يعد البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة أحد برامج الرعاية الصحية، ويهدف إلى الكشف عن نقص السمع من خلال المسح قبل عمر الشهر والاستقصاء قبل الثلاثة أشهر، وفق مديرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتورة رزان الطرابيشي.
وبينت الدكتورة الطرابيشي أن البرنامج يضع أساساً للعمل المشترك بما يتعلق في تدبير نقص السمع للجهات المعنية بالشأن الصحي من مؤسسات حكومية ومنظمات وجمعيات أهلية، وهو برنامج دائم يتم تقييمه وتطويره بشكل مستمر من أجل تقديم الخدمات بأفضل شكل ممكن.
وأشارت الدكتورة الطرابيشي إلى أن القائمين على البرنامج يلتزمون بتقديم خدمات المسح والتشخيص بجودة عالية وفق المعايير المُعتمدة في وزارة الصحة والمتوافقة مع المعايير العالمية، حيث يتم تأمين المسح بشكل مجاني وآمن يمكن من كشف نقص السمع منذ الولادة، وتوفير الخدمة في مراكز مُجهزة منتشرة بمختلف المحافظات ومن قبل كوادر مختصة ومدربة.
ويتيح الكشف المبكر عن نقص السمع لحديثي الولادة وفق الدكتورة الطرابيشي حصولهم على المساعدة التي يحتاجونها في العامين الأولين من حياتهم، واللذين يعتبران مرحلة أساسية وحرجة في تطوير مهارات الكلام واللغة لديهم، وكلما كان الكشف عن نقص السمع مبكراً كانت البدائل المتاحة لتدبيره والنتائج أفضل.
ويتألف البرنامج وفق الدكتورة الطرابيشي من مرحلتين الأولى الكشف المبكر، وذلك من خلال المسح السمعي وهو اختبار بسيط يجب إجراؤه لكافة حديثي الولادة منذ اليوم الأول من عمر الطفل ويحدد وجود أو عدم وجود مشكلة سمعية لديه، ويحال الأطفال الذين لا يجتازون الاختبار لإجراء تقييم سمعي تشخيصي قبل بلوغهم عمر 3 أشهر، إضافة إلى التقييم السمعي التشخيصي بعد إجراء الفحص الطبي للأذن، حيث يتم إجراء مجموعة اختبارات تنفي أو تؤكد وجود نقص سمع وتحدد درجته ونوعه، وهي اختبارات سهلة وغير مؤلمة يتم إجراؤها في مراكز الاستقصاءات السمعية المتخصصة.
وفيما يخص المرحلة الثانية بينت الدكتورة الطرابيشي أنها تتضمن التدخل المبكر من خلال وضع جهاز السمع بناء على نوعه ودرجة نقص السمع، ويتم تحديد جهاز السمع المناسب سواء تركيب سماعات أو إجراء عملية زراعة حلزون، ويجب البدء بالتدخل قبل بلوغ الطفل عمر 6 أشهر من خلال المعينات السمعية، وثم التأهيل السمعي اللفظي الذي يساعد الأطفال على تعلم كيفية السمع والتواصل اللفظي بعد استخدام الجهاز السمعي، ويبدأ التأهيل مع الأهل والطفل في حال الكشف عن نقص السمع من خلال خطة فردية تختلف مدتها من طفل لآخر.
وأطلق البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة في الـ 12 من الشهر الجاري برعاية وحضور السيدة الأولى أسماء الأسد، وذلك على المدرج الرئيسي بجامعة دمشق.
ويعمل على تنفيذ البرنامج كل من وزارات الصحة، والتعليم العالي والبحث العلمي، والدفاع، والداخلية، والمنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة آمال، ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري.