كتب الصناعي مازن ديروان
البعض يظن أن نجاح الشركة الخاصة يعود بالخير على أصحابها فقط و في الغالب مصلحة أصحاب الشركة تتعارض مع مصلحة المجتمع، و بناءً عليه يأخذ مواقف عدائية تجاه القطاع الخاص!! هذه النظرة لا يمكن أن تكون أقصر و الفكر الذي خلفها لا يمكن أن يكون أكثر تسطحاً!!
نعم، نجاح الشركة الخاصة يفيد مالكيها، و لكنه أيضاً و بشكل أكبر يفيد عمالها و موظفيها و مورديها و زبائنها و الحكومة و كل من له علاقة بها من قريب أو من بعيد!! الإثبات على ذلك هو أن كتلة الرواتب و نسبة الربح الإجمالي التي تضاف على الكلفة هي غالباً أعلى بكثير من نسبة الربح الصافي التي تتبقى للمالكين كتعويض لاستثمار أموالهم و جهدهم و مجازفتهم! هذا إذا كانت الشركة رابحة! و إذا كانت الشركة خاسرة، لن يتبقى للمالكين شيء و قد يدفعون من جيبهم وحدهم قيمة الخسائر! الفرق بين الربح الإجمالي و الربح الصافي هو ما يتم توزيعه على غير المالكين خلال العملية الإنتاجية. الإثبات الآخر هو عندما نرى بعض الحكومات الغربية حريصة جداً على عدم إفلاس بعض من شركاتها "الخاصة" الكبيرة التي تشغل مئات آلاف العمال و الموظفين بشكل مباشر و غير مباشر!! لو كان الإفلاس يؤثر فقط على المالكين، لما اكترثت هذه الحكومات بتاتاً و لما هرعت لمساعدة تلك الشركات للبقاء قدر الإمكان! بالنتيجة، القطاع الخاص التنافسي الناجح ينفع الجميع بالمطلق أكثر بكثير مما ينفع مالكيه!
مازن ديروان
.jpg)