كتب رئيس التحرير
سأطرح رأياً قد لا يعجب البعض إذا قرؤوه بعصبية وتسرع وموقف معلب ، وسيعجب السوري العاقل النزيه الذي يهمني رأيه ..
أسمع كثيراً من وزراء ومسؤولين عبارة : استلمنا البلد مدمرة ، وبالتالي هم يبنون كل شيء من جديد !!
سأوضّح والعوض على الله :
سورية لم تكن مدمرة ، كانت الادارة مدمرة و ينهش فيها الفساد ، وكان النظام السابق يحاول امتصاص خيرات البلد ويترك الفتات للشعب ..
هذه حقائق لا يمكن إنكارها ..
ولكن كان هناك موازنات ومؤسسات تعمل ، وكثير من قياداتها كانوا شرفاء يحاولون - ضمن المشهد المظلم- ان يشعلوا شمعة ، وكان بعضهم يصمدون وبعضهم يطردون لأنهم شرفاء ، كانت مشاريع البلد وخدماتها يقوم بها عمال شرفاء بعرق جبينهم ، ولم يعملوا لأجل بشار الاسد و حزب البعث بل لأجل سورية وشعبها ..
لذلك صمدت البلد ١٤ عاماً في وجه حرب عالمية ، ليس ببطولة النظام ، بل بإرادة شعب لا ينكسر..
عندما سقط النظام كان هناك دولة ومؤسسات وقوانين وبنية مؤسساتية وتنظيمية كان يفترض الحفاظ عليها لاستمرارية عمل الدولة ، المشكلة لم تكن في القوانين ولا المؤسسات ولا العاملين بل في نظام فاسد يجير كل شيء لصالحه ..
جاء النظام الجديد واكتشف لاحقاً ومتأخراً أنه يحتاج للكثير مما بناه الشعب السوري أيام النظام السابق ، عادوا للقوانين نفسها ، يستخدمون المباني والمؤسسات نفسها ، معظم الكوادر تدير المؤسسات باستثناء القيادات قليلة الخبرة والتعليم القادمة من ادلب ولا تكفي حسن النوايا لإدارة الدولة ..
سأعطي مثال السفارات التي هي جزء أصيل من بنية النظام السابق ، لأسباب موضوعية واصلت عملها بنفس الكوادر والقوانين ، وهي تعمل بصورة جيدة ترضي الناس وفق تعليمات النظام الجديد دون تردد او تذمر ويتصرفون بوطنية واحترافية تستحق التقدير ..
خلاصة القول :
من يقول سورية كانت مدمرة بالكامل يظلم الشعب والعمال والمسؤولين الشرفاء في تلك الحقبة ..
وقد يجدها البعض فرصة للفساد ليدعي اعادة بناء مكان موجود أصلاً بحالة جيدة وليأخذ لجيبه فارق النفقات ، وليعيد حكاية الفساد التي ثار الشعب ضدها ..
والله من وراء القصد
أيمن قحف