كتب :أيمن قحف
يبدو الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء اليوم متفائلاً بالنتائج الايجابية للقرارات «الكبرى» التي اتخذتها حكومته منذ أيام و كانت مثار هجوم وانتقادات واسعة من الشارع السوري..
قلت لرئيس مجلس الوزراء: كيف لي، ولكم أن نقنع المواطن البسيط أن الأمر في صالحه بالنهاية؟
الدكتور الحلقي يجيب ببساطة: يمكنني كحكومة أن أجعل سعر ليتر المازوت سبع ليرات اليوم، ولكن لا أعدك أن تقبض راتبك بنهاية الشهر، أما بالنسبة للخبز فلا أضمن أن أتمكن من توفيره بعد أيام لكم ولا أعدك بمدرسة وجامعة مجانية مع استمرار الدعم بوضعه السابق!!!!
إنه القرار الأكثر صعوبة الذي تجنبته الحكومات الماضية فكان أن دفعنا فاتورة المازوت في عام 2010 لما يعادل 8 مليار ليتر سنويا أما اليوم فهي حوالي 1,7 مليار ليتر في عام 2014 والفارق كان يستفيد منه مواطنو الدول الأخرى والمهربون والمحتكرون والأغنياء فقط.. هذه هي حقيقة الدعم العشوائي!!
اليوم نحمي اقتصاد البلد ومواطنه من التهريب والهدر والفساد بقرارات غير شعبية ولكننا نعلن استمرارنا في تقديم الخدمات الصحية والتعليمية والمعيشية للمواطن../ الخبز والرز والسكر والكهرباء والمياه والنقل الداخلي / يرى الدكتور الحلقي أن «عقلنة الدعم» لن تقف عند الاجراءات التي تمت ولا سيما إضافة أربعة آلاف ليرة لكل موظف ومتقاعد وإصدار قرارات تعويض معيشي للقطاعين الخاص والمشترك والمنظمات والنقابات، بل هناك إجراءات قادمة لتشميل كل مواطن سوري يستحق الدعم في الوقت المناسب وعندما تتحسن الظروف والامكانيات وسيتم بالتأكيد استكمال حزم الأمان الاجتماعي للتعويض على اي متضرر من سياسة «عقلنة الدعم» .
يكاد يجزم رئيس مجلس الوزراء أن أزمة الغاز قد حلت تقريباً وأن أزمة المازوت ستنتهي قريباً وسنعود لأيام بائع المازوت الذي يجوب الأحياء وينادي بالمكبر!!
أما بالنسبة للبنزين، يؤكد الدكتور الحلقي، أنه لا يرى أي مبرر للأزمة لا سيما أنه زاد شخصياً مخصصات المحافظات بما يزيد عن 40% فمثلا زدنا مخصصات دمشق اليوم من 30 طلبا الى 46 طلبا ومع ذلك بقي الازدحام!!
الحل الاسعافي / الاستمرار بتزويد المحطات ليلا نهارا والحل القادم قريباً حسب رئيس مجلس الوزراء سيكون إنشاء عشر محطات وقود في العاصمة تم تجهيز الأماكن المناسبة والانسيابية المرورية ومضخات خاصة للبطاقة الذكية للسيارات الحكومية.
لقد كلف تعويض غلاء المعيشة الخزينة 115 مليار ليرة ل /2,4 / مليون عامل ومتقاعد إضافة إلى إصدار وزير العمل القرار اللازم بزيادة رواتب العاملين بالقطاع الخاص،وعائداته بلغت 121 مليار ليرة وإذا أخذنا وضع بعض الجهات الخاصة الحكومية / الدفاع - الكهرباء / فسيكون هناك استمرار بالعجز رغم الوفر البالغ5 / 6 مليار
ويشير الدكتور الحلقي إلى قرارات –لم تعلن- هدفت لتحسين واقع جنودنا في الجيش العربي السوري من مجندين ومتطوعين بلغت كلفتها بالمليارات على الخزينة، والجيش البطل يستحق أكثر بكثير لكن هذا أفضل الممكن حالياً..
يتفق رئيس مجلس الوزراء مع طروحاتنا المستمرة بضرورة تعزيز الانتاجية عند العامل السوري في مختلف القطاعات لأن الاقتصاد الوطني يحتاج لجهود الجميع وليس فقط للشكوى..
ليس سراً أن الدكتور وائل الحلقي يتابع التفاصيل بشكل مدهش ويعطي الوقت للاجتماعات ولضيوف ومتابعة عمل الدولة والأهم أنه يقرأ بدقة كل ما يرده وبقضي ساعات طويلة تحضيراً لأي اجتماع كي يخرج بالنتائج المرجوة..
من أجل اجتماع واحد قرأ الدكتور الحلقي ملفاً من مئات الصفحات احتاج منه 16 ساعة على مدى يومين ليتمكن من تقييم الأمور واتخاذ القرار المناسب!!
اليوم استقبل رئيس مجلس الوزراء عدداً من المرشحين لمناصب إدارية ،قال لي أن الأمر مرهق له وربما للبعض وخاصة ممن يأتون من محافظة أخرى،لكنه يريد أن يكون على يقين من أن الشخص الذي سيوقع له قرار التكليف بمهمة قد تعرف إليه و تأكد من مواصفاته الشخصية وقدرته على تحمل المسؤولية لأن المنصب أمانة وهو مؤتمن على حسن التكليف..
تنتهي مقابلتي مع "دولة الرئيس"ولا تنتهي الأسئلة ولا تكتمل الأجوبة، لكن أخرج أكثر قناعة بأن لدينا رجال مخلصون يعملون لأجلنا،علينا أن نساعدهم وأن نتفهم مدى الضغط الذي يتعرضون له لاختيار القرار الأفضل أو الأقل ضرراً..
أخرج بانطباعي الذي خرجت به بعد ايام من تسلمه المنصب:هذا رجل يمكن أن نثق به وأن نعتمد عليه في أيامنا الصعبة
.