شكلت تجربة السنوات العشر الماضية مايمكن تسميته الانتقال المنطقي إلى عصر الحداثة في سورية، دون إحداث أي صدمة اجتماعية أو اقتصادية أو التسبب بفجوات على أي مستوى من المستويات، وقد أفاد ذلك كثيراً في استيعاب كل التحولات، وجزئيات الانتقال التكنولوجي والمالي والتعليمي وفي كل القطاعات الأخرى استيعاباً كاملاً وناجحاً، عندما تمتع هذا الانتقال بقواعد الالتزام بالتدرج من جهة وبإعمال مبدأ الدور الوظيفي لكل انتقال.
من جهة أخرى، بمعنى تحقيق البرامج الزمنية التي تبنى أساساً على قاعدة الارتباط بين الأجزاء والتفاصيل، فيقع كل في محله وزمنه مناسباً وملائماً ومحققاً لغاياته ويمكن القول اليوم: إن سورية استطاعت خلال السنوات العشر الماضية، في ظل قيادة الرئيس بشار الأسد، انجاز مقدماتمشروعها النهضوي بشكل خلاق ومبدع رغم كل الأعباء التي ألقاها هذا المشروع بذاته،ورغم كل التحديات السياسية الخارجية والضغوط التي تعرضت لها سورية طوال العقد الماضي.
وهذا ما يجعل احتفالنا بنجاح المشروع خلال ذلك العقد احتفالاً مشروعاً وطبيعياً، لأنه في الواقع احتفال مستحق لكل السوريين قائداً وقيادة وحكومة وشعباً.
وليس من قبيل امتداح الذات الوطنية السورية وصفها بأنها كانت العامل الأساسي والحاسم والمؤثر في هذه التحولاتوالانتقالات بل إن الواقع هو الذي أكد ذلك، فالذات الوطنية السورية كانت ومازالت تاريخياً وحاضراً ذاتاً مبدعة وحضارية ومنفتحة وحركية ومنتجة لعوامل تقدمهاواستقرارها في آن معاً.
وقد أثبتت هذه الذاتالوطنية السورية في أيام الرخاء كما في أوقات المحن والشدائد صلابتها ومتانتهاواعتزازها بقيادتها وقائدها وفهمها وتفهمها لضرورات التغيير والتطوير والتحديث،واعتبارها أن كل ذلك إنما هو حاجات وطنية ضرورية وأساسية، وتنسجم مع طبائعها وأنماطحراكها التاريخي.
لقد أنجزت سورية ما كانمأمولاً ومرتقباً ومفترضاً ما يؤسس عملياً لتحقيق الخطوات الأخرى من الأجزاء الأخرىمن المشروع النهضوي الكلي، وربما هي خطوات أكثر تعقيداً وتحدياً، لكن إرادةالسوريين قادرة على تحقيقها، ما يملي علينا جميعاً واجبات من قبيل استمرارالاستعداد والعمل الجدي والتنفيذ الصارم والدقيق وعدم التهاون في مواجهة كل منيحاول أو يعتقد أن بوسعه تعطيل مستقبلنا أو تدميره أو العبث به سواء أكان فرداً أمجماعة وسواء أكان العمل فوضوياً أم منظماً وبكل الصور التي يجرب البعض استخدامهالإفساد مسيرتنا عبر محاولات تعميم خطابه الماضوي أو الفاسد أو الخارج على القانونأو العابث بأمن البلاد ومستقبلها.
تحية إلى السوريين في كلمكان هنا وفي المغتربات، تحية إلى نفوسهم العظيمة وإراداتهم السامية وعاطفتهمووجدانهم الوطني الأكثر علواً، فهم أصحاب المشروع وسادته، وقد أثبتوا ذلك بالفعلعبر التفافهم حول قيادة الرئيس بشار الأسد التفافاً لا نظير له.
تشرين