كتب :أيمن قحف
ما بين دخولي وخروجي بالأمس من مكتب الصديق المهندس بشر يازجي وزير السياحة انتقل الرجل إلى خانة"المعاقبين أوروبياً"بمنع دخول أراضي الاتحاد الأوروبي وتجميد أرصدتهم!!!
تلقى يازجي الخبر على الهاتف وأنا في مكتبه،لم يستطع إخفاء صدمته،وهو رجل الأعمال الذي أتى للحكومة منذ عشرة اشهر،ومن يدري فقد يغادرها قريباً عند تغيير الحكومة بعد القسم الدستوري لا يحمل في جعبته سوى مشاريع طموحة بدأها،وذكريات جميلة،وعقوبات قد لا تنزع بالسهولة التي وضعت بها!!!!
أخبرني بفحوى الاتصال معلقاً:إذا كان ما أقدمه للناس ولمستقبل السياحة في بلدي يصب في خانة"العنف ضد المدنيين"-كما وصفه قرار الاتحاد الأوروبي-فسأواصل هذا العنف الذي لم يؤد إلى قطف وردة أو نزف قطرة دم أو هدم حجر،عنف عاملت به كل مواطن من كل بقعة من هذا الوطن،عنف ضد المدنيين-كما يصفهم الاتحاد الأوروبي-رأيت نتائج "ثورتهم السلمية"في مدينتي حلب منذ يومين حيث دمروا التاريخ وألحقوا الأذى بالقلعة الأثرية وتركوا مكان فندق كارلتون التاريخي حفرة ضخمة مليئة بالركام!!
ويستطرد الوزير الشاب:رأيت ما فعله"مدنيو الاتحاد الأوروبي"في تدمر إحدى أهم المناطق الأثرية في العالم وما دمروه وما سرقوه من آثار،وكل ما فعلناه من"عنف"هو محاولة حماية ما تبقى لأجل الأجيال والتراث الإنساني العالمي..
يضيف يازجي:نعم مارست العنف ضد المدنيين عندما سمحت باستخدام الكثير من منشآت الوزارة ومواردها لحماية المدنيين النازحين والمهجرين وإطعامهم وإيوائهم ورعايتهم الصحية!!نعم أنا وزملائي في الحكومة –كل حسب اختصاصه-العنف ضد المدنيين،عبر تأمين الطعام والشراب والمأوى والرعاية الصحية وفرص العمل والامتحانات والمحروقات ووسائل النقل لكل مدني مسالم أينما كان!!
ويختم يازجي:إن كان ما فعلناه-بالمعايير الأوروبية الاستعمارية الاستكبارية-عنفاً فالعقوبات وسام على صدورنا ولن تثنينا عن "ممارسة العنف"في حين لم نسمع بكلمة إدانة بحق قتل المدنيين وتخريب البلاد والثروات ونهبها من قبل داعش والنصرة وبقية الإرهابيين الذين لا تراهم أوروبا ولا تعاقبهم بل تكافئهم بكل اشكال الدعم العسكري والسياسي والإعلامي!!!
استمعت بكثير من التأثر لما قاله الوزير يازجي،و شعرت بالقرف من أوروبا التي طالما أحببتها وتغنيت بتجربتها واحترامها لحقوق الإنسان!!
ترى بماذا يفكر قادة القارة العجوز وهم يعاقبون وزراء مدنيين يقومون بدورهم لأجل كل الشعب السوري؟!!!
هل حقاً ينتصرون للعدالة والحرية وحقوق الإنسان؟!!
ألا يخجلون من هذا الكذب الرخيص في وقت بدأ العالم يفهم حقيقة الحرب في سورية بين الحضارة والمدنية والإرهاب؟!!
أقول لصديقي بشر:
أنت رجل مبادئ،لم تطلب أن تكون وزيراً ولم تسع للمناصب بل هي ثقة حصلت عليها..
وعندما توليت وزارتك عملت بكل إخلاص لتكون بحق وجه السياحة المشرق بالعمل والسلوك وروح الشباب..
واليوم عندما يعاقبك الأوروبيون أنت وزملاءك،لأن عقولهم الاستعمارية القذرة لا تتحمل مشهد سورية الصامدة التي أرادوا تدميرها و تسليمها لذوي اللحى القذرة القادمين من عصور ما قبل التاريخ..
طلتك الشابة،وظهورك الواثق الأنيق،أرعبهم بحق فمارسوا هم أحقر أشكال العنف في القرار لأنه ليس لديهم ما يفعلونه سوى طباعة أوراق لا تعنينا في شيء سوى أنها ستكون وصمة عار في تاريخهم..
معالي الوزير:
لست في مكان يسمح لي أن أرشح أحداً ليستمر في المنصب أو يغادر أو ينتقل لمكان آخر،لكنني أتمنى من كل قلبي أن تكمل مشروعك لجعل سورية أجمل وسياحتها أكثر تألقاً ونجاحاً،وأن تكون العقوبات الظالمة بوابة استمرارية لتخبرهم –من خلال نجاحك في العمل-كم هم تافهون
*ملاحظة:الصورة توضح "عنف"الرجل..الجامع الأموي الكبير بحلب الذي دمره إرهابيو القاعدة وكان يصلي فيه الوزير يازجي أيام العز في حلب!!