سيريانديز ـ نجوى صليبه
بدأ إياد عكاري مسيرته في الدّراما السّورية من خلال مركزه الخاصّ للتّجميل "كاردينيا"، وتعاقده مع شركات الإنتاج، ومن الأعمال التي شارك فيها "غزلان في غابة الذّئاب" و"خالد بن الوليد" للمخرج نجدت أنزور الذي حقق شهرته معه في ذلك الوقت، لكن سبقها بزمن تجربته مع "فرقة الرّقة للفنون الشّعبية" التي كانت تعرض الأغنيات الشّعبية والتّراثية للرّقة، ولاحقاً تدريبه يافعين على الدّبكات والرّقص الشّعبي.
واليوم يعود عكاري إلى الوسط الفني بشركته الخاصّة "شغف للإنتاج الفنّي" ويخوض غمار الإخراج السّينمائي، وتحديداً فيلمه "مجرد رقم" الذي يستند إلى تجربة حقيقية عاشها في السّجن، يقول: "أجريت مقابلات مع أشخاص كثر، لكن من لم يعش التّجربة لا يستطيع الحديث عنها، لذلك كان الاعتماد على أشخاص معتقلين يؤدون الدّور ذاته في الفيلم أفضل من الاعتماد على ممثّل لم يعش الحالة.. مثلاً عندما اخترت الفنّان بسّام دكّاك بطلاً للعمل لم أختره عن عبث، بل لأّنه اعتقل مدّة سنة وعشرين يوماً وهو الأكثر قدرة على أداء الدّور".
وبالسّؤال عن مبالغة البعض في سردياته وكيفية معرفته السّردية الصّادقة من غيرها، يقول عكاري: "أتوقّع أن يكون للفيلم أثر جيد لاحقاً، لأنّه يتميّز بواقعيته، أنا أخذت الحقائق... لم أبالغ بأي شيء فيه، وأنا لم أسمع من أحد، بل كنت في المكان وعشت التّجربة لذا أستطيع معرفة مصداقية الرّاوي الذي أمامي، وفي النّهاية أشتغل ما أريد وأشتغل الحقيقة".
كما أنهى عكاري كتابة فيلمه الجديد "على قيد رماد" وهو عمل إنساني يسلّط الضوء على مأساة الأطفال الذين يجدون أنفسهم فجأة خارج حدود الأمان والطفولة، ويروي حكاية أجيال صغيرة ولدت من رحم الحروب، تحمل معها ذاكرة ثقيلة من الفقد والخوف، لكنها في الوقت ذاته تقاوم ببراءة لا تُهزم وإصرار على البقاء.
بالإضافة إلى ذلك، يجهّز عكاري لموسم رمضان عملاً اجتماعياً مؤلفاً من ثلاثين لوحة، تتناول قضايا اجتماعية وإنسانية وثقافية، لكنّه لم يحدد بعد اسم العمل، ويضعنا في صورة إحدى اللوحات: "نحن عدنا لكي نقدّم مواضيع اجتماعية تهمّ الجميع، ففي كلّ لوحة فكرة نريد إيصالها، مثلاً هناك لوحة بعنوان "بدنا نفرح"، أتحدّث فيها عن الفرح الذي يقتله "الرّصاص الطّائش".
أمّا الفنانين المشاركين في هذا العمل فاختارهم عكاري من الشّباب الموهوب والأكاديمي، منوّهاً بأنّ "بعض شركات الإنتاج تلعب دوراً في إظهار الشّباب حسب مصالحها، والبعض يأخذ مبالغ مالية منهم لكي يقبل أن يشارك معهم في عمل عوضاً عن أن يدفع لهم".
وبالحديث عن المعوّقات التي اعترضت هذه العودة، يقول عكاري: "حالياً ومنذ أكثر من عشرة أيّام أنتظر موافقة وزارة الإعلام على السّماح لنا بالتّصوير داخل السّجن، هناك سهولة في بعض الأمور، وصعوبة في بعضها الآخر".
وما بين 2011 و2025 تغيّرات كثيرة طرأت على شركات الإنتاج والدّراما والإخراج، فما الذي اختلف على المخرج إياد عكاري؟ يجيب: "كلّ شيء مختلف.. خسرت كلّ شيء، واليوم أعيد تأسيس ما خسرت".