يواصل مهرجان المسرح الجامعي في اللاذقية تقديم عروضه المسرحية حيث قدمت بالأمس ثلاث مسرحيات هي العرس وبيت بلا شرفات وهيئة المحلفين.
مسرحية العرس التي قدمتها فرقة المسرح الجامعي بالسويداء على خشبة المسرح القومي باللاذقية من تمثيل أسامة نور وكناز أبو سعدة وبإشراف المخرج المسرحي رفعت الهادي.
بدورها فرقة المسرح الطلابي التابعة لجامعة البعث قدمت عرضا بعنوان “بيت بلا شرفات” على خشبة ثقافي جبلة استمر لمدة ساعة ونصف الساعة تميز بعمق الفكرة وحسن أداء الممثلين وفكرة العمل مستوحاة من قيم المجتمع الذكوري الذي يحكم بعض الأسر ما يعيق إرادة الحياة والانطلاق الذي يرتفع بالمرأة إلى مكانتها بتكبيلها بعادات وموروثات بالية تفقدها حقها في العيش الحر الكريم.
وذكر حسين ناصر المشرف على العمل أن “بيت بلا شرفات” للكاتب هشام كفارنة عمل جماعي يظهر براعة أداء الممثلين إضافة إلى دور المؤثرات المسرحية من إضاءة وموسيقا ولباس مميز منحت العمل رونقا خاصا معتبرا أن استمرار المهرجان رغم الظروف الصعبة التي تمر بها سورية دليل على انتصار إرادة السوريين في مواجهة الإرهاب.
وعلى خشبة دار الأسد للثقافة نال العرض المسرحي هيئة المحلفين تصفيقا حادا من قبل الجمهور بعد الأداء المتميز الذي قدمه ممثلو العمل من المكفوفين في لجنة الاحتياجات الخاصة بجامعة دمشق الذين استطاعوا الإمساك بخيوط العرض بشكل كامل ونجحوا في إيصال فكرته المأخوذة عن نص أمريكي بعنوان “اثنا عشر رجلا غاضبا” لريجينالد روز وأخرجته وهاد سليمان.2
وتتحدث المسرحية عن ثمانية محلفين في محكمة يجمع سبعة منهم على تورط شاب بقتل والده ليعترض أحدهم ويصر على البحث في حيثيات القضية بشكل اعمق كي لا يظلم الشاب وينجح في ذلك ما يثبت مفهوم عدم التسرع في الحكم على الآخرين وتبني أحكام ظالمة ضدهم.
وقالت رولا المحمد رئيسة لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة بجامعة دمشق “إن اللجنة تهتم بالنشاطات الفنية والرياضية والمعلوماتية بإشراف ودعم الاتحاد الوطني لطلبة سورية إيمانا بقدرة هذه الشريحة على اعطاء افضل ما لديها عندما تسنح لها الفرصة”.
وتابعت “أنشأنا هذه اللجنة في الأزمة لنؤكد رغبتنا بتجاوزها واخترنا إطلاق أنشطة فنية تترجم الأهداف التي نعمل لأجلها وتم تقديم مسرحية “هيئة المحلفين” في دمشق لثلاثة عروض متتالية تميزت باعتمادها على جعل المكفوفين يقومون بأداء دور الأصحاء بعد أن اعتاد الجمهور على رؤية العكس على أن تكون هناك مشاركة أوسع في أعمال قادمة لأصحاب إعاقات بصرية وسمعية وحركية ليقدموا أنفسهم على خشبة المسرح”.
من جهته أوضح الممثل وسيم كناكرية أن جميع الممثلين خضعوا لدورة اعداد ممثل صقلت موهبتهم واعطتهم المفاتيح اللازمة ليقدموا أنفسهم أمام الجمهور لافتا إلى التركيز على تنمية خيال الممثلين والاعتماد عليه لترجمة العمل جسديا بأسلوب صحيح يناسب قدراتهم الفنية.
وأضاف “مثلت دور رئيس هيئة المحلفين في العرض” مشيرا إلى أن مخرجة العمل قامت بتنفيذ دراماتورجيا مناسبة للنص بحيث يكون ملائما للبيئة السورية كما أفسحنا المجال للجمهور ليكون له رأي في نهاية العرض ويصبح العمل تفاعليا”.
أما المحلف رقم ثمانية اللاعب الرئيسي في تغيير رأي المحلفين والذي أدى دوره الممثل محمد عبدالكريم فأكد أنه اعتمد على لغة جسده وصوته لإيصال تفاصيل معينة يحتاجها الدور و لاسيما أن الموسيقا غائبة بشكل تام عن العمل الذي اعتمد على إمكانات الممثلين بالدرجة الأولى إضافة إلى توظيف الإضاءة في بعض المشاهد للدلالة على ارتفاع وتيرة العمل أو انخفاضه.
وأضاف عبد الكريم “كل شخص من المحلفين يتكلم من خلفية اجتماعية معينة تؤثر على رأيه ما يجعل الحوارات مفعمة بآراء مختلفة تسهم في مسار العمل التصاعدي ولعل انسجامنا معا كأصدقاء ساعدنا في نقل هذه الحالة إلى خشبة المسرح وتقديم العرض بالشكل الملائم فأنا كمكفوف لن أقبل بتقديم أداء متواضع يقول عنه النقاد أنه كاف قياسا لوضعي لكنني أسعى لجعل الجمهور ينسى أنني مكفوف ويركز على موهبتي التي امتلكها وإلا سأكون فشلت”.
يشار إلى أن مهرجان المسرح الجامعي بدورته الخامسة والعشرين الذي انطلق في محافظة اللاذقية الأحد الماضي تشارك فيه فرق مسرحية بـ 12 عرضا من مختلف المحافظات ويختتم فعالياته السبت القادم.