|
|
|
|
تجربة سورية بنكهة الطموح: د. يوسف وطفة: إن لم نكن صادقين مع بلدنا ومع أنفسنا فلن يتحقق النجاح لسورية وسيبقى الفساد مستمراً |
|
أيمن قحف
رسم الدكتور يوسف وطفة لنفسه خطاً بيانياً متصاعداً في النجاح،وصل بمسيرة دؤوبة عبر عشرين عاماً ليصبح صناعياً مرموقاً وصاحب شركة ناجحة في السوق الروسية.. وطفة مثله مثل كثيرين من المغتربين،درسوا في روسيا وعادوا ولكن لم يتمكنوا من التأقلم مع أجواء الوظيفة الروتينية والمحدودة فعادوا لروسيا مجدداً ليجربوا حظهم من جديد! ماذا في جعبته ليقوله ؟ الدكتور يوسف وطفة نرحب بك في جريدة بورصات وأسواق وموقع سيريانديز في البداية نود لو نعرف القارئ السوري بوجه مشرق للمغتربين السوريين ما هي أعمالك ونشاطاتك الاقتصادية في جمهورية روسيا؟ أشكرك كثيرا أستاذ أيمن على هذا اللقاء أنا في هذا البلد منذ عام 1992 عملت في البداية كتجارة بسيطة أستورد البضائع من سورية ولبنان ثم أبيعها في روسيا للأسف المنتجات السورية في بداية التسعينيات لم تكن بالجودة المطلوبة ولذلك لم أستطيع الاستمرار ، ولذلك بحثت عن شيء آخر وهو التصنيع بعد أزمة 1998 لاحظت أن التجارة في روسيا أصبحت في أيدي الأقوياء أصحاب رؤوس الأموال فقط لذلك اتجهت باتجاه التصنيع، وخصوصا أنه بعد الأزمة أصبحت القوة الشرائية لدى المواطن الروسي ضعيفة ، فقررت أنا وأحد أصدقائي الروس أن نصنع منتج يستطيع المواطن الروسي شراءه بحسب دخله وبحثنا في أمور كثيرة ولاحظنا بأنه يوجد مادة في السوق مطلوبة جداً ولكن أسعارها غالية وهي سائل الجلي وبعد الدراسة قررنا صناعة هذا المنتج والذي كان ثمنه في الأسواق غالي كانوا يستخدمون المواد المصنعة في أوروبا مثل فيري، فقررنا أن نصنع منتج روسي بسعر زهيد وسميناه بلشيفنز (الساحرة) هذا المنتج سعره لا يزيد عن 20 سنت أي بالعملة الروسية 6 وحدات وهو يناسب جدا دخل المواطن الروسي، عندما بدأنا بالإنتاج كان الطلب على بضاعتنا كبير جداً ، وتطورنا بسرعة في هذا المجال ، بعدها فكرنا بتصنيع مواد أخرى متعلقة بالتجميل فصنعنا شامبو أسمه روسكي بولا( الحبل الروسي) بعد أن درسنا نفسية المواطن الروسي وتعلقه بأرضه وبالمنتجات الوطنية فكان للمنتج رواج هائل وأصبحنا من الشركات المعروفة في روسيا بعد هذه المادة، والتي تعتمد على خلاصة الأعشاب الروسية والحمد لله بعد هذا المنتج الذي يمكن أن نقول عنه ناجح جدا أصبحنا نطور الماركات التجارية فأدخلنا ثلاث ماركات تجارية كان لها رواج كبير منها "لاسك ميماما" وهي ماركة مسجلة خاصة بالأطفال وكان نجاحها كبير جدا والآن يعمل في شركتي أكثر من 170 شخص إنتاجنا الشهري يتجاوز مليون وثلاثمائة ألف، بدأنا بسوق روسيا وبعدها اتجهنا في سوق دول الاتحاد السوفيتي السابقة أوكرانيا إلى روسيا كازاخستان أرمينيا ودول البلطيق أسست شركة خاصة من أجل تصدير هذه المنتجات سميتها فرادي اكسبورت وهي خصيصاً للتصدير. هناك تسهيلات أو إعفاءات جمركية بين رابطة الدول المستقلة تساعد في التصدير ؟ لا يوجد مثل هذه التسهيلات أبداً، أنا لا أقطع جمركاً أبدا الذي يستورد هذه البضاعة هو من يقطعه، أنا أبيع لهذه الجمهورية دون ضريبة القيمة المضاعفة لأنهم في بلدهم يقومون بدفعها، حتى لا يكون هناك ازدواج ضريبي. أنت كمغترب سوري نجحت في روسيا هل كان العمل والاستثمار في سورية من أجندة تفكيرك وخططك المستقبلية؟ بالتأكيد كنت أفكر بهذا الموضوع وبشكل جدي وكنت قد وضعت برنامجاً في عام 2012 ولكن للأسف الشديد وبسبب الأحداث في سورية اضطررت إلى تأجيله حتى إشعار آخر نأمل أن تتعافى سورية وأعيد هذه الفكرة وأنفذها بشكل جدي في سورية، أريد العمل في سورية بنفس مجالي. أظن فكرة إنتاج منتج سوري محلي يتعلق به المواطن السوري كما حدث مع المواطن الروسي ستلقى نجاح في سورية. أنا أرغب بهذا، أنا أعمل في روسيا بشكل صحيح إذ أعتمد على أخصائيين من مخبريين الذين يحضرون الوصفات لمنتجاتي ولدي مخبر كبير يعمل فيه 4 مخبريين لهم إبداع في صنع الوصفات للشامبوهات والكريمات. من ضمن أل 170 عامل الموجودين في شركاتك هناك حصة للسوريين كونك سوري؟ نعم يعمل 5 سوريين لدي في الشركات خريجي روسيا يعملون في مجال تصليح المعمل وليس في مجال الترويج، وهذا لكفاءتهم حيث هناك خريج معهد ألمكانيك في روسيا يعمل في هذا المجال إذ أنه مسؤول عن صيانة المعدات أو الماكينات. دكتور لنتكلم بصراحة، انت كصناعي تعمل في روسيا هل تلقى معاملة عادلة من قبل الجهات الرسمية وتحصل على حقوقك بالكامل أم أنك تعاني من صعوبات ما ؟ هناك بعض الصعوبات ولكنني أتجاوزها كوني أعمل بشكل صحيح فأنا أقوم بدفع الضرائب بالكامل ولا يوجد لدي أي تهرب من الضرائب ، وأقول أن هذا هو سر نجاح أي رجل يعمل بشكل صحيح ، هل تعلم أنني أدفع ضرائب شهرياً أكثر من 5 مليون ربل ، هذه الضرائب منها يذهب إلى صندوق التقاعد ومنها ما يذهب إلى الخزينة العامة ضريبة الربح وضريبة القيمة المضاعفة . عندما تتحسن الأحوال في سورية هل من رسالة إلى القائمين على الاستئمار في سورية لتستطيع كمستثمر أن تتشجع للاستثمار فيها؟ أريد أن أستثمر في سورية وأن أوجه رسالة إلى الاستثماريين والمنتجين في سورية أن يكونوا على مستوى المسؤولية أن يتذكروا أنهم يعملون في بلد يحتاج إلى الكثير من الدعم.. هذا الدعم يجب أن يأتي من خلال دفعهم للضرائب وبشكل شريف، الدولة لدينا في سورية تقوم بإعداد العامل والمخبري والتقني على حسابها الخاصة ، على حساب الضرائب التي تدفع من المستثمرين فإن كانت هذه الضرائب قليلة فإنها لن تتمكن من إعداد كوادر جيدة ومن أجل أن نطور بلدنا بشكل جيد علينا أن نقوم بدعمه من خلال عدم التهرب من دفع الضرائب، أنا أرى أن رجال الأعمال الروس قد وصلوا إلى هذه القناعة فإذا لم يكن لدى خزينة الدولة ميزانية جيدة فإنها لن تستطيع دفع رواتب جيدة لقطاع التعليم والخدمات إلى إعداد الكوادر الجيدة ولن تستطيع دفع الرواتب التقاعدية . وبالنسبة إلى ما كان يحدث سابقاً من بيروقراطية وفساد! من خلال تجربتي الشخصية أقول أن علينا أن نكون على مستوى المسؤولية ومن خلال تجربتي أقول إن لم نكن صادقين مع بلدنا ومع أنفسنا فلن يتحقق النجاح لهذا البلد وسيبقى الفساد مستمر ، لأننا عندما نعطي رجل المالية راتب بسيط فإنه سيفكر بالسرقة ومن أجل ذلك يجب أن ندعم ميزانية البلد أن ندفع كما هو مقرر في قوانين البلد وألا نتهرب من الضرائب، أنا يؤسفني جداً بأن الكثير من رجال الأعمال الذين لا يتركون صلاة إلا ويصلونها ولكن يتهربون من دفع الضرائب ويكذبون على أنفسهم وعلى دولتهم وبالنتيجة وصلنا إلى ما وصلنا إليه . دكتور بخصوص الميزة التنافسية سواء للمنتج الروسي إذا صدر إلى سورية أو السوري إن أراد التصدير إلى هنا ، فمثلا قبل أن تنشأ المصنع أردت أن تصدر إلى سورية هل تكاليفك هنا تساعد على أن يكون سعرك منافس في سورية ؟ تكاليفي في روسيا كبيرة جداً فهنا الرواتب على مستوى جيد ومتوسط دخل العامل في شركتي ألف دولار في سورية لا يوجد مثل هذه الرواتب يجعل من سعر المنتج غالي هنا على الرغم من وجود الطاقة الكهربائية الكبيرة فهي غالية الثمن أغلى من سورية ، وهو ليس بالمنافس ، فإن أردت أن أعمل في سورية ف سأعمل بأيدي سورية ، وبالاتجاه المعاكس بحالة التصدير من سورية إلى روسيا أتصور بأنه نعم يوجد منافسة. بهذا الوضع الراهن هناك بعض المصانع والمنتجات والزراعة تنتج في سورية ولديها إمكانيات للتصدير أليس من الضروري أن يتم التركيز على هذا المجال وأن يكون المنتج السوري فعلا ذات جودة وسعر منافس هنا في روسيا؟ لو أننا استطعنا أن نصنع بشكل مهني جيد بضاعتنا سمعتها جيدة في روسيا ، لكن للأسف إلى الآن لم نتعلم التصنيع بشكل جيد، فنحن لا نهتم في المضمون أو الانبلاج وهذا ما يؤثر على تصريف بضاعتنا هنا، انظر كم هناك من المنتجات الزراعية الجيدة في سورية ولكن تعبئ بشكل سيء وأرسل بشكل سيء هناك عمال الشحن ليكون دخلهم أكبر يوقفون البرادات عن العمل في الطريق لتصل البضائع تالفة، وهذا ما يسيء إلى سمعة المنتج السوري وقد علمت أن تجار أتراك يشترون البضائع السورية ويعبئونها بجودة ويبيعونها على أنها منتج تركي . لتحدثنا من وجهة نظرك عن المجتمع السوري في روسيا وما هي الروابط بين السوريين هنا وما مدى النجاح الذي حققوه في بلدهم الثاني روسيا . أستطيع أن أقول أنه للأسف القليل من السوريين أثبتوا جدارتهم في العمل في روسيا فالكثير منهم يعمل بالأسلوب البدائي، إلى الآن لم يطوروا أنفسهم علما أنهم السباقون في هذا البلد في الاستثمار ولكن لم يطوروا ذاتهم أبدا ، إلى الآن يتهربون من الضرائب، لا أستطيع ذكر شركة سورية تعمل بشكل سليم في هذا البلد سوى شركتي. عنك شخصياً دكتور هل نتحدث عن رحلتك في هذا البلد؟ أنا درست هنا وانتهيت عام 1986 في الهندسة الجوية بعد أن أنهيت الدراسة سافرت إلى سورية ، والتحقت بوظيفتي حيث كنت مدرس في المعهد المتوسط الهندسي في مادة المساحة التصويرية، خدمة العسكرية وعملت في سورية حتى نهاية عام 1992 بعدها عدت إلى روسيا وحصلت على الدكتورة من جامعة المساحة في موسكو وبقيت في هذا البلد نتيجة ارتباطي بالعمل والحمد لله كان ناجح ، فما أعمل به حالياً لا علاقة له باختصاصي أبدا ، وأنا متزوج من روسية ولدي ابنتان.
|
عن بورصات وأسواق |
|
السبت 2013-06-08 01:39:43 |
|
|
|
|
|
|
|
|