حلب- سيريانديز
خلال سنوات قليلة تحولت المدينة الصناعية في الشيخ نجار بحلب من بقعة صخرية قاحلة إلى تجمع صناعي وعمراني ضخم… وفي الحرب على سورية ضربها الإرهاب بحقد يوازي اهميتها لكن اسابيع قليلة بعد إعادة الأمن والأمان إلى المدينة كانت كفيلة لإعادة الحياة إلى أهم روافع الصناعة السورية وذلك بعزيمة وإصرار من شيوخ الكار في حلب ودعم مفتوح من الدولة لتبدأ المدينة تدر الإنتاج وتعيد الألق إلى العاصمة الاقتصادية حلب.
المدينة التي أحدثت بموجب المرسوم التشريعي رقم 57 لعام 2004 تعلن اليوم عن 18 مشروعا صناعيا منوعا بحسب ما نشرته الخارطة الاستثمارية لهيئة الاستثمار السورية مع الدعم الحكومي المستمر في تقديم العديد من الحوافز التنظيمية والمالية لجذب الاستثمارات منها الحصول على أرض مخدمة ومجهزة ببنية تحتية اساسية وتخفيضات ضريبية.
المهندس حازم عجان مدير المدينة الصناعية بالشيخ نجار أكد تحسن عملية الانتاج وخاصة بعد وصول الخدمات الاساسية الى المدينة من ارتفاع ساعات وصول التغذية الكهربائية الى 12 ساعة وتامين شبكات الاتصالات اللاسلكية وضخ مياه الشرب الى الفئتين الاولى والثانية لافتا الى أن العمل جار حاليا لضخ المياه للفئة الثالثة تجريبيا بعد اصلاح الاضرار الحاصلة بالشبكة جراء الارهاب وانجاز ما يقارب 80 بالمئة من 50 مشروعا يستهدف البنى التحتية في خطة هذا العام.
ولفت عجان إلى العمل على إقامة حاضنة أعمال صناعية في منطقة المستودعات داخل المدينة لتكون نواة عمل صناعي في اطارها التنموي وصالة عرض دائمة للترويج لمنتجات المدينة.
وأوضح عجان انه بهدف تبسيط الاجراءات امام المستثمرين وتقديم خدماتها بسوية عالية تقوم المدينة الصناعية باستضافة العديد من الهيئات التدريسية بجامعة حلب وغرفة الصناعة لتزويدها بالخبرات العملية والتعاقد لتنفيذ اعمال الاتمتة في كل قطاعات المدينة.
وتعمل حاليا في المدينة اكثر من 100 ورشة بناء لإعادة ترميم ما دمره الإرهاب الحاقد او البدء ببناء جديد والمدينة مخدمة بباصات النقل الداخلي ومؤمنة بالكامل من قبل عناصر شرطة المدينة.
وأوضح الصناعي نزار بطل صاحب منشأة آلاسكا لانتاج الشوكولا والمقبلات الغذائية أن حجم الأضرار الذي لحق بخطوط الانتاج لمعمله لن يثني عزيمته على إعادة إصلاح ما خربه الإرهاب والعودة لانتاج وتقديم أشهى المقبلات وألذ الشوكولا للاسواق السورية متمنيا من الجهات المعنية تذليل صعوبات النقل والتسويق بين المحافظات.
وكون عجلات المعامل الصناعية تعود لدورانها لإعادة الألق لشعار صنع في حلب ولإرسال رسالة قوية بأن خيط الامل الوطني الحلبي لا ينقطع أكد الصناعي محمد زياد زوبري صاحب منشاة لصناعة النسيج والاقمشة عودة منشأته لانتاج الاقمشة المخصصة لصناعة الالبسة بطاقة انتاجية تقدر بألف متر مربع من النسيج خلال فترة 12 ساعة يوميا داعيا الى زيادة ساعات وصل التيار الكهربائي.
عودة المدينة الصناعية إلى مكانتها توفر الكثير من المواد الأساسية للبلد وتفتح افاق فرص عمل للعاطلين عنه بدلا من انتظار سلة المساعدات حيث أشار نور الدين كعدان صاحب منشاة الحجار لصناعة الاقمشة والمنسوجات المخصصة للاثاث المنزلي والمفروشات والبرادي إلى نقص الايدي العاملة الخبيرة وارتفاع اجورها لافتا الى ان طاقة انتاج معمله وصلت إلى 600 متر مربع من المنسوجات يوميا.
الصناعي محمد اسطنبللي صاحب منشاة لصناعة زجاج السيارات دعا لمراعاة الظروف التي مرت على الصناعيين خلال الفترة الماضية وإيقاف ضريبة الخدمات وغرامة التأخير المفروضة عليه مؤقتا ريثما يقلع بعمله في حين دعا محمد طيبي صاحب منشاة طيبة لانتاج الحصر البلاستيكية إلى إيجاد طرق تسويقية للصناعة السورية في الاسواق الخارجية وتامين المواد الأولية للانتاج.
مدينة الشيخ نجار الواقعة في الجزء الشمالي الشرقي من حلب وعلى بعد 15 كيلومترا من مركز المدينة والتي بنيت بخبرات محلية وبنظام عمراني خاص وتمتاز بقربها من مطار حلب والمنطقة الحرة لن يقبل شيوخ كارها إلا أن تكون الدرة الوفيرة للاقتصاد السوري.