نظرا لأهمية محصول الحمضيات الاقتصادية بالنسبة لشريحة واسعة من المزارعين تعمل وزارة الزراعة حاليا بالتعاون مع الجهات المعنية على ايجاد أسواق جديدة لهذا المحصول في محاولة لمساعدة الفلاحين على تسويق منتجاتهم وتخفيف الخسارة عنهم ولاسيما أنه يتوقع إنتاج هذا الموسم بما يقارب 897 ألف طن من الحمضيات.

وبينت إحصائيات وزارة الزراعة أن المتاح للتصدير هذا العام يتراوح بين 200 و240 ألف طن تتوزع بين 20 إلى 30 ألف طن ليمونا و170 إلى 180 ألف طن برتقالا و55 إلى 60 ألف طن يوسفيا و10 إلى 20 ألف طن حمضيات أخرى مشيرة إلى أن متوسط الإنتاج السنوي للصادرات منذ عام 2009 ولغاية 2011 يبلغ 264 ألف طن بينما بلغ متوسط المستوردات السنوي خلال الفترة نفسها 36 ألف طن.

وتوقع المهندس هيثم الأشقر مدير التخطيط والتعاون الدولي في تصريح لوكالة سانا أن يتراوح ربح المزارع هذا الموسم بين 15 إلى 20 بالمئة علما أن متوسط أسعار الحمضيات تراوح بين عامي 2010 و2011 بين 9 ليرات للكريفون و18 ليرة للبرتقال أبو صرة و17 ليرة لليمون الحامض بينما بلغ متوسط تكلفة الإنتاج 7 ليرات للكريفون و11 ليرة للبرتقال و13 ليرة لليمون.

وأوضح الأشقر أن الوزارة تخطط ليصبح إجمالي عدد أشجار الحمضيات للموسم المقبل نحو 14218 ألف شجرة على مساحة 42239 هكتارا المثمر منها 12652 ألف شجرة بمردود 9ر96 كيلوغراما للشجرة وإنتاج 1225635 طنا مقابل 13326 ألف شجرة في موسم 2011-2012 على مساحة 39983 هكتارا المثمر منها 11889 ألف شجرة وإنتاج 1148735 طنا.

وذكر مدير التخطيط والتعاون الدولي أن الوزارة تخطط ليصل أعداد الغراس المطعمة بالنسبة للحمضيات في الموسم المقبل إلى 333 ألف غرسة بتكلفة 99ر30 ليرة للغرسة الواحدة بينما يتوقع أن يصل عدد اشجار الحمضيات في بساتين الأمات من العقل والمطاعيم إلى 7814 شجرة موضحا أن أعداد الأشجار والعقل والمطاعيم تتغير من عام لاخر انطلاقا من التطوير المستمر لبساتين الأمات عبر التخلص من الأشجار المتدهورة بعد انتهاء العمر الاقتصادي لها وإدخال الأصناف الحديثة بعد اعتمادها من قبل الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية والتعديلات اللازمة وفق الحاجة الفعلية لتنفيذ الخطة الإنتاجية للغراس المثمرة.

ولفت الأشقر إلى أن إنتاج الحمضيات يتوزع على محافظتين رئيسيتين اللاذقية والبالغ إنتاجها خلال الموسم الماضي 887 ألف طن وطرطوس 205 آلاف طن في حين بلغ إنتاج محافظات حمص وإدلب والغاب ودير الزور ودمشق 12 ألف طن.

وأكد أن مساحة الحمضيات المشمولة بالري الحديث تأخذ بالتوسع المستمر ومساحتها تجاوزت 8 آلاف هكتار وأن الوزارة تطمح للوصول بالري الحديث إلى كامل المساحة المزروعة بالحمضيات من خلال تكثيف الندوات الإرشادية وتسهيل القروض المصرفية.‏

من جهتها أكدت الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية أنها أنشأت من أجل حماية التنوع الحيوي للأشجار المثمرة 54 مجمعاً وراثياً يضم مختلف الأصناف منها 3 مجمعات للحمضيات تشمل 130 مدخلا جديدا.

وأشارت إلى أنه يتم اعتماد مجموعة أصناف من الليمون مثل المونلكتلو وسانتا تريزا ومن البرتقال السانغنيللي وأبو صرة المبكر والمتأخر والفالانسيا واليافاوي شموطي والفورتون والساستوما والكليمنتارد ومن الكريب فروت يتم اعتماد الأحمر والزهري والأبيض والبوميلو الأبيض.

وبين المهندس مهند الأصفر مدير التسويق الزراعي بالوزارة أن 29 بالمئة من الصادرات ليمون و61 بالمئة برتقال و6 بالمئة من مجموعة اليوسفي و4 بالمئة حمضيات أخرى لافتا إلى أن الوزارة دعت الجهات العامة التي لها علاقة بتسويق المنتج مثل مؤسسة الخزن والتسويق وإدارة التعيينات والمشافي العامة ووزارة الصناعة وغرف الزراعة والتجارة بالتنسيق فيما بينها لاستجرار أكبر كمية ممكنة من انتاج الحمضيات لهذا العام ووقف استيراد مكثفات العصائر المستخدمة في انتاج العصائر لتشجيع المعامل على استجرار حاجاتها من الحمضيات سواء بشكل مباشر أو عن طريق مؤسسة الخزن والتسويق.

وأشار الأصفر إلى أن الوزارة أكدت ضرورة القيام بحملة توعوية وإعلامية واسعة للتعريف بأهمية الحمضيات وإيجابيات استهلاكها وبمشاركة الجهات ذات العلاقة واستمرار الوزارة وصندوق دعم الصادرات وصندوق دعم الإنتاج الزراعي بتقديم الدعم حيث يتم دعم إنتاج الحمضيات بمبلغ 14 ألف ليرة للهكتار الواحد.‏‏

وتضمنت الخطة الإنتاجية للموسم المقبل وضع استراتيجية متكاملة تعمل على حل المشكلات التسويقية التي تعترض الحمضيات في كل موسم وكذلك المنتجات الزراعية بشكل عام وزيادة الدراسات التي تستهدف الأسواق الخارجية بغية زيادة الخيارات وعدم الاكتفاء بالتصدير التقليدي للأسواق المعتادة وبالتالي زيادة قدرة المصدرين السوريين على ان تشمل دراسة الأسواق جميع البيانات الداعمة لاتخاذ القرار التسويقي.