كتب الزميل: عمار احمد حامد
لا أتناول بالكلام هنا شخصية المدير العام للمؤسسه العامه للسينما... فقد كنت من المهنئين له على منصبه.. فهو صديق قديم وجميل.
واقول كلامي التالي من حكم موقعي الذي كنته في المؤسسه على مدار عشر سنوات كمدير لمديرية المهرجانات السينمائية.
لقد قمنا بجهودنا الضئيله في خدمة السينما السورية.. كل ضمن موقعه... لم نكن ابطالا بل خدما (لوطننا الاكبر سوريا) لم نكن نخدم نظاما.....بل بلدا.
من السهل جدًا أن يطلق أي صحفي أو كاتب توصيفًا مثيرًا للجدل عبر وسائل الاعلام ويكَون شاهد زور، فيقول وبكل ثقة بالنفس إن "المؤسسة العامة للسينما مؤسسة مهترئة"، ويصرح ايضا عبر محطة تلفزيونيه بأن صالة سينما الكندي "لاتصلح للاستخدام البشري.. وان الصوت أ.. أ... أ..." تماما كما هو موجد في التسجيل.
ثم يواصل الحديث وكأنه اكتشف الحقيقة النهائية! لكن الأصعب هو مواجهة الحقائق الميدانية والوقائع التي لا يمكن إنكارها.
فهل حقًا مؤسسة "مهترئة" هي التي كانت. َوعلي مدار سنوات طوال . تنظم عروضًا سينمائية في الهواء الطلق، في قلب المدن والساحات العامة، وبحضور جماهيري واسع ومتنوّع؟( الصور المرفقة تكذب الغطاس يا دكتورة لمى!)
هل "المهترئ" ينجح في جمع مئات المواطنين في حمص، حلب، السلمية، طرطوس، اللاذقية، جبلة ليشاهدوا السينما في الهواء الطلق ؟
هل "المهترئ" هو الذي يجرؤ على إخراج الفن من القاعات المغلقة إلى فضاء عام، ويعيد للسينما وظيفتها الأولى: أن تكون جزءًا من حياة الناس اليومية؟
بل إن المؤسسة لم تكتفِ بالعروض في المدن الكبرى، بل كانت أول من قدّم عروضًا سينمائية في بلدة السلمية، في سابقة فريدة تؤكد سعيها الدائم إلى الوصول إلى الناس في مختلف الأماكن. ولم تقف عند هذا الحد، بل قامت بتظاهرة سينمائيه تم عرض افلامها علي جدار قلعة حلب. لا. بل أقامت مهرجانًا سينمائيًا كاملًا في وادي العيون، استمر أسبوعًا كاملًا، وكان اول لقاء ثقافي يحدث بين مؤسسة عامه مع المجتمع المدني في وادي العيون وكان ذلك حدثًا ثقافيًا بارزًا حضره مئات المتابعين يوميًا، ما جعل البلدة الصغيرة تتحول إلى فضاء للسينما والحوار والإبداع.
هذه ليست مظاهر مؤسسة "مهترئة"، بل شواهد مؤسسة حيّة، كانت تبذل جهدًا حقيقيًا لإبقاء السينما جزءًا من وجدان المجتمع رغم كل التحديات.والمؤسسه العامه للسينما اقامت.. ورغم الحرب... مهرجان سينما الشباب الذي استمر سنوات َتوقف في عام الكورونا اي عام ٢٠٢٠..المؤسسه "المهترئة" يا دكتورة لمى هي التي اسست دبلوم العلوم السينمائيه وفنونها الذي خرج مئات الطلاب الباحثين عن احلامهم في صناعة سينما. وكان الدبلوم عبارة عن سنة دراسيه كامله باشراف وزارة الثقافه والمؤسسه العامه للسينما ومركز التدريب الاذاعي والتلفزيوني التابع للجامعه العربيه حيث يحصل الطالب المتخرج علي شهادة اكاديمية َمصدقه من وزارة الثقافه ومركز التدريب الاذاعي والتلفزيوني. ومن عباءة هذازالدبلوم تاسس المعهد العالي للفنون السينمائيه. والمؤسسه المهترئه َتحت اشرافها اقام الصديق المخرج السينمائي فراس محمد من عام ٢٠١٨ حتى عام ٢٠٢٣ نادي سينما اسمه بيت السينما حضره على مدى هذه السنوات مئات المتابعين... ارجعي الي ارشيف المؤسسه حتي تعلمي ماخفي عنك. وكذلك كانت الدكتورة ايسر ميداني تقيم كل شهر عرض فيلم سينمائي مع مناقشته.. اين كان يتم كل ذلك؟ يؤسفني ان اقول لك ان كل هذا: الدبلوم وعروض النوادي السينمائية وبعض التظاهرات كان يتم داخل اروقة دار سينما الكندي التي "التي لاتصلح للاستخدام البشري... حسب وصفك."
فكيف بعد كل هذا تصرحين عبر محطة تلفزيونية بانكم (تبدأون من الصفرفي التعامل مع الجمهور وعلاقته مع السينما.)
اعلم انك خلال سنوات الحرب كنت في سوريا لم تغادريها.... ترى هل كانت مؤسسة السينما مغيبه عندك لم يسبق لك ان تابعت نشاطاتها ولو عن بعد! غريب!
كل هذه التظاهرات كانت تتم بمجهود اربع او خمس اشخاص.... اسالي عن ذلك صحافيين كزميلنا فؤاد مسعدة اسألي في المؤسسة مدير المكتب الصحفي الاستاذ نضال قوشحه
. والاستاذ معاون المدير العام الاستاذ باسم خباز بل واسالي حتي الساقين في المؤسسه يخبرونك عن كل ما ذكرت.
واتساءل لماذا تمحون جهود الاخرين َوتصعدون على اكتاف المؤسسه"المهترئة".. ازيدك من الشعر بيتا بان الشئ يصيبه الاهتراء لكثرة استخدامه...كما العقل عندما يستخدم كثيرا يصل بصاحبه الي الزهايمر ابعده الله عنا وعنكم.
النقد الحقيقي حق مشروع، بل وضروري، لكن النقد لا يكون عبر التضليل وإنكار الحقائق. من السهل أن نطلق صفة "مهترئة"، ومن الصعب أن نثبتها بالوقائع. ومن الواضح أن من يصرّ على ذلك لم يكلف نفسه عناء التحقق، أو اختار عمدًا أن يتجاهل الحقائق الملموسة.