نقل سفير جنوب أفريقيا لدى دمشق رؤية بلاده الرافضة للتدخل الخارجي والعسكري بالشؤون الداخلية السورية كذلك العقوبات الاقتصادية التي أثرت بشكل مباشر على حياة السوريين على اعتبار أنها أحادية الجانب و لم تصدر بإجماع أممي.

وعكس السفير " شون بنيفيلدت" موقف بلاده خلال استقبال الدكتور محمد ظافر محبك وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية له اليوم في مبنى الوزارة، حيث نال الملف الاقتصادي السوري الجنوب إفريقي المشترك الحيز الأكبر من اللقاء، خاصة وأنه تم بحث إقامة مراكز تجارية دائمة، واستعراض قوائم السلع التي يمكن استيرادها وتصديرها أو مقايضتها بسلع أخرى ينتجها البلدين.

واعتبر وزير الاقتصاد أن اللقاء اليوم يأتي ضمن توجه استراتيجي انتهجته الحكومة السورية مؤخراً وليس توجهاً طارئاً نتيجة الظروف التي تمر بها البلاد، مؤكداً التطلع إلى تعميق العلاقات بين سورية وجنوب افريقية لتحقيق شراكة إستراتيجية تنعكس إيجابا على التنمية المشتركة بين البلدين، سيما وأنه لابد من وضع الأسس العلمية لتنفيذ الاتفاقية التي تم توقيعها عام 2010 مما يسرع وتيرة العمل الاقتصادي المشترك من جهة تفعيل التبادل التجاري وخلق بيئة مناسبة له على أساس العملات المحلية أو من خلال المقايضة.

بدوره أكد السفير "بنيفيلدت" توجه اقتصاد بلاده للاندماج بالاقتصاديات العالمية، ولذلك رأى أن الوقت حان لوضع الأسس العلمية الصحيحة للتعاون بين سورية وجنوب أفريقيا على نحو نبدو فيه خلاقين في بحثنا عن فرص حقيقية يستفيد منها بلدينا.

واستعرض الجانبان مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين من خلال بحث القطاعات المهيأة لأن تكون أهدافاً للتعاون، منها النقل، وتطوير المعارض المشتركة وبحث إمكانية إقامة مراكز تجارية دائمة في البلدين، فضلاً عن التعاون في مختلف مجالات القطاع الخاص.

كما عرض وزير الاقتصاد قائمة بأهم المواد التي يمكن أن تصدرها سورية خلال الاجتماع إلى جنوب أفريقيا، أهمها، الألبسة وزيت الزيتون والفواكه والخضار، في حين بين أن أهم ما تحتاجه البلاد خلال الظروف الراهنة، هي، الأدوية والمشتقات النفطية والسكر والرز والأعلاف والأسمدة، بالإضافة إلى حزمة واسعة من الآلات الصناعية التي تحتاجها سورية لاحقاً في عملية إعادة الإعمار.

ورأى كلاً من وزير الاقتصاد السوري وسفير جنوب أفريقيا أن ما تم بحثه واستعراضه من قطاعات تشكل لبنة أساسية لانطلاق التعاون الفعال بين البلدين ليس إلا شكلاً من أشكال التقارب الذي تحول إلى فرص لتوحيد الجهود والرؤى التي تكتسي بالطابع الإنساني وتؤسس لعلاقات دولية قائمة على الاحترام وليس على السيطرة وبالتالي تخفيف الكثير من القيود على إقامة علاقات جيدة ومميزة بين البلدين.

وحضر اللقاء كلاً من الدكتور حيان أحمد سلمان معاون وزير الاقتصاد، ومحمد كنعان مدير العلاقات العربية والدولية في الوزارة.