سكينة محمد
تعاني الكثير من النساء من ظاهرة التسوق التي تنعكس أحياناً كثيرة على العلاقات الاجتماعية ولاسيما العلاقة بين المرأة وزوجها، فعندما تذهب المرأة للتسوق تعود محملة بأشياء تلزم وأشياء لا تلزم، ما يزيد من معاناة الأسرة بتحمل رب الأسرة للديون التي تؤدي على الأغلب إلى احتدام الصراع بين الرجل والمرأة، في الوقت الذي يشعر فيه الزوج انه بحاجة إلى ضبط مصاريفه تفادياً للإسراف ولكي لا يضطر إلى الاستلاف.
وبالنسبة للعوامل المؤدية إلى التسوق يلعب انشغال الرجل بعمله أثناء النهار وانشغاله مع أصدقائه في الليل دوراً أساسياً في انصرافه عن منزله، حيث تجد المرأة في التسوق المتنفس الوحيد لها وقد يساعدها التسوق في إفراغ ما يصيبها من كآبة وضغط.
وتنزع المرأة غير العاملة إلى الإسراف وحب الظهور كونها تقضي معظم وقتها في المنزل أما المرأة العاملة فتحاول أغلب الأحيان ان تتدبر أمور منزلها بالكامل وتكون مدبرة اقتصادية كما تلعب الإعلانات التلفزيونية دوراً مهماً في انسياق المرأة للشراء أمام بريق الإعلان، فتحاول جاهدة الذهاب إلى الأسواق الكبيرة لتشتري السلع المعلن عنها لتجريبها وإبداء الرأي فيها أمام جاراتها.
وللمناسبات الاجتماعية نصيب من ذلك، إذ تتسوق المرأة لتبدو بأبهى صورة أمام جاراتها وصديقاتها معوضة النقص الاجتماعي لديها.
حول ظاهرة التسوق قالت بسمة العاملة في إحدى المؤسسات الخاصة تدفعني حالة الوحدة التي أعيشها مع ابني للذهاب إلى السوق في أحيان كثيرة لرؤية أوجه جديدة ولأبدو بصورة جميلة أمام المجتمع الذي أعيش فيه.
وعلقت سمر الطالبة الجامعية قائلة حالة الملل التي أعيشها تدفعني للذهاب إلى السوق برفقة صديقاتي في الجامعة لنستمتع بطريقة عرض الألبسة والمكياجات والاكسسوارات وفي أحيان كثيرة أقتني ما يناسبني منها رغم عدم امتلاكي المال الكافي.
أما صبا الموظفة في إحدى الدوائر الحكومية قالت: أرغب بالذهاب إلى السوق للتخلص من الأشياء القديمة لدي ولأنني أرغب بالتجديد دائماً.
وحول العوامل التي تدفع المرأة للشراء أوضح الدكتور جمال الجرمقاني المدرس بكلية التربية جامعة دمشق ان ظاهرة المحاكاة والتقليد لدى المرأة ورغبتها في الظهور والشراء من المولات الكبيرة يدفعها في أحيان كثيرة للإسراف والتبذير غير المبرر معتقدة أن التسوق يكمل شخصيتها ويغطي عيوبها ونواقصها.
وقال الجرمقاني إن حالة البطالة التي تعيشها المرأة غير العاملة تشعرها بفراغ تحاول تعويضه عن طريق الخروج من المنزل والتسوق، مشيراً إلى أن المرأة العاملة لديها إحساس أكبر بالمسؤولية وتسعى دائماً للتوفير والاقتصاد لأنها تشعر بقيمة الإنتاج والعمل إضافة إلى انها تنشغل طوال اليوم بواجباتها.
وحول انعكاس ظاهرة التسوق على الأسرة أشار الجرمقاني إلى ان إسراف المرأة وتبذيرها يؤدي إلى صراع بين المرأة وزوجها بسبب تراكم الديون وقد ينتقل هذا الصراع إلى الأبناء حيث تفقد الأشياء قيمتها لديهم ولا يشعرون بحجم المسؤولية الملقاة على عاتق الأب ويظهر لدى الإناث حب التقليد لأمهاتهم وقد ينعكس ذلك على حياتهم وحياة أبنائهم في المستقبل.
وحول علاج هذه الظاهرة لفت الجرمقاني إلى ان فتح باب الحوار بين الزوج والزوجة ودراسة الحاجات الأساسية والسعي لتأمين مستقبل الأولاد يسهم في التخفيف من هذه الظاهرة مشيراً إلى ان الخطوة الأولى في العلاج هي اعتراف المرأة بأن لديها هوس الشراء واستشارة اختصاصي نفسي هذا إذا كانت جادة في العلاج والتخلص من هذه الظاهرة وإذا كانت ترغب أن يسود منزلها جو من التفاهم والحب والحياة السعيدة.