بقلم: مجد عبيسي
يبدوا أن الحرب الإعلامية الشرسة –متعددة الجنسيات- قد باتت تتخبط في الارتجال واللاتنسيق إثر الهفوات الكثيرة التي أثبتت للعالم أجمع تدليس المشاهد والصور والشهود! وهذا أدى إلى انهيار أسهم العديد من تلك المجاري الإعلامية وانعدام مصداقيتها أمام من كانوا يحترمون مهنيتها وينقلون أخبارها بتسليم مطلق!!.
آخر التضليلات الإعلامية وأكثرها سخفاً كانت التضاربات ضمن الوسائل المتآمرة بعد أن ارتفع الأدرينالين لديها جراء الضربات المتتالية من إعلامنا الوطني وغير الوطني الموضوعي الحر من أي ضغط أو توجيه.. فقناة الجزيرة كانت قد تشدقت منذ يومين بدخول الجيش السوري إلى مدينة درعا وحصول اشتباكات أسفرت عن إصابات بشرية في صفوف العسكريين والمدنيين وعطب مدرعتين للجيش السوري بقذائف مضادة للدروع.
في الوقت نفسه بثت محطة "دوتشفالا" الألمانية الناطقة بالعربية أن النظام السوري –على حد تعبيرهم- يضرب المظاهرات السلمية في درعا بوساطة قوى الجيش.. وناشدت هذه المحطة الدول الأوروبية لفرض عقوبات على سورية، وما انفكت تحرض المستمعين وتدس السموم في عقولهم وتقول بأن هذا ما يحدث في سورية على مرآى ومسمع من العالم، وهذه دكتاتورية النظام السوري ضد الشعب المسحوق في ظل صمت عربي مهيب.. وهكذا تراق دماء الشعب الأعزل في الشوارع..!! حتى طالبت المستمعين بالإدلاء بآرائهم بناءاً على هذه المعطيات المشوهة بأسلوب نفسي إيحائي بالإجابة المطلوبة!!.
وطبعاً هذه المهزلة التحريضية تنافت مع مهزلة قناة الجزيرة..
وبدمج المهزلتين نستنتج بأن الشعب الأعزل المسحوق قد استخدم ضد الجيش السوري قذائف مضادة للدروع!!. يبدو أن التدليس الإعلامي بات واضحاً للجميع حتى لو بهرج الإعلام المعادي صورة المخربين المتآمرين ضد وحدة سورية.. وسموهم إصلاحيين أو متظاهرين سلميين أو حتى ملائكة.. فإعلامنا سيوصل الصورة الحقة للمغرر بهم، بينما نحن أبناء البلد أدرى بحقيقة ما يحدث على أرض الواقع، فأهل قريش أدرى بشعابها.