حوار نور ملحم
يقال أن رأس المال جبان، ولا سيما ضمن الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلد حالياً، وتم الرهان على قطاع المصارف والبنوك، ولكن بنك البركة قرر التوسع والانتشار، الدكتور محمد حلبي الرئيس التنفيذي في بنك البركة سورية تحدث لسيريانديز ضمن حوار واضح وشفاف عن عمل المجموعة وتوسعها ودعمها لليرة السورية.

1- تجربة بنك بركة في الأسواق السورية وتقييمك لها؟
إن بنك البركة سورية هو آخر البنوك الخاصة انضماماً للسوق المصرفية السورية , وتجربته حتى الآن تعتبر ناجحة والحمد للّه, والدليل على ذلك هو التطور السريع في حجم الإيداعات لدى المصرف وكذلك تطور المحفظة التمويلية, وبلغة الأرقام وعلى صعيد النمو فقد شهد النصف الأول من عام 2011 مقارنة مع نهاية عام 2010 نتائج متميزة فالتطور كان ملحوظاً بالنسبة للمؤشرات المالية ، حيث ارتفعت المحفظة النقدية بنسبة 98%. والمحفظة التمويلية نمت بنسبة 161%، كما حقق البنك زيادة في الأصول بنسبة أكثر من 51% وزاد عدد الحسابات لدى البنك بنسبة 200%، وبذلك فقد استطاع البنك أن يدخل بقوة إلى السوق المصرفية الإسلامية في سورية ويحتل مكانة بارزة فيها رغم وجود العديد من البنوك المنافسة والتي مضى وقت طويل على وجودها في السوق
2- هل نظرتكم للمستقبل متفائلة؟
نحن متفائلون جداً بالسوق المصرفية السورية وقد أكدنا ذلك في أكثر من لقاء وبيان صحفي أن هذه السوق سوق واعدة ولها آفاق مستقبلية جيدة , وهذه القناعة موجودة أيضاً لدى المجموعة الأم لبنك البركة سورية , فقد عبر الأستاذ عدنان يوسف رئيس مجلس إدارة بنك البركة سورية والرئيس التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية في لقاء مع مجلة الاقتصادي عن ثقته بالاقتصاد السوري،
ومن منطلق تفاؤلنا بمستقبل الاقتصاد السوري وثقتنا باستقرار الليرة السورية , تابعنا خطة التوسع والانتشار لفروع البنك في المحافظات الرئيسية حيث تم افتتاح فروع حلب – حمص – حماه إضافة إلى مكتب الشهبندر في دمشق وبذلك يصبح عدد منافذ البنك ستة منافذ ونحن ماضون في هذا الاتجاه ليصبح عدد المنافذ مع نهاية عام 2011 عشرة منافذ بإذن الله .
3- كيف تنظرون إلى مستوى الأداء المصرفي عموماً، وهل يتوافق مع إمكانات السوق السورية أم ما زال يحتمل ويتطلب المزيد من العمل؟
بشكل عام يعتبر أداء القطاع المصرفي السوري مقبولاً , فقد شهد هذا القطاع خلال السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً من حيث النمو والانتشار, ولكن كما هو معروف فإن أداء القطاع المصرفي وتطوره مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالبيئة الاقتصادية العامة للبلد خصوصاً البيئة الاستثمارية فكلما كان هناك قنوات وفرص استثمارية أكثر كلما ساهم القطاع المصرفي في دعم هذه الفرص , لذلك نحن بحاجة إلى خلق المزيد من الفرص الاستثمارية أمام القطاع الخاص من خلال بيئة تشريعية وقانونية مبنية على أسس اقتصادية سليمة , فمنذ وقت قصير مضى كان حجم الودائع في المصارف كبير جداً ونسب التوظيف قليلة نسبياً, وهذا ما يفسر المحدودية في فرص الاستثمار أمام القطاع الخاص, لذلك وكما ذكرنا آنفاً يجب أن يكون هناك منظومة متكاملة للاصلاح الاقتصادي تبدأ بالبيئة الاستثمارية وتنتهي بممارسة المصارف لدورها المرجو منها .
4- -هل تأثر البنك بالظروف التي تمر بها البلد وما هي هذه التأثيرات؟
إن بنك البركة هو جزء من القطاع المصرفي السوري , والظروف والأحداث الأخيرة التي تشهدها سورية أثرت على هذا القطاع بشكل أو بآخر كما أثرت على باقي القطاعات الاقتصادية , لكننا في بنك البركة سورية قررنا المضي قدماً في خطة الانتشار وتطوير الخدمات المصرفية ومازلنا نقدم خدماتنا للمتعاملين على كافة المستويات لكن بمزيد من الحرص والتحوّط , مع الحفاظ على مستوى عالٍ من السيولة , وأصبح اهتمامنا يتجه نحو التمويلات قصيرة الأجل أكثر من الطويلة .
5- -كيف تضمنون تخطي المخاطر المحتملة؟
إن المخاطر جزء أساسي من العمل المصرفي وتخطي هذه المخاطر يكون من خلال الدراسات المعمقة التي تتم قبل منح التسهيلات والتمويلات للأوضاع المتعامل, هذا من جهة المتعاملين، أما من جهة الوضع الاقتصادي العام , فليس لدينا تخوف من قيام بعض المتعاملين من سحب ودائعهم من المصارف لأننا واثقون بأن الأموال التي خرجت من المصارف ستعود إليها عاجلاً أم آجلاً , ولكن لدينا هواجس حول تباطؤ الحركة الاقتصادية التي بدأت بالظهور مؤخراً , ونحن ثقتنا كبيرة بأن مسيرة الاصلاحات التي يقودها سيادة رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار الأسد ستؤدي إلى تخطي هذه المرحلة والسير بسورية نحو مزيد من التطوير والتحديث والتقدم على كافة المستويات والأصعدة وبالتالي عودة الحركة الاقتصادية إلى الانتعاش . ومن جهة الليرة السورية واستقرارها , فالمتتبع للأحداث وتقلبات أسعار الصرف خلال الأشهر القليلة الماضية يرى جلياً أن الليرة السورية مستقرة رغم الضغوط الكبيرة التي تعرضت لها والمتمثلة بالسحوبات التي تمت من المصارف واخراج جزء من السيولة من حركة الاقتصاد وتحويلها إلى عملة أجنبية وتخزينها في البيوت , الأمر الذي خلق طلباً وهمياً على العملات الأجنبية لم يكن السوق مهيئاٍ لها، وقد تراجع هذا الطلب بفضل التعاون الذي تم بين المصارف العاملة ومصرف سورية المركزي وحزمة الإجراءات التي اتخذتها السلطات النقدية بهذا الخصوص، إضافة إلى الوعي الشعبي المتزايد بأهمية دعم استقرار العملة الوطنية.
6- كيف تساهمون كبنك في دعم الليرة السورية؟
إن دعم الليرة السورية هو قبل كل شيء واجب وطني على كل شخص سواءً كان شخصاً طبيعياً أم شخصاً اعتبارياً , وقد شهد دعم الليرة السورية حراكاً واسعاً لم يقتصر فقط على الحكومة والاجراءات الحكومية بل تعدى ذلك إلى حراك شعبي فيما سمي " حملة دعم الليرة السورية " مما ساهم بشكل كبير في استقرار وثبات قيمتها، ودورنا كمصارف في هذا المجال هو الاستمرار في ممارسة أعمالنا المصرفية بكل ثقة, وقد كان هناك تنسيق كبير بين المصارف السورية ومصرف سورية المركزي للمساهمة في دعم واستقرار الليرة السورية .
7- هل هناك انتشار واضح وكبير من قبل الشركات والأفراد والمتعاملين معكم؟
إن المتتبع لنشاطات وأعمال بنك البركة سورية , يرى جلياً التطور الملحوظ في حجم أعماله وانتشاره رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلد , فقد تم حتى الآن افتتاح ستة منافذ ( خمسة فروع ومكتب ) للبنك تغطي أربع محافظات رئيسية هي ( دمشق – حمص - حماه وحلب ) وخطة الانتشار مستمرة ليصل عدد الفروع مع نهاية عام 2011 إلى عشرة فروع بإذن الله هذا على صعيد الانتشار, أما على صعيد المتعاملين فقد نما عدد المتعاملين مع بنك البركة سورية حتى تجاوز 7000 متعامل حتى نهاية شهر حزيران الماضي من مختلف الفئات أفراد وشركات .
8- الكوادر البشرية في قطاع بنك البركة في سورية هل يتم تأهيلها بالشكل الجيد أو يفضل أن تكون مؤهلة؟
إنّ مهمتنا كبنك البركة أو أي بنك آخر خاص أن نسعى دائماً إلى استقطاب الكفاءات السورية التي تمتلك المؤهلات والخبرات العملية والمصرفية الجيدة ونحن مثل باقي البنوك نركز على أن يكون لدى الشخص المرشح أو المتقدم شهادات علمية وخبرات عملية في مجال العمل المصرفي, ولكننا لا نكتفي عند هذا الحد بل نقوم بتقديم التأهيل اللازم للموظفين في البنك من خلال إقامة الدورات التدريبية الدائمة في كافة مجالات العمل المصرفي، ولدينا موازنة كبيرة لخطة تدريب كوادرنا بالمقارنة مع البنوك الأخرى، وهنا أود الإشارة إلى أننا وباعتبارنا أحد وحدات مجموعة البركة المصرفية فقد تمّ الاستعانة بكفاءات عالية من وحدات المجموعة المتواجدة في البحرين و بالأردن و لبنان حيث استطاعت المجموعة أن توفر الدعم الكبير جداً لبنك البركة سورية من ناحية التدريب والتأهيل من جميع المستويات.
9- ماذا نحتاج حتى نتحول من مجتمع نقدي إلى مصرفي؟
إنّ التحول من المجتمع النقدي إلى المجتمع المصرفي بحاجة إلى منظومة متكاملة من الإجراءات تبدأ بتوفير وتطوير نصوص البيئة التشريعية والقانونية الخاصة بالقطاع المصرفي، وصولاً إلى حملة توعية كبيرة تبيّن أهمية الفوائد المرجوة من التحول إلى المجتمع المصرفي، فمثلاً كنت أفترض أن الأحداث الأخيرة ستدفع الناس إلى المبادرة لوضع أموالهم في البنوك، ولكن ما حصل هو العكس، ورغم أن التخوف مشروع إلا أن هذا التصرف يعتبر بعيداً عن الثقافة المصرفية فهو أضرّ أولاً بالمتعامل الذي سحب أمواله،
10-ما هي نتائج بنك البركة للعام الحالي2011؟
يمكننا الحديث عن نتائج أعمال بنك البركة سورية خلال عام 2011 على محورين .
المحور الأول وهو على صعيد الانتشار الجغرافي فقد استطاع البنك كما اسلفنا من تغطية أربع محافظات رئيسية هي ( دمشق – حمص – حماه – حلب ) من خلال ستة منافذ ,
والمحور الثاني هو النتائج المالية , فقد تمكن بنك البركة سورية وبفضل اللّه من تحقيق قفزة نوعية بالنصف الأول من العام الحالي 2011 مقارنة مع نهاية عام 2010 وإضافة إلى ما ذكرناه آنفاً عن نسب نمو المؤشرات المالية فقد تم توزيع العوائد على الحسابات الاستثمارية لمتعامليه بالعملات المحلية والأجنبية للربع الثاني من عام 2011 حيث بلغت النسبة العامة للعائد على الحسابات الاستثمارية بالليرة السورية 6.15 %، أما نسبة عائد الحسابات الاستثمارية بالدولار الأمريكي فكانت 2.50 % في حين بلغت 1.07 % على الحسابات الاستثمارية باليورو. ونحن مستمرون في تنفي خططنا الإستراتيجية سواء على صعيد الانتشار الجغرافي أو على صعيد تقديم الخدمات للمتعاملين.