من الشعر إلى الموسيقا فالمسرح تنوعت فعاليات المهرجان الثقافي الثالث الذي أقامته مجموعة كلمات تحت عنوان “ثقافة من أجل وطن” بالتعاون مع هيئة دار الأسد للثقافة والفنون في دار الأوبرا بدمشق.
وألقى مدير مجموعة كلمات علي السمان نصا أدبيا انتقد فيه المؤامرة والحرب الإرهابية التي تشن على سورية وما خلفته من معاناة لأبناء الشعب السوري منوها بصمود السوريين في مواجهة المؤامرة.
بدوره قال مدير المنتديات في المجموعة محمد القدة إن “الهدف الأسمى الذي تسعى إليه مجموعة كلمات هو تنمية المواهب والعمل من أجل ثقافة اجتماعية ووطنية تكون رافدا بنيويا للمؤسسات الثقافية الرسمية”.
وعبرت لينة نويلاتي في نثريتها الفنية عن عاطفة أنثوية تذهب وفق رؤية شفافة إلى العلاقات الاجتماعية السامية فقالت في نص بعنوان “خذ بيد المطر”:
“أطلق أنت صوتك .. ومزق خيوط العناكب .. في حنجرتك ..
تلك هي خارطة الطريق .. تسألني عن الحب في بلادي”.
وجاءت قصيدة الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق والتي حملت عنوان “عروس الليل” معبأة بالعاطفة والشجن والانتماء إلى الوطن على تفعيلات البحر الكامل التي ذهبت مع عواطفه ودلائله إلى حب كبير لسورية وعاصمتها فقال:
“هذي عروس الليل تغرب وحدها .. وتميس بين أصابعي وحناني
ليل يراشق بالندى نافورة .. لما توضأ فجره بدناني
لليل طعم النور هدل حمامة .. كل الشآم من الشآم تراني”.
وفي نص تراتيل النزوح للشاعرة هناء العمر ظهر التعلق بالوطن والدعوة إلى البقاء على ارضه وذلك عبر عاطفة حزينة لا تخلو من الأمل.
“اهد ماضيك للنسيان..وامضِ بعيداً دونما رفيق لمجهول مدلهم ..وحظك العاثر ..لتقضمَ حصتكَ من رغيف التسكع..صارع الأمواج إلى أن يبتلعك ..فمُ البحرِ او يلفظك أيها الغريب.. فالعواصم تنتظرك لتعفرَ شوارعها ..بأقدامِ امتهانك وتعلقَ على مشجبِ عنقك ..معاطفَ الحرمانِ ..الرغبات”.
وقدم الفنانون رانيا تفوح ومؤيد خباز ولارا عياش اسكتشا مسرحيا بعنوان خذلك سحبة تأليف مؤيد خباز يعالج حالات اجتماعية سلبية بأسلوب ساخر كما قدم أحمد الأسود ومؤيد خباز اسكتشا مماثلا بعنوان صدفة تأليف خليفة عموري يذهب إلى الانتماء للوطن والحرص عليه والبقاء فيه وعدم مغادرته مهما قست الظروف.
وقدمت خلال المهرجان نصوص ومحاولات أدبية وشعرية لقصي البابا وهداية طعمة وطارق بغدادي والطفلة فينوس الحسن ودلال الصالح وماهر محمد وأدت المغنية نيرمين شوقي مجموعة من الأغاني الوطنية المتنوعة باللغة الفصحى واللهجة المحكية ترافقها فرقة موسيقية مؤلفة من مجموعة العازفين الشباب كما قدمت فرقة الرقص الشركسي للشباب عددا من الشرائح الفنية التي تقدم التراث الشركسي الأصيل كما غنى زاهر الرفاعي أغنية بعنوان وطني حبيبي.
وفي الختام قدم الكتاب أريج قريوط وسمر كلاس وأنس دعبول وإيمان موصللي وريما لوستان وعطر الزعبي وديانا حسن ومحمد عبد القدة ونجلاء علي وعلي السمان ووفاء الحافظ وإيمان بركات وهالة القدة ونجوى هدية وشيرين حبش اسكتشا شعريا يحمل في معانيه محبة الوحدة والأمل بوعي الشعب العربي ليحارب المتآمرين ويجتمع ويقف إلى جانب سورية.
ذهبت كل المشاركات الفنية في المهرجان إلى ارتقاء في الحس الوطني والاجتماعي وتنمية التمسك بالأرض وحقق أغلبها نجاحا فنيا سواء كان على صعيد العزف أو الغناء أو التمثيل وبعض الشعر الذي كان في مقدمة المهرجان إلا أن هناك نصوصا لم تحقق حضورا معنويا أو فنيا أو اجتماعيا وظلت تتحرك في مسارات الكلام العادي والذي لم يصل إلى أي مستوى فني.