سيريانديز – مجد عبيسي
اختتمت اليوم فعاليات المؤتمر الجيولوجي السوري الثالث -الذي استمر لثلاثة أيام- بنجاح، وقبل إلقاء البيان الختامي نوه المدير العام للمؤسسة العامة للجيولوجيا "رئيس المؤتمر" سمير الأسد بملاحظة للمحاضرين الجيولوجيين حول اتباع نمط جديد لتسويق الجيولوجيا والتبسيط في الطرح للآخر، عبر التغيير في منهجية تقديم أوراق العمل، واتباع طرق مغايرة في السرد مستقبلاً مع الاختزال في فترة وطرق عرض الأبحاث ضمن المؤتمرات عموماً وتسويق الخامات السورية خصوصاً.
هذا وقد أكد المشاركون بدورهم في البيان الختامي للمؤتمر على عدد من التوصيات مبنية على ما تم طرحه من محاور المؤتمر ومناقشات عبر أوراق العمل الـ 52 المقدمة من قبل 78 خبيراً وباحثاً جيولوجياً. وقد ركزت التوصيات على ضرورة إحداث نقابة جيولوجيين سوريين تتولى تنظيم مهنة الجيولوجيا وتوصيف مهامها وأسس مزاولتها، لتعزيز دورها في تنمية المجتمع وخاصة خلال مرحلة إعادة الإعمار، إضافةً إلى إيلاء الموارد المائية السطحية والجوفية الاهتمام الأقصى في الدراسات الجيولوجية والهندسية ووضع خطة للإدارة المتكاملة لهذه الموارد، وتقييم تطوير مصادرها على مستوى الأحواض المائية واتخاذ الإجراءات الصارمة لحمايتها من الهدر والتلوث.
كما وصت الجهات المشاركة على العمل على استكشاف حقول نفطية وغازية جديدة وفق خارطة أولويات الاستكشاف النفطي والغازي الموجود لدى وزارة النفط والثروة المعدنية، ووضع دراسات الجدوى الاقتصادية للخامات الصناعية السورية المتوفرة لدى المؤسسة العامة للجيولوجيا موضع التنفيذ والاستفادة منها لخلق صناعات جديدة تغني عن الاستيراد وتوفر القطع الأجنبي وتحقق الاكتفاء الذاتي في مواجهة العقوبات الاقتصادية.
وتمنت الجهات المشاركة أيضاً ضمن بيانها الوصائي تنفيذ استراتيجية استثمار خامات مواد البناء والإنشاء المحلية وتوفيرها للاستغناء عن الاستيراد وفق خارطة الاستثمار الموضوعية من قبل المؤسسة العامة الجيولوجية والثروات المعدنية وخاصة في مرحلة التعافي وإعادة الإعمار والتنمية المستدامة، إضافة إلى وضع التشريعات والأسس اللازمة لتحديد القواعد وشروط تنفيذ الدراسة الجيولوجية ذات الصلة بالتصميم وتنفيذ مشروعات الإسكان والبنية التحتية والمرافق الحيوية والخدمات، والتأكيد على أهمية الدراسات الجيولوجية والجيوهندسية في تنفيذ هذه المشروعات.
كما تمت المطالبة بالاهتمام المستمر بخصوصية سورية الجيولوجية بنيوياً وزلزالياً وتكثيف دراسات تقييم المخاطر الزلزالية المحتملة، واتخاذ الإجراءات والتدابير للحد من آثار وقوعها على السكان والممتلكات، وتعديل هيكيلة عمل الرصد الزلزالي بحيث يلغى المركز الوطني للرصد الزلزالي وينشئ بدلاً عنه وحدتين الأولى تنفيذية تابعة للمؤسسة العامة للجيولوجيا، والثانية بحثية تتبع للمعهد العالي للعلوم الزلزالية.
وجاء في ختام التوصيات المطالبة بالعمل على بناء وتطوير قواعد البيانات الوطنية المتعلقة بعلوم الأرض، وإنشاء بنك معلومات بنتائج ومعطيات أعمال المسح والاستكشاف، والدراسات الجيولوجية المطابقة على الأراضي السورية ومياهها الإقليمية.
كذلك الاهتمام بالتطوير والتدريب المستمر للموارد البشرية الوطنية العاملة في القطاعات الجيولوجية المختلفة، وتمكينها من المشاركة الأوسع في المؤتمرات والندوات المتخصصة ودعم الكليات والمعاهد الجيولوجية وتشغيل خريجيها.
ختاماً شارك في المؤتمر الذي استمر لثلاثة أيام عدد كبير من الباحثين الجيولوجيين والمهتمين بدراسات علوم الأرض وتطبيقاتها المختلفة من الوزارات والجامعات ومراكز البحوث والهيئات والمؤسسات والشركات المختصة من سورية، العراق، الأردن، إيران، روسيا، بيلاروسيا، القرم، وأوكرانيا إضافة إلى اتحاد الجيولوجيين العرب.
