بورصات واسواق:
اعتبر نفسه محامي الفقراء والمدافع عنهم طوال فترة عمله في مهنة المحاماة وخاصة في القضايا التي يكون فيها الخصم إحدى الجهات الرسمية، أو بعض المتنفذين..
واليوم أصبح ممثلا للدولة وتنتظره مهام كثيرة ليقوم بها لحماية المواطنين أولا وحماية مصالح الدولة كما تضمنه القسم، والأهم العمل على توفير الأجواء المناسبة ليقوم المواطنون بعملهم وممارسة حياتهم..
مهمته اعتبرت صعبة ولكنه قبل التحدي وهذا ما دفعنا لإجراء حوار تمهيدي للتعرف على شخصية محافظ حمص الجديد المحامي أحمد منير الأحمد ننشره فيما يلي..

• هل نتعرف بداية على تاريخ المحافظ الجديد؟
 أنا تطوعت بالجيش عام 1975 في الكلية الجوية وتخرجت برتبة ضابط وتقاعدت بناء على طلبي عام 2000 حيث كنت ادرس علم الاجتماع بدمشق والحقوق بحلب وتخرجت من الحقوق 1995 وفي عام 2000 سجلت بنقابة محامي حلب ومارست مهنة المحاماة، ودخلت إلى مجلس الشعب كعضو في الدورين السابقين، السابق والذي قبله وأكملت دراسات العليا في العلاقات الدولية ولي 4 مؤلفات فكرية، وهي دراسات النظام والسلطة بالإسلام، قيم ومفاهيم، والكتاب الثاني إمبراطورية القرن الأميركي والمجتمع المدني، والكتاب الثالث المشروع العربي النهضوي وثقافة المقاومة، والكتاب الرابع الشقاء الإنساني في النظام الاقتصادي الليبرالي وأخذت منه التجربة السورية الاقتصادية حول تجربة الدردري وويلاتها على البلد..
متزوج ولدي 13 ولدا، ومن مواليد حلب - جرابلس 1956.

أدافع عن المواطن ضد الدولة لأن عقدها فيه إذعان
• بعد 2000 عملت بالمحاماة؟
 نعم في نمط معين من الدعاوى تتمثل في حقوق المواطن عند الدولة، ودائما عقود الدولة تعتبر عقود إذعان، وتخصصت على الأغلب في مواضيع الاستملاكات.
• لنأخذ بعض الأمثلة عن بعض الدعاوى كيف كان الحكم وكيف تكسب الدعوى ضد الدولة؟
 كنت اقبل الدعوى للدفاع عن المواطنين وخاصة الفقراء لأن عقود الدولة كانت دائمأ عقود إذعان تفرض فيها شروطها، والمواطن لديه نوع من الجهل القانوني كمثال إذا أنا اشتكيت على الدولة فستكون الشكوى عند القضاء الإداري، هذه النظرة المتعارفة، واغلب الدعاوى التي تابعتها من خلال القضايا الإدارية والمتابعة الإدارية تمس حقوق المواطن، كمثال استملكوا ارض في المنطقة الشمالية واصحابها فلاحين، واستملكت الأرض لصالح الحرفيين لكن الذين أتوا وسجلوا فيها كلهم متنفذين وجماعة البلدية أعطوهم سعر في الأرض 13 ليرة بينما القيمة الرائجة للأرض أكثر بكثير وتابعت الدعوى 7-8 سنوات وبعد جهد جهيد استطعنا اخذ حكم على البلدية وأوصلنا لهم حقهم في السعر الحقيقي لهذا المتر ضد المتنفذ والطبقة التي يسمونها الطفيلية التي تأخذ الأرض من الفلاح بـ 13 ليرة وتبيعه بـ 10000ليرة .
سأبقى محامي الفقراء
• هل نستطيع اعتبارك محامي الفقراء؟
 نعم ..
• بما انك حالياً ممثلا للدولة هل ستكون محامي الفقراء أم للدولة؟
 الدولة ودورها الدولة الأبوي شابه أخطاء كثيرة في التفسير، وفي الفترة الماضية صار عندنا خلط في مفهوم الدولة، فرئيس مجلس الوزراء الأسبق محمد ناجي عطري قال لم يعد هناك دولة أبوية بل صارت دولة أخوية فابتعد بالدولة عن الرعاية الاجتماعية. فحين تكون انت مع الدولة من خلال الرعاية الاجتماعية ستكون مع الدولة من خلال الفقراء. كما قال الرسول"ص" وهل تستنصرون أو تسترزقون إلا بفقرائكم أو ضعفائكم..
إعطاء المواطن حقه يحافظ على الدولة
• ستكون ميالا لأخذ حق المواطن وان كان من الدولة ؟
 طبعاً.. وكي أحافظ على الدولة بمقوماتها ومكوناتها علي أن آخذ حق المواطن وأعطيه له، الخلل الذي يحصل حالياً سببه مشكلة اقتصادية، وحاضنة المؤامرة الكونية هي حاضنة اقتصادية وليست سياسية ولا قومية، فلو كنا آخذين من الدولة ومؤدين للمواطن حقه ما وصلنا إلى هذه المرحلة، لذلك سنحاول أن نوصل للمواطن حقوقه ولو على حساب الدولة فنكون بذلك عززنا دور الدولة وإذا وصل للمواطن حقه ستكون الدولة قوية.
ملاحقة المتنفذين
• هل ستكون مع الدولة في ملاحقة المتنفذين؟
 نعم فهذه المحنة أفرزت هؤلاء المتنفذين الذين هم سبب البلاء لهذه القيادة والمجتمع والدولة فهم كونوا ثروات على حساب الدولة ثم تركوا البلاد وسافروا للخارج أو وقفوا ضد الدولة فهؤلاء إن لم يرجعوا إلى أخلاقياتهم ووطنيتهم وكفّروا عن ذنوبهم أكيد سأكون ضدهم وبالمطلق وسأستقوي بالشعب.
هذه أولويات عملي في حمص
• في ظل وضع حمص الحالي ما هي الأولويات بالنسبة لك كمحافظ؟
 أولاً وقف هذا النزيف الدموي الذي يقلقني جدا، أنا ذاهب إلى حمص بحالة قلق وليس خوف، فهناك أم تنتظر ابنها وابن ينتظر والده، وهدفي الأساسي المصالحة والمسامحة، فمن فقد ولدا عليه أن يصالح ويسامح أفضل من أن يصيروا ولدين أو ثلاثة، ولابد من العمل لنعود ونحتكم لعقولنا.
وهدفي الثاني هو قوت الناس ومعيشتهم بدءا من اسطوانة الغاز وتأمين الطعام والخبز لكل الناس والهدف الثالث مواساة الناس في مصابهم ولا استطيع القيام بهذا وحدي لا أنا ولا غيري فحتى الرسول "ص" حين كان يذهب للمصالحة كان معه أصحابه أي لديه حاضنة، وأنا أتأمل بحصول الخير خاصة أن شهر رمضان قادم، فكلنا مخطئون تجاه بلدنا فلنعد لضميرنا ووجداننا ولنتفاءل برمضان خيرا. وإنشاء الله تحجب هذه الفتنة التي جاءتنا من الخارج. والسوريون المؤمنون سيساعدوننا على وأدها، ومكتبي مفتوح للجميع وأنا ذاهب إلى هناك خادم للجميع أرجو من إخوتي أن يساعدوني بما يرضي الله وهذا وعد التزم به.
دائم التفكير بالمهجرين
• هناك قسم من أهالي حمص تم تهجيرهم وهدم منازلهم كيف ستكون الأفكار في هذا الاتجاه كأولويات؟
 منذ أن صدر مرسوم تكليفي كمحافظ لحمص لم انم أكثر من 3 ساعات كنت بفكري ادخل كل حارة وبيت ادخل بيوت أهلنا في حمص الذين انتشروا بالشام وبيوت عوائل تعيش بمساحة 60 متر وأحسب نفسي مكانهم واشعر بالمعاناة فأرى هناك الأم التي يأتي إليها ولدها شهيد ومقطعة أوصاله أو مخطوف وتنتظر رحمة إنسان قد يكون ماتت الإنسانية عنده، فأنا حتى الآن اشك بأن من يخطف ويذبح أن يكون سوريا، أكيد هناك أناس أتوا من خارج الحدود وغسلت أدمغتهم واتوا لتنفيذ مخطط معين لن اصدق ولو رأيت بعيني فالقتل لا يتم بأيدي سورية. وكما حدث في العراق ابحث عن الموساد دائماً، فتصفية العلماء وغيرهم لا تتم بأدوات وأفكار سورية وإن كانت أحيانا للأسف تتم بأيد سورية، إنني أعايش من فقدوا أولادهم كالأم التي ذهب ابنها لعمله ولم يعد، وفي كل لحظة لديها أمل بعودته، سأعمل من اجل هؤلاء.
وحول موضوع المهجرين بعيدا عن منازلهم أو خارج المدينة فابعث برسالة لإخوتنا وأقول لهم مهما كانت الإمكانيات التي بين أيدينا لتأمين المهجرين فهي قليلة ولا تعوضهم فترة تهجيرهم وهذا يحتاج أن نوجد رؤية، وكذلك لنفكر كيف سنعيد البناء، سنتعاون مع المجتمع المحلي ومع الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية لوضع رؤية لإعادة البناء، واعلم تماماً بأنها مكلفة جداً فإعادة بناء حمص كما تشير التقارير تتطلب بحدود 300 مليار ليرة سوري تصور لو أن هذه الـ 300 مليار ليرة انعكست على الاقتصاد السوري، كم كانت ستنفع البلد.؟!
اليوم تهدمت البيوت ويمكن تعميرها ولكن ما يهمنا أن لا يتهدم الإنسان من داخله لأنه مستحيل إعادة اعماره يلزمنا حينها جيل جديد والجيل عمره 40 سنة.
الاهتمام بالخدمات
وهناك موضوع الخدمات وهمي الأول كيف استطيع إيصال ربطة خبز لمن هو بحاجة إليها، كيف سيساعدني الناس هناك لإيصال الاحتياجات وكذلك بأن يساعدوني لأرفع معنويات من خطف أولادهم أو قتلوا، سأحمل المسؤولية لكل مواطن في حمص أو ريفها، وكل من يستطيع أن يقدم مساعدة في إصلاح ذات البين أو المسامحة ولا يقدم هذا الأمر فسأكون أمام الله خصيمه فأنا وحدي غير قادر على القيام بذلك ويجب أن يقفوا معي، وليسألوا عن المسؤولية الشرعية يسألوا أصحاب المرجعيات الدينية الحقيقيين وفي بلاد الشام الإيمان هو الصح.
التمييز بين المسؤول والموظف
• خلال لقائكم السيد الرئيس هل كان هناك نصائح أو توجيهات خاصة بحمص؟
 السيد الرئيس من خلال اللقاء معه يعيش هموم الجميع وكل مواطن سوري في حمص وحلب ودير الزور وغيرها وحتى في البادية هو هاجس الرئيس وهمه وأشعر من خلال حديثه وشفافيته المعهودة عنه بتحمله مسؤولية أخلاقية واجتماعية وبالتالي فهو يبحث جاهدا ليوجد شيئا ولكن يجب أن نساعده، العام الماضي كان الرئيس بشار الأسد الشخصية العربية رقم 1 حسب تقارير الصحافة الأميركية والشخصية الثانية على مستوى العالم فماذا استجد بالأمر ليصبح ديكتاتوريا بنظر البعض؟
كلنا رأيناه الرئيس القريب الذي يتكلم عنا وعن أوجاعنا، وخلال اللقاء وجه بشكل عام وكان يميز بين المسؤول والموظف لا يطلب ان يكون المسؤول موظفا يذهب لدوامه ساعتين وينصرف، يريد من المسؤول أن يحمل المسؤولية ويتفاعل مع الناس، أوصى بمهمة المسؤول الذي يدخل بيوت المواطنين ويرى احتياجاتهم ومن خلال ذلك يستطيع أن يكون بمكان أفضل ويتحمل مسؤولية، نوه عن هذا من خلال حديثه عن رئيس الوزراء الدكتور رياض حجاب، فقال إن من أوصله إلى مكانه هذا هو عمله كمحافظ حيث كان يتواصل مع الناس ويلتقي بهم من خلال عمله الميداني وهناك من المحافظات التي عمل فيها كان مواطنوها يتمنون بقائه لكن هناك مسؤولية أعلى.
التعامل الحسم مع المرتشين والمتنفذين
• هل تتوقع مواجهة مشاكل من خلال تعاملك مع الإدارات المحلية أو جهات الدولة؟
 هناك طبقة معينة من الموظفين المرتشين والفاسدين أو استغل الدولة، ورغم مآسي الناس حالياً يوجد من يستغل الدولة للأسف ولا زال يعيش على حساب الفقراء وهذا يريد دائما ستر نفسه بالقوانين والأنظمة والقانون وأنه وجد لخدمة الناس، وأنا أقول لأي مسؤول حينما يأخذ قرارا لمصلحة المواطن والوطن لن يحاسب واكبر دليل على هذا هو محافظ اللاذقية الجديد فهو كان مدير مؤسسة الحبوب وخلال الموسم الماضي والحالي وفي موسم تسويق الحبوب تم تشكيل الوزارة ولو انه تقيد بالأنظمة والقوانين النافذة ما استطاع أن يجمع ولا ربع الكمية ولا ان يوصل القمح للناس التي تنتظره وتريد ان تقتات لولا تحمله المسؤوليته، ورأينا انه انتقل من مدير مؤسسة إلى محافظ وحمل مسؤولية اكبر فلو أراد أن ينتظر تعليمات الوزير ومجلس الوزراء سيضيع القمح والاقتصاد ويجوع المواطن.
الدور يؤخذ ولا يعطى والإعلام مسؤول
• المجلس التنفيذي للإدارة المحلية في حمص هل ستجعله رقيباً اولاً على محافظ حمص؟
 أنا أؤمن بالعمل المؤسساتي والدور لا يعطى بل يؤخذ، وكثير من الناس بمناصب كبيرة تراهم يعملون كموظفين أنا أتمنى وسأعمل على إعطاء كل صاحب مسؤولية مسؤوليته وبالنهاية علينا بالمحاسبة، إما الإنتاج أو المحاسبة، وحتى المحافظ فمن يراقبه الله وضميره وسنرى أداءه، فالوزير مثلا لا يظهر دوره لأن عمله مؤسساتي ولكن من يظهر على الواقع مباشرة هو المحافظ .. لذلك رضا الناس يقيم أداءك، وأنا أركز على دور الإعلام الذي احمله مسؤولية أيضا، فيجب أن يأخذ دوره دون ابتزاز، هناك في الإعلام من يحاول ابتزاز المؤسسات ويساهم في الفساد وحين يغطي الإعلامي فسادا في مؤسسة ما فهو شريك في ذلك، لذلك ليأخذوا دورهم ولديهم قانون الإعلام الجديد، فليعملوا على المكشوف في حمص.