رغم ما تواجهه الدراما السورية من تحديات وصعوبات في الانتاج والتسويق نتيجة الحرب على سورية تدخل المؤسسة العامة للانتاج الاذاعي والتلفزيوني الموسم الدرامي لهذا العام بخمسة أعمال درامية جاهزة للعرض مع التجهيز لتصوير عمل سادس في رمضان القادم اضافة لاعمال تحت الدراسة والاعداد لتكون على خارطة عمل المؤسسة لعام 2016 .
وعن ظروف عمل المؤسسة في العام السادس للأزمة التي نعيشها قالت مدير عام المؤسسة ديانا جبور في حديث لسانا “أثرت زيادة ميزانية المؤسسة مؤخرا ايجابا على كم الأعمال التي ننتجها سنويا لكن التسعيرة الخاصة بأجر الفنانين التي تعمل بها المؤسسة منذ تأسيسها والتي كانت تعتبر ريادية باتت تعاني اليوم من القصور مقارنة مع الاجور التي تدفعها شركات الانتاج الدرامي الخاص في سورية والدول المجاورة” مشيرة إلى أن المؤسسة تعمل حاليا على تعديل هذه الاجور.
ولفتت إلى أن هناك عقبات ما زالت تظهر في وجه توزيع الاعمال الدرامية المنتجة من قبل المؤسسة سنويا على القنوات الفضائية العربية ما دفع الى التعاون مع شركات القطاع الخاص هذا العام عبر عملين مبينة أن هذه العقبات تعاني منها اغلب شركات الانتاج السورية مع عدم وجود مرونة لدى الموزعين مما دفع اغلبية الشركات لتأجيل عرض اعمالها بعد الموسم الرمضاني للحصول على فرص عرض افضل وبمردود اقتصادي أكبر.
وعن الجدوى من شراكة المؤسسة مع القطاع الخاص أوضحت بأنها تهدف لتحقيق عائد اقتصادي اكبر من خلال زيادة عدد الاعمال المنتجة والاستفادة من قدرة المؤسسة في تقديم شرط انتاجي بكلف اقتصادية قليلة وفي المقابل الاستفادة من قدرة هذه الشركات في الوصول الى تسويق وتوزيع افضل للأعمال على القنوات الفضائية العربية.
وانتجت المؤسسة لهذا العام خمسة أعمال سيتم عرض اثنين منها خلال شهر رمضان هما “نبتدي منين الحكاية” من تاليف فادي قوشقجي واخراج سيف الدين سبيعي و”بلا غمد” من تأليف عثمان جحى ومؤيد النابلسي واخراج فهد ميري على ان يتم ايجاد فرص عرض مناسبة لبقية الاعمال وهي “أيام لا تنسى” من تأليف فايزة علي واخراج أيمن زيدان ولست جارية من تاليف فتح الله عمر واخراج ناجي طعمي وزوال من تاليف يحيى بيازي وزكي مارديني واخراج
احمد ابراهيم أحمد إضافة لعمل سادس سيبدأ تصويره في رمضان بعنوان “أزمة عائلية” من تأليف شادي كيوان واخراج هشام شربتجي.
وعن ذلك قالت جبور “عملنا في المؤسسة ليس قائما على انتاج الأعمال للموسم الرمضاني إنما نحاول الحصول على العرض الانسب واللائق بما ننتج لتسويق اعمالنا بالأجر والوقت والشكل الانسب بعيدا عن منافسات الكرنفال الدرامي الرمضاني”.
وتحدثت جبور عن اسباب تزيد من عقبات الانتاج الدرامي السوري عاما بعد آخر واولها مغادرة الكوادر الفنية من فنانين وفنيين الى الخارج للعمل باجور عالية وهذا اثر على رفع أجور من يعمل في الدراما المحلية لأرقام كبيرة مما حمل ميزانية الانتاج اعباء اضافية لافتة إلى أن الدرامات العربية استفادت من الخبرات الدرامية والفنانين السوريين فتطورت وزاد عدد انتاجاتها السنوية ما أثر على حصة الاعمال الدرامية السورية على خارطة اغلب القنوات العربية.
وقالت جبور “ترفض عدد من القنوات الفضائية التي تمولها أنظمة متورطة في الحرب على سورية شراء اعمال درامية سورية معاصرة تحمل فكرا مخالفا لما تسوق له هذه القنوات والأنظمة التي تدعمها وان قبلت في بعض الاحيان بشراء الاعمال البيئية البعيدة عن الحدث السوري” معتبرة أن غياب المعايير التي تنظم عمل المنتجين والموزعين للدراما السورية واستسهال إنتاج أعمال هزيلة والمضاربة غير الايجابية بين الاعمال المنتجة أثناء تسويقها عاد بالضرر على صورة الدراما السورية ككل.
وجددت جبور مطالبتها بايجاد جهة مشتركة بين القطاعين الحكومي والخاص لضبط نوعية وسوية الانتاج الدرامي السوري كي لا يتم تشويه صورة الدراما السورية عبر انتاج وتسويق أعمال هزيلة فنيا وفكريا وتقديمها للخارج على انها تمثل الدراما السورية وإحداث هيئة او مجلس للموزعين السوريين يعمل على تسويق الأعمال الدرامية السورية للخارج بشكل مناسب ولائق ومجد اقتصاديا بشكل مخطط ومدروس.
ودعت جبور إلى إقامة صندوق لدعم الانتاج الدرامي المميز تقوم على ادارته لجنة من الكفاءات ليقدم التمويل اللازم للاعمال التي تحمل موضوعا حيويا يخدم الوطن بهدف استمرار تميز الدراما السورية وكي لا تنجر نحو الخبو والاضمحلال مع الوقت امام ما تواجهه من تحديات تزداد عاما بعد عام حسب تعبيرها.
ولفتت جبور إلى أن عددا كبيرا من النجوم السوريين الذين عملوا مع المؤسسة تعاونوا في مسالة الاجور فكانت اقل مما يمكن ان يتقاضوه مع القطاع الخاص داعية النجوم السوريين الى الاستمرار في تعاونهم مع المؤسسة لأنها جهة وطنية ووجودها يحمي بقاء الدراما السورية واستمرارها.
واوضحت جبور ان الكثير من الفنانين السوريين خلال مشاركتهم بأعمال للمؤسسة تعرضوا لمخاطر جراء تصوير العديد من المشاهد في مناطق ساخنة حيث تعرضت مواقع التصوير لقذائف التنظيمات الإرهابية المسلحة معتبرة أن مشاركة هؤلاء شكلت حالة تحد وعكست قدرتهم على العمل والدفاع عن الوجود والهوية الانسانية والفنية السورية في وجه ما يتعرض له بلدنا من حرب وتدمير وارهاب.
وختمت جبور حديثها بالقول “الاستجابة لكم التحديات التي تواجه الدراما السورية اليوم يكون بوسائل جديدة في التعاطي مع الانتاج الدرامي وتسويقه عبر اعتماد السوية الفنية والفكرية العالية وتقديمها بالشكل اللائق بها في ظروف وشروط عرض جيدة على القنوات العربية في المستقبل ليكون التفاؤل بمستقبل افضل للدراما السورية مشروعا والا سنصل لوقت نحتاج فيه لقرع جرس الانذار لانقاذ الدراما الوطنية”.