سيريانديز – مجد عبيسي

بكل لطافة.. وبكل أناقة، يخرج معاون مدير تموين دمشق عبد المنعم رحال عبر الزميلة الوطن ليؤكد أن المديرية حتى الآن لم تصدر أي صكوك سعرية جديدة تسمح للتجار بزيادة أسعار المواد في الأسواق.

ونحن نخرج يومياً بكل لطافة أيضاً لنتلقى صفعات الارتفاعات السعرية اليومية التي تصقع قفانا كلما تمشينا لخمسة دقائق في أي سوق؟!.. هل نحن نتوهم؟! هل تحمر رقابنا حساسية مثلاً؟!... الصكوك السعرية لم تصدر بعد، ولكن التجار المحترمون زادوا الأسعار، ولم تصدر الصكوك؟!.. هم لا ينتظرون الصكوك.. أشار رحال في تصريحه الهادئ إلى أن المديرية كثفت دورياتها للضغط على تجار الجملة وإجبارهم على إبراز الفواتير وتداولها والعمل وفق الأسعار المحددة فيها.

النتيجة الحتمية لهذا الكلام هو انخفاض في الأسعار، ولكن حين يحدث ارتفاع، فهذا يعني أن السيناريو يحدث كالتالي: الدوريات الكثيفة تخالف التجار عديمي الرحمة وتضربهم بالقانون يمنة ويسرة، فينصاعون للقرارات والصكوك الأخيرة، ويخفضوا الأسعار مباشرة، فننقض –نحن المواطنون اللاهثون- ونشتري قبل أن تغيب الدورية عن الأعين، فيرفع التاجر عديم الرحمة –لغيابها- أسعاره مرة أخرى أكثر من قبل، ليعوض خسارته خلال الدقائق التي مضت!!!

أوضح رحال أن مخالفة عدم الالتزام بالسعر، تعرّض صاحبها للإحالة إلى القضاء إضافة إلى إغلاق المحل مدة أقصاها شهر، مبيناً أن المديرية لديها 25 دورية يومياً. بالملاحظة... جميع محال السوق مفتوحة، وتبقى مفتوحة، ولم أتذكر أن أغلق أحدها شهراَ، فأنا ابن السوق وجاره!!

إذاً، هناك خطب ما... إما أننا عميان، أو أن التصريحات دقيقة تماماً تماماً، أو أننا نحتاج يومياً إلى 100 دورية تموينية لأن الـ25 غير كافية، أو لأن.. لكن ليتها لعلّ.. هل فهمتم ؟!