تترقب الأسواق المحلية ضخ مليارات الليرات السورية التي دفع بها قرار رئاسة مجلس الوزراء القاضي بصرف رواتب العاملين في الدولة في الثالث والعشرين من الشهر الجاري خاصة مع حالة الركود التي تشهدها بعض هذه الأسواق.

وتشهد الأسواق في الأعياد والمناسبات اقبالا كبيرا على التسوق ولاسيما من قبل شريحة العاملين في القطاع الحكومي والبالغ عددهم قرابة 7ر2 مليون عامل وموظف وهذا العيد سيذهبون إلى الأسواق وبحوزتهم الراتب الذي يعد مصدر الدخل الأساسي لهذه الشريحة في تأمين مستلزمات معيشتهم.

ولاحظت مندوبة نشرة سانا الاقتصادية من خلال جولتها في الأسواق أن قرار تقديم صرف الرواتب لقي ترحيبا من قبل التجار والصناعيين والمستهلكين الذين استطلعت اراؤهم وخاصة أؤلئك الذين يصنعون أو يبيعون منتجات الأعياد والمناسبات.

ويقول حافظ الدرويش صاحب محل لبيع ملابس الأطفال إن قرار صرف الرواتب قبل العيد مناسبة مهمة لتصريف كمية كبيرة من البضاعة وتحقيق ربح يعوض خسارة أشهر عديدة نتيجة ضعف الاقبال على التسوق جراء ارتفاع الأسعار والأوضاع الراهنة.

ويعرب الموظف بسام الحبال عن سعادته بتقاضي راتبه البالغ قرابة 17 ألف ليرة ما يمكنه من تأمين مستلزمات العيد لأسرته من البسة وحلويات ولحوم وفواكه غير انه اشتكى من ارتفاع الأسعار ومحاولة العديد من التجار استغلال حاجة الناس لتسوق حاجيات العيد ورفع الأسعار.

في حين يقول سمير اسماعيل الذي يتقاضى راتبا بحدود 16500 ليرة بعد أن استطلع اسعار اصناف متعددة من الحلويات في أحد محال الحلويات "ان الحال من بعضه سواء تقاضى الراتب قبل أم بعد العيد ففي كلتا الحالتين لايكاد يكفي لتأمين مستلزمات الأسرة جراء غلاء المعيشة وكثرة مصاريفها الضرورية لتأمين الطعام والدواء والتعليم والكساء".

فيما يقول صاحب المحل ان الاعياد تشكل فرصة للبيع لتوفير المال الضروري لتأمين مستلزمات الانتاج وتحقيق الارباح مبينا أن السوق تعاني من الركود منذ أشهر ومشتريات الزبائن على غير العادة تقتصر على كميات قليلة وأصناف محددة.

ووجد أصحاب المحال المتخصصة ببيع المواد الغذائية ومستلزمات البيت في حصول الموظف على راتبه قبل العيد فرصة جيدة لتصريف بضائعهم حيث لجأ بعضهم إلى العروض التشجيعية عبر الترويج لبضائعهم من خلال عبارات مثل نصف القيمة والعرض فقط لمناسبة العيد وغيرها.

وقالت جميلة البدر وهي ربة منزل انها اشترت صحونا واكوابا من زجاج ومجموعة من دلات القهوة وغيرها من أدوات المطبخ لأن عروض التخفيضات وحصول زوجها على راتبه قبل العيد فرصة جيدة لتأمين الأدوات للمطبخ.

في حين تنوي ماريا السالم وهي طالبة جامعية شراء قميص وبنطال جينز وزوجين من الاحذية وحقيبة مناسبة وبعض الاكسسوارات وقالت ان حصول والدتها على الراتب قبل العيد سيمكنها من شراء ما تحتاجه من ملابس ولاسيما ان الفترة الماضية استنزفت مدخرات الأسرة المالية في تأمين مستلزمات العام الجامعي والمؤونة الشتوية.

ويعد تزامن فصل الشتاء مع عيد الاضحى فرصة جيدة لمحال بيع السجاد والموكيت التي طرحت تشكيلة واسعة منها وقال التاجر صافي العز إن البيع لديه بالنقد وللأهل والأصدقاء بالتقسيط حيث يعتبر هذه الطريقة ناجحة في تصريف البضاعة وتحقيق ربح إضافي عبر إضافة نسبة من المال على القسط الشهري كفائدة.

وحذا حذوه متجر مجاور لبيع المدافئ العادية والكهربائية حيث أوضح صاحبه عادل الجابري ان الظرف جيد لتصريف أكبر كمية من البضاعة واستقدام أخرى جديدة والاستفادة من العروض التي يقدمها تجار وصناع المدافئء بأنواعها المختلفة بمناسبة العيد وقدوم فصل الشتاء مشيرا إلى انها فرصة جيدة ايضا للزبائن ولاسيما الموظفين الذين يسعون لتأمين مستلزمات الشتاء الذي بات على الأبواب وخاصة انهم لن يتقاضوا رواتبهم اللاحقة إلا بعد 40 يوما حيث يكثر الاستهلاك خلال هذه الفترة التي يتخللها تأمين مستلزمات العيد والقيام بالواجبات الاجتماعية والدينية.

من جهة ثانية بدأت أسواق ألعاب الأطفال تنشط نسبيا ولاسيما المخازن الكبيرة التي تبيع بسعر محدد لجميع البضائع واللافتات المنتشرة على الواجهة وبين الرفوف تحمل عبارات جاذبة تشجيعية للشراء مثل لحق حالك واشتر أي قطعة بـ 200 ليرة.

وقال صاحب المخزن قدري الجردي إن هذه الطريقة في البيع تجذب الزبائن خاصة الأسر التي لديها أولاد كثر وينتظرون الأعياد لشراء الألعاب.

ورأى هاني الخضير بائع فروج حي ان استلام الموظفين رواتبهم قبل العيد سيزيد من الاقبال على شراء ما يحتاجونه من هذه المادة التي شهدت ارتفاعا كبيرا في الأسعار خلال الأسابيع الماضية أدى إلى ضعف في حركة البيع والشراء.

وأوضحت ثناء العبد الله وهي معلمة ان استلام راتبها قبل العيد سيدفعها للتسوق بما تحتاجه من مواد تنظيف ومحارم ورقية وتشكيلة من المواد الغذائيات تتضمن سكرا ورزا ورب البندورة ومعكرونة وزيت ذرة وشايا وبعض المعلبات وبكمية اكبر من المعتاد لتأمين مستلزمات العيد والضيافة.