قدم المخرج سامر اسماعيل عرضه المسرحي ليلي داخلي مساء أمس على خشبة المسرح القومي بطرطوس ضمن احتفالات عيدي العمال والشهداء على أن يقدم عرضا ثانيا لجمهور المدينة الساحلية مساء اليوم.
وتأتي هاتان الامسيتان لليلي داخلي الذي عرض على خشبة مسرح القباني لاول مرة في آذار عام 2013 رغبة من مديرية المسارح والموسيقا بتحقيق مسرح جوال ينقل عروض العاصمة دمشق إلى مسارح المحافظات ويعرف الجمهور السوري على تجارب المسرح القومي بدمشق.
العرض المأخوذ عن نص خطبة لاذعة ضد رجل جالس للكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز تم تحويره تماما من قبل اسماعيل ليكون محاكمة قاسية لمجموعة قيم إنسانية فاسدة وكاذبة طفت على سطح المجتمع السوري خاصة خلال الأزمة التي نعيشها فبدأ بتشريح هذه الامزجة الفاسدة من المدعين لمجموعة من القيم الاجتماعية والانسانية والمعزولة عن الواقع الحقيقي لما يجب أن يكون عليه الإنسان ابتداء من حياتها الخاصة وصولا إلى ممارساتها بالنضال الوهمي من فنادق الخمس نجوم في الخارج.
ساعة من الزمن كانت كافية ليستطيع اسماعيل أن يعيد الأمور لنصابها الحقيقي عبر نزع اوراق التوت الواحدة تلو الأخرى عن عورات طبقة مدعية متملقة تظهر للناس بثوب الفضيلة والعلم والفكر والتحرر والنضال عبر المنابر الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي وهي في الحقيقة غارقة حتى أذنيها بالعار والرذيلة والكذب والفساد مما يوصف بحرفية الفنان الذكي لحال البلد التي آلت اليه نتيجة تصدر هذه الطبقة لواجهة الاحداث وممارسة دورها التخريبي اللا اخلاقي لصالح اهوائها وغرائزها ومصالحها الخاصة الدنيئة المرتبطة بطريقة ما بالخارج ضد مصلحة الوطن والمواطن.
ارتكز العرض بشكل اساسي على أداء الممثلة روبين عيسى المحترف والعالي والذي استطاع أن يبقى ممسكا بخيط العرض مشدودا حتى النهاية دون أي خلل وهي التي لم تتوقف لحظة عن الانغماس في شخصية وداد الضحية والشريكة في الجريمة في آن معا إلى جانب الخلفيات من الصور والفيديو والموسيقا والأغاني التي أعطت بعدا سينوغرافيا جديدا على الخشبة السورية عموما وساهم في إضافة جميلة للعرض وكمل الصورة المراد إيصالها.
عن تقديم العرض لجمهور طرطوس قال اسماعيل معد ومخرج ليلي داخلي في تصريح لسانا..إن تقديم عروض المسرح القومي بدمشق في المحافظات يبقي المسرح السوري على قيد الحياة رغم الظروف الصعبة التي نعيشها ونحن اليوم في طرطوس لاتاحة الفرصة لأكبر شريحة من الجمهور لمشاهدة العرض مبينا أن هذا التوجه لدى المديرية جاء ليكون الجمهور في المحافظات على تواصل مع انتاجات هذا العام والاعوام التي سبقته.
وأضاف اسماعيل..إن عرض ليلي داخلي يتضمن محاولة لتضافر عدة فنون لها علاقة بالفوتوغراف والفيديو والسينما لتكون في بيئة العرض وليست تزيينية فقط وهذا ساهم في تقبل الجمهور له في كل العروض التي قدمناها ابتداء من خشبة مسرح القباني مرورا بالمسرح القومي باللاذقية ومهرجان قرطاج المسرحي بتونس ومهرجان المسرح العربي بالشارقة وصولا اليوم إلى طرطوس ومن بعدها إلى مهرجان مالمو المسرحي في السويد خلال هذا الشهر.
وأكد اسماعيل أن مهمة أي فنان سوري اليوم أن يكون مع الناس ويقدم لهم نتاجه ويقترب منهم بكل شرائحهم المتعددة وأن يسعى إليهم أينما وجدوا موضحا أن هذا مطلوب من المسرحيين بشكل خاص من خلال تقديم العروض في كل المدن السورية وعدم الاكتفاء بالعرض في العاصمة.
بدورها عبرت بطلة العرض عيسى عن سعادتها بتقديم العمل على خشبة المسرح القومي بطرطوس وقالت..إن حالة الجمهور المتلهفة للعرض والمتفاعل معي في كل لحظة ساعدتني لاسترجاع ذاكرتي والتورط من جديد في المسرحية مضيفة إنه رغم أن آخر عرض للعمل كان منذ عام ولم يتم التحضير سوى لبروفتين قبل العرض ورغم التعب من السفر إلا أن النتيجة كانت جيدة واحبها الجمهور.
واعتبرت عيسى أن عرض ليلي داخلي كعمل مسرحي عربي وحيد سيكون في مهرجان مالمو المسرحي فرصة ليقف فريق العمل على خشبة المسرح ويقول للعالم هذا هو الفن والمسرح السوري القادر على الحضور في أهم المحافل الثقافية في العالم رغم الحرب المدمرة على بلدنا.
يذكر أن مسرحية ليلي داخلي من إنتاج وزارة الثقافة مديرية المسارح والموسيقا المسرح القومي بدمشق بالتعاون مع تجمع أشجار المسرحي وهو من إعداد وإخراج وسينوغرافيا.. سامر محمد إسماعيل ومن بطولة روبين عيسى وبسام البدر دراماتورج الروائي خليل صويلح لوحة العشاء الأخير للفنان السوري العالمي بديع جحجاح تصميم الإضاءة.. نصر الله سفر تصميم الديكور .. زهير العربي، تصميم التقنيات والفيديو والخدع البصرية أدهم سفر، مكياج..سلوى عطا الله، مخرج مساعد سوزان سلمان، مساعد مخرج.. نوفل حسين، تصميم ملابس.. ميرال ديرأركليان..موسيقا..بديع صنيج.. تنفيذ صوت.. شادي ريا مدير منصة.. حسين إبراهيم، ليندا منير حمود، مسؤول إكسسوار هيثم مهاوش، مشاركة تمثيل.. هنادي كحيلة تصميم الفوتوغراف والإعلان.. بسام البدر، فوتوغراف.. غياث حبوب،أشرف زينة.