بعد هدوء ساد قرابة 3 أشهر، عاد صخب الحديث عن «كورونا» إلى الواجهة مجدداً وذلك على الصعيد العالمي والمحلي وسط تداول انتشار طفرة جديدة (BA 5) من متحور أوميكرون وبأعداد كبيرة تأثيراتها بين الخفيف والمتوسط باستثناء بعض الحالات التي تعاني نقصاً وضعفاً بالمناعة أو من ذوي الخطورة العالية وأهمها السكري والبدانة والمرضى الذين يعالجون بأدوية مثبطه للمناعة مثل مرضى السرطان وزرع الكلية إضافة إلى مرضى الربو والآفات الصدرية المزمنة.
وحول هذا الموضوع، بين مدير عام مشفى المواساة الجامعي بدمشق – عضو لجنة التصدي لـ «كورونا» عصام الأمين أن العالم يشهد زيادة بأعداد الإصابات بمتحور جديد (- BA5 BA4)، معتبرا أن هناك تحوراً وتطفراً يطرأ على البروتينات الشوكية الموجودة على الغشاء الخارجي للفيروس الأصلي ويؤدي إلى ظهور طفرة جديدة وهذه الطفرة الجديدة BA5 مشتقة من أوميكرون الذي هو بالأساس طفرة من الفيروس دلتا.
وأكد الأمين حسب الوطن، أن الطفرة الجديدة تعتبر سريعة الانتشار بشكل كبير جداً، وأكثر بـ4 أضعاف من (أوميكرون) كسرعة انتشار، علماً أن أوميكرون كان أسرع انتشاراً من متحور دلتا الهندي بـ60 بالمئة.
وقال: هناك زيادة بعدد الإصابات في أميركا وأوروبا بنسبة 30 بالمئة مقارنة بالشهر الماضي، بعد الانخفاض الكبير في عدد الإصابات في الشهور الماضية، مضيفاً إن أعراض المتحور الجديد خفيفة في معظم الحالات وتشمل السعال والرشح وارتفاع درجة الحرارة والتهاب بلعوم وآلاماً في المعدة والوهن والتعب باستثناء المرضى ذوي الخطورة العالية الذين تحدثنا عنهم في المقدمة من الممكن أن تكون الحالات عندهم أشد وأخطر.
وتابع الأمين: في سورية كما أكدنا لا يوجد آلية أو تقنية لكشف نوع المتحور، لكن لوحظ في العيادات الخارجية زيادة كبيرة في انتشار مرضى يعانون هذه الأعراض ومعظمها خفيفة أو متوسطة لا تتطلب مراجعة المشافي، ويعتقد أن جزءاً كبيراً منها قد يكون من هذا المتحور، ولاسيما أن سورية ليست بمعزل عن العالم فيما يخص الإصابة بالفيروس.
وأكد مدير المشفى أنه لابد من العودة للإجراءات الوقائية الاحترازية وارتداء الكمامات في الأماكن المكتظة كما أوصت منظمة الصحة العالمية، بالابتعاد عن الأماكن المزدحمة، مع التأكيد أن المتحور قد يصيب أيضاً الملقحين بلقاحات الكورونا وحتى ممن تناولوا اللقاحات الداعمة ولديهم أجسام ضدية للفيروس، وخطورة هذا المتحور هو قدرته العالية على الهروب من هذه الأجسام الضدية، لكن لا داعي للخوف والهلع حتى الآن، وخاصة أن أعداد الوفيات قليلة، وعلى سبيل المثال تراجعت الوفيات إلى 200 وفاة في اليوم بأميركا مقارنة مع آلاف الوفيات التي كانت تسجل في أوقات الذروة. وكشف الأمين عن تسجيل 4 إصابات جديدة في المشفى بعد خلو المشفى لقرابة الـ3 أشهر من أي إصابة بالفيروس، علماً أنه خلال الفترة الأخيرة أصبح التعامل مع «كورونا» في مختلف دول العالم على أنه مرض عادي وليس وباء، لكن من الضرورة اتخاذ كل التدابير اللازمة وعدم التهاون.
من جانبه بين مدير مشفى دمشق «المجتهد» أحمد عباس أنه لم يطرأ أي زيادة في عدد الإصابات،