أجرت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، اليوم، أول تجربة عملية لاستخدام طائرة مسيّرة في كشف الألغام، وذلك في منطقة دروشا بريف دمشق.
معاون وزير الطوارئ وإدارة الكوارث حسام حلاق، أوضح في تصريح لمراسلة سانا، أن التجربة التي نفذتها الوزارة باستخدام التكنولوجيا الحديثة، في عمليات المسح الميداني للألغام غير المنفجرة التي خلفها النظام البائد، تمثل خطوة نوعية في تطوير قدرات الاستجابة الوطنية وتعزيز حماية المدنيين.
وأشار حلاق إلى أن هذه التجربة هي الأولى من نوعها في سوريا والشرق الأوسط، وأثبتت نجاحها في تحديد الأجسام الملوثة بدقة، مع إمكانية إعطاء بيانات حول الوزن والعمق والحجم، ما يوفر سرعة أكبر في العمل، ويقلل من المخاطر التي تواجه الفرق الميدانية، مبيناً أن إدخال هذه التكنولوجيا يعكس التزام الوزارة بتطوير أدواتها، بما ينسجم مع المعايير الدولية، وخاصة أن الألغام ومخلفات الحرب تشكل تهديداً مباشراً للمجتمعات، وتعيق انطلاق مشاريع الإعمار والتنمية.
وكشف حلاق عن أن التجربة الحقيقية ستبدأ قريباً في أحد الحقول الملوثة بمدينة حسياء بريف حمص، مع الاستفادة من الخبرات والتقنيات الألمانية في هذا المجال، مؤكداً أن نجاح هذه الخطوة يعتمد على التدريب المستمر للعناصر وتوفير العدد الكافي من الطائرات المسيّرة.
تطهير الأراضي السورية
مدير المركز الوطني لإزالة الألغام فادي الصالح، اعتبر في تصريح مماثل، أن إدخال هذه التكنولوجيا الحديثة يساعد في إنجاز مسح ميداني لمساحات واسعة خلال دقائق معدودة، مع تحديد الأهداف بدقة تصل إلى سبعة أمتار تحت سطح الأرض، الأمر الذي يعزز سرعة الاستجابة، ويمنح فرقنا الميدانية أماناً أكبر.
وأكد الصالح أن التجربة أثبتت قدرتها على مسح نحو 10 آلاف متر مربع خلال 35 دقيقة فقط، وهذا يعتبر إنجازاً كبيراً مقارنة بالعمل اليدوي، رغم وجود بعض التحديات المرتبطة بغياب أبراج تحديد المواقع GPS في سوريا، ما يؤدي إلى نسبة خطأ محدودة يجري العمل على معالجته، لافتاً إلى أن نجاح التجربة يعتمد على توفير العدد الكافي من الطائرات والتدريب المستمر للعناصر، إلى جانب الدعم الدولي الموعود لهذا الملف الحيوي.
إنجاز عمليات المسح خلال فترة زمنية قصيرة
بدوره، أكد مدير إدارة المسح وتقييم المخاطر في المركز الوطني لإزالة الألغام ماجد سبعو، أن إدخال هذه الآلية الحديثة في عمل فرقنا الميدانية يختصر الوقت والجهد، ويمنحنا فعالية أكبر في تحديد المناطق الملوثة بدقة عبر الإحداثيات، الأمر الذي ينعكس مباشرة على سلامة الفرق العاملة وعلى سرعة إنجاز المهام الإنسانية، لافتاً إلى أن الطائرة اليوم تمكنت من مسح 2600 متر مربع في عشر دقائق.
ويعتبر إدخال هذه التكنولوجيا، في عمليات الكشف عن الألغام غير المنفجرة، جديداً على مستوى العالم، واستخدام هذه التجربة في الكثير من المناطق السورية، يقلل من المخاطر التي يتعرض لها خبراء إزالة الألغام، وينقذ الكثير من الأرواح.
شارك في إطلاق التجربة القائم بأعمال السفارة الألمانية بدمشق كليمنس هاخ، ومعاون وزير الإعلام عبد الله الموسى.