سنجعل الجولان في قلب سورية” عنوان المعرض التوثيقي الذي أقامته مديرية ثقافة دمشق في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة اليوم بإشراف الموثقين يوسف بريك هنيدي والدكتور رائق شعلان والاعلامي سمير أبو صالح الذين عقدوا ندوة عقب المعرض تحدثوا فيها عن أهمية موقع الجولان الاستراتيجي وعن تاريخه المقاوم.
وتضمن المعرض الذي يفتح أبوابه للزوار حتى يوم الخميس القادم في صالة المركز مجموعة من الوثائق النادرة ومنها وثيقة عمرها أكثر من قرن تكشف عن مطامع الفكر الصهيوني بالأرض العربية وفي الجولان تحديدا وعدد من المنتجات الحرفية في هذه البقعة مثل خنجر صنعه أبناء مجدل شمس منذ ستين عاما ومقلاع وحجر من هذه البلدة بالإضافة الى بعض الخرائط والوثائق التي تعود إلى فترة الاحتلال العثماني وشهداء الجولان آنذاك وصور تظهر نشاطات أبناء القنيطرة التربوية والرياضية.
وفي تصريح لـ سانا الثقافية قال توفيق الامام معاون وزير الثقافة “هذه الفعالية وعنوانها تأكيد بأن السوريين سيتابعون نضالهم رغم الحرب الإرهابية حتى يصبح الجولان في وسط سورية وأنهم لم ينسوا هذه الأرض وسيناضلون لتحريرها من براثن الاحتلال الاسرائيلي بعد القضاء على الارهاب” مبينا أن المعرض يتضمن وثائق وصورا مهمة مع أسماء القادة التاريخيين الذين سطروا معارك النصر في طرد المستعمر الفرنسي ومن قبله العثماني.
وأوضح الموثق يوسف بريك هنيدي صاحب فكرة المعرض أنه يعكف على جمع وتوثيق كل ما يتعلق بالجولان منذ احتلاله عام 1967 وجاء المعرض كرد على إقدام سلطات الاحتلال الصهيوني على عقد اجتماع وزاري استفزازي في الجولان المحتل مؤكدا أن الشعب السوري ما زال مصمما على تنفيذ الشعار الذي رفعه القائد المؤسس حافظ الأسد.
وتحدث هنيدي في الندوة التي أعقبت المعرض عن الجوانب التاريخية والجغرافية للجولان المحتل كمكان يتمتع بموقع استثنائي وغير عادي فهو جسر وممر للتواصل بين العرب في مشرق ومغرب الوطن العربي.
بدوره قال الدكتور رائق شعلان المختص في قانون الدولة إن “أهمية المعرض التوثيقي والندوة تكمن في التأريخ لهذا الجزء المحتل من سورية كجزء أصيل من اراضي هذا الوطن وأن أبناءه سوريون لهم تاريخهم النضالي والمشرف وما زالوا صامدين بوجه الاحتلال الاسرائيلي فضلا عن تجسيد جوانب من ملاحم نضالهم من خلال الوثائق الوطنية التي سطرها أهلنا في الجولان المحتل بعد قرار الكيان الصهيوني ضمه والذي رفضه الجولانيون بالمطلق وحرموا التعامل مع الاحتلال والتجنس بجنسيته ونبذ كل من يخرق هذه الوثائق”.
بدوره أوضح الاعلامي سمير أبو صالح أن الهدف من هذا المعرض تسليط الضوء على مقاومة أبناء الجولان المحتل وتصديهم للصهاينة مبينا أن المعرض يسلط الضوء على بعض الوثائق التي كان الأهل في الجولان أصدروها خلال سنوات الاحتلال التي عكست رفضهم للهوية الاسرائيلية وعمق انتمائهم الوطني إضافة لوثائق كتبت بخط اليد وخرائط توضح بشكل دقيق تموضع الاحتلال الاسرائيلي في الجولان وأخرى تؤكد أنه جزء لا يتجزأ من سورية.
وتحدث أبو صالح عن الصعوبات التي واجهتهم خلال جمع الوثائق فقال “بالرغم من الحصار المشدد الذي يفرضه العدو الاسرائيلي على الأهل في الجولان المحتل تمكنا بوسائلنا الخاصة وبالتعاون مع الاهالي من الحصول على هذه الوثائق”.
وتناول أبو صالح في الندوة الموقف النضالي لأهلنا في الجولان من خلال التصدي للاحتلال ودور الاهالي في المقاومة الحقيقية بالتواصل مع الوطن الام سورية ومع الاشقاء في فلسطين المحتلة.