقطة (d) وهذا يعني رقوع السوق كلياً تحت سطوة ثيرانها (المشترين) أمام انسحاب واضح لدببتها (الباعة).
وكانت تداولات الاسبوع الماضي التي أقفلت شهر تموز حاسمة للمعادلة السابقة (سيطرة المشترين وقوة الانتاجه الصاعد) ثم أتى شهر آب ليؤكد اشتداد قوة السوق يوماً بعد يوم خلال جلسة تداول الأحد 1 آب حيث اكتسب المؤشر 19.65 نقطة تليها جلسة الاثنين 2 آب ليكسب المؤشر فيها 22.87 نقطة...وهذا الأمر سيستمر بالتصاعد خلال الجلسات القادمة.
وفي اتجاه آخر فقد بلغت قيمة التداول الإجمالية في جلسات التداول الـسبعة عشرة في تموز ما قيمته 441,661,765 ليرة سورية، في حين بلغ حجم التداول الإجمالي 318307 سهماً متداولاً في 2173 صفقة من العيار (العادي) مع غياب للصفقات الضخمة، منفذة على أسهم جميع الشركات المدرجة في السوق باستثناء سهم شركة آروب للتأمين الذي خرج عن دائرة التداول لهذه الشهر.
أما بالنسبة لبداية التداولات في آب فقد سجلت جلسة تداول الاثنين الماضي صفقتين ضخمتين على أسهم بنك الأردن- سورية بحجم تداول بلغ 137 ألف سهم بقيمة تدوال بلغت 96,449,850 ليرة سورية رفعت قيمة التداول الاجمالية في تلك الجلسة إلى 125,895,438 ليرة سورية.
اتجاه السوق
يوضح المخطط البياني رقم (1) مسار المؤشر رسمنا خط الاتجاه الرئيسي (trend line) وهو المستقيم المائل (باللون الأزرق) وكما هو مبين في الشكل يلامس خط الاتجاه الرئيسي قاع خط المؤشر في منقطة التصحيح (النقطة B)، حيث تتذبذب قيم المؤشر في انعكاس عن الاتجاه التصاعدي للسوق، ومع قياس زاوية انحدار لخط الاتجاه بلغت حوالي (45) درجة، وهذا مقياس لمدى قوة السوق في اتجاهها (الصاعد حالياً) وهذه الدرجة تعتبر نقطة مهمة، فعندما تكون زاوية الانحدار أكبر من 45 درجة تكون قوة السوق شديدة، أما أصغر من 45 فهذا دليل على تراجع قوة السوق في الاتجاه، هذا ويلاحظ درجة القوة البالغة الشدة في السوق بعد فترة التصحيح، ويشير خط الاتجاه الفرعي الذي يبدأ من النقطة (C) مدى الانحدار عن زاوية الـ45 درجة، ما يدل على أن السوق ماضية في اتجاهها الصاعد بقوة، طالما مسار السوق (المؤشر) خارج خط الاتجاه... هذا ويبين لنا الرسم البياني خطوط اتجاه فرعية عدة توضح شدة انحدار المؤشر باتجاه الصعود ما يدل على القوة الغير مسبوقة في اتجاه السوق، وهذا الأمر طبيعي بعد الخروج من مرحلة تصحيح المؤشر لمساره، وهذا الارتفاع سيستمر خلال الجلسات القادمة، والمطلوب خلال الأيام القادمة دراسة هدف المؤشر قبل أن يرتد مجدداً نحو الهبوط...؟
زخم التداول (Momentum)
يعتبر مفهوم زخم التداول (Momentum) المفهوم الرئيسي الذي يعتمد عليه تحليل التذبذب، حيث يقيس سرعة تغير السعر، ويتم قياس زخم التداول عن طريق الحصول على تغيرات السعر باستمرار في فترة زمنية فاصلة، وتأتي أهمية مقياس الزخم من كون حركة خط زخم التداول تأتي كخطوة قبل حركة السعر، وذلك ناجم عن الطريقة التي يتكون منها هذا الخط، وبالتالي يكون خط زخم التداول قائداً لحركة السعر.
وهنا نعتمد على قيم مؤشر السوق لقياس زخم التداول، والذي بدوره يعتمد على أسعار إغلاق الأسهم المدرجة في السوق، وبالعودة إلى المخطط البياني رقم (1) يتوضح لنا خط زخم التداول لفترة (10) أيام في أسفل المخطط ، يعلوه خط زخم التداول لفترة (5) أيام ويعتبر هذا الخط أكثر حساسية لتغير السعر من الخط السابق.
وهذا واضح، حيث يشير خط الـ(5) أيام إلى تجاوز زخم التداول المستوى (50) واقترابه من المستوى (100) بقوة، كما هو ملاحظ في المخطط السابق، وهذه نقطة في غاية الأهمية حيث تشكل دليل يؤكد انتهاء موجة التصحيح الثانية في السوق وعودة مرحلة الشراء والاتجاه الصاعد مجدداً، ومضي المؤشر قدماً نحو الارتفاع الآن وخلال الجلسات القادمة.
كذلك يوضح خط الزخم لـ (10) هذا الأمر، وخاصة أنه اخترق المستوى الصفري بفترة قصيرة، ثم لامس المستوى (100 خلال ) وهذا واضح في المخطط البياني السابق، وهذا دليل على استمرار المؤشر بالتقدم في جلسات التداول القادمة نحو الأعلى.
الماكد (MACD)
أما مؤشر الماكد (MACD) ويقصد به تقارب وتباعد المتوسطات المتحركة، الموضح في المخطط البياني رقم (2) بمنحنى أحمر وآخر أزرق، فيشير تباعدهما إلى استمرار منطقة الشراء في السوق، لكن كما هو بعد تقاطعهما وتحول المنحنى الأزرق دون المنحنى الأحمر إلى سيطرة البيع على السوق، وفي جلسات التداول الأخيرة نلاحظ تقاطع منحنى الماكد الرئيسي (الأزرق) مع المنحنى الثاني ومضيه بقوة نحو الصعود حيث يتجه نحو ذروة منطقة الشراء متجاوزة المستوى (15) خلال جلسات التداول القادمة.. وهكذا تكون النصيحة اليوم هي الشراء بهدف البيع قرب تلك الذروة وجني الأرباح.
المنحنيات الغلافية (Percentage Envelops)
في تجربة أخرى سنطبق مايسمى بالمنحنيات الغلافية (Percentage Envelops) وهما عبارة عن متوسطين متحركين بسيطين مع نسبة انزياح عن بعضهما بدرجة 3%، وهنا نوضح أن المتوسط لمتحرك البسيط هم عبارة عن محنى يعبر عن متوسط أسعار الإغلاق لمدة محددة (5) أيام أو (10) أيام أو (20) يوم...إلخ وتزداد حساسية المتوسط مع الفترة الزمنية الأقصر، وهنا أخذنا المتوسطات لـ(10) أيام مع نسبة انزياح 3% لنحصل على الغلاف الموضح بالمنحنيين ذو اللون الأحمر (الحد السفلي للغلاف) والأزرق (الحد العلوي للغلاف)، الذي يحدد لنا الوقت الذي يصل فيه اتجاه السعر(مسار المؤشر) إلى أقصاه، وهذا أهم ما تخبرنا به المنحنيات الغلافية، وكما هو ملاحظ من تحرك مسار المؤشر بين هذين المتوسطين (الغلاف) في المخطط البياني رقم (2) ملامسته للمنحنى العلوي واختراقه، بعد مرحلة التصحيح الأولى ما يشير على أن المؤشر قد وصل إلى أقصاه ارتفاعاً، أما بالتركيز على جلسات التداول الأخيرة فنلاحظ انحراف مسار المؤشر خارج الغلاف ليتقاطع مع الحد العلوي ويستمر اتجاهه نحو الخارج، مايدل هي التقدم في اتجاه المؤشر نحو الأعلى (الارتفاع) اليوم وخلال جلسات التداول القادمة.
البولينجر باند (Bollinger Band)
ويمكننا هنا الاستفادة من مؤشر البولينجر باند (Bollinger Band) –المنحني البنفسجي والبنفسجي الفاتح في المخطط رقم 2- وهو شبيه بالمنحنيات الغلافية باستخدام حديه كأهداف للسعر، ولكن يختلف عن الأغلفة بقكرة الاتساع العرضي.
وبالنظر إلى القسم الأخير نلاحظ ابتعاد مسار المؤشر (باللون الأسود) عن حد البولينجر باند السفلي ليتقاطع مع المنحنى الغلافي العلوي أيضاً مبتعداً عن المتوسط المتحرك البسيط لعشرة أيام (باللون الأخضر)، وهذا يدل على أن هدف المؤشر التالي هو الحد العلوي للبولينجر باند (البنفسجي الغامق)، ويمكننا هنا الاستفادة من فكرة الاتساع العرضي للمؤشر (حيث يدل اتساعه على استمرار المسار في اتجاهه في حين يدل تضيقه على تراجع المسار عن اتجاهه) ويبين لنا المخطط البياني رقم (2) كيف بدأ الحد السفلي والعلوي للبولينجر بالانعطاف نحو الخارج بقوة واتساع المسافة العرضية بصورة ملحوظة، ما يشيرإلى تقدم حاد في اتجاه يدل على استمرار الارتفاع في قيم المؤشر خلال تزايد قوة الاتجاه الصاعد في السوق خلال الأيام القادمة.
