يثير معرض الربيع السنوي للشباب المقام حاليا في المركز التربوي للفنون التشكيلية بدمشق تساؤلات المهتمين بالفن التشكيلي عم اذا استطاع المعرض أن يقدم صورة صحيحة عن انتاج الفنانين الشباب تحت سن الأربعين للعام الحالي 2012 وما هي المعايير التي اختارت على أساسها لجنة التحكيم 144عملا للعرض فيما رفضت الأعمال الباقية من أصل 245 عملا تقدم به فنانون اكاديميون وهواة من دمشق والمحافظات بمعدل عمل واحد لكل مشارك.


الفنان موسى نعنع شارك بلوحة طبيعة صامتة قياس متر بمتر على القماش يرى ان المعرض على درجة كبيرة من الأهمية فهو يعطي فكرة عامة وصورة واضحة عن مواهب الفنانين الشباب ويقدم لهم فرصة مهمة ليظهروا أعمالهم سواء كانوا أكاديميين أم هواة 00 ويعتبر أن اختيار اللوحات من قبل لجنة التحكيم كان موفقا بشكل عام.

ويطالب نعنع بضرورة أن يكون هناك أكثر من معرض في العام وان يتم التركيز على ورشات العمل باشراف فنانين وخبراء أجانب وان يكون هناك نشاط مكثف لمديرية الفنون الجميلة يتناسب مع المستوى المتطور الذي وصلت اليه الحركة التشكيلية في سورية.

أما عماد حباب الذي شارك بلوحة اسمها دلال قياس 50 ضرب 70 فبالرغم من أن لوحته قبلت يرى أن لجنة التحكيم يجب أن تكون فيها محاكمة عادلة ونقاد حقيقيون يمتلكون مقومات معينة ونظرة ثاقبة في الحكم على العمل الفني منتقدا وجود بعض الاداريين في اللجنة.


وقال..إن المعرض يؤكد وجود حراك تشكيلي شبابي ولكن لا يعبر عن كل الكفاءات والمواهب في سورية بسبب عزوف البعض عن المشاركة بالمعرض لعدم اقتناعهم بالالية التي ينتهجها.. وبالمجمل فان المعرض لهذا العام لم يكن مشجعا من حيث مكان وطريقة العرض التي تعتمد على الحواجز بين الأنواع الفنية ما يضيق مجال الرؤية.

وشارك علي سليمان مدير الصالة التابعة لوزارة التربية والمشرف على تنسيق المعرض بلوحة عنوانها "إيقاع الخيال" بالوان الأكريليك قياس 150 ضرب150 حاول ان يقدم فيها شيئا جديدا بألوان صريحة وعناصر متعددة وخامات خشبية وحبال القنب والخيش وعجينة الكرتون وبعض المسامير.

ويقول إن المعرض يضم أساليب متنوعة وتجارب جديدة ما يجعله مميزاً عن المعارض السابقة..مشيرا الى أن المكان الجديد للمعرض في حي التجارة أفضل من المكان الذي كان يقام فيه وهو خان أسعد باشا.. فلوحات الشباب بحاجة الى معاملة خاصة وعرضها في ذلك المكان الأثري يشتت بصر الزائر اضافة الى عدم امكانية وقوف السيارات في دمشق القديمة.

وأوضح أن تقسيم الصالة كان بهدف فصل النحت عن التصوير وإعطاء مجال لكل لوحة بعيدا عن الأخرى كما تمت الاستفادة من الجدران الاستنادية لعرض اللوحات.

ولفت سليمان الى أن المعرض الذي يستمر الى اخر الشهر الحالي يفتح أبوابه يوميا من التاسعة صباحا الى التاسعة مساء بما فيها أيام العطل مشيرا الى ان المعرض يلقى اقبالا من الفنانين وطلاب الفن والمهتمين.


نور إحدى المتقدمات للمشاركة في المعرض والتي رفضت لوحتها دون ذكر السبب تقول لوكالة سانا ان المعرض ضم أعمالا ذات مستوى جيد ولكن بالمقابل كان هناك الكثير من الأعمال التجارية وليست بالمستوى المطلوب وهذا ماجعلني أشعر بالاحباط اذ ان لوحتي التي رفضت هي أفضل بكثير من هذه الأعمال.

وانتقدت نور قبول لجنة التحكيم بلوحة مأخوذة عن مشروع التخرج لأحد الطلاب في كلية الفنون الجميلة وقبول لوحة اخرى قديمة وقالت إن معايير الاختيار لدى اعضاء لجنة التحكيم تعود للمحسوبيات كما ان احد اعضاء اللجنة هو تاجر لوحات.

أحد المتقدمين رفض ذكر اسمه كونه لايزال طالبا في كلية الفنون تقدم بعمل بورتريه معاصر خارج عن الواقعية بقياس متر ضرب 70 اكريليك لكن اللجنة رفضته دون ذكر السبب أيضا علما أن اساتذته في الكلية الذين هم أعضاء في اللجنة كانوا قد أثنوا على العمل حسب قوله منتقدا كون معظم أعضاء اللجنة من كبار السن الذين لا يتقبلون الحداثة ومازالوا مؤطرين ضمن المدارس التشكيلية القديمة.. وبالمجمل فان المعرض يضم أعمالا متنوعة بين الجيد والسيىء.

ورداً على الانتقادات يرى أكثم عبد الحميد مدير الفنون الجميلة أن الأعمال التي تم قبولها كلها أعمال جيدة ولا يقبل العمل الا بعد تصويت أعضاء اللجنة المشكلة من قبل وزارة الثقافة والمكونة من تسعة أعضاء يمتلكون الخبرة في النقد والتقنيات التشكيلية وهم صفوان داحول, محمد الوهيبي, سعد القاسم, طلال معلا, فؤاد دحدوح ,عهد رجوب, حيدريازجي, أكثم عبد الحميد, علي القيم.


وقال ان الفن هو خارج حدود الأنظمة والقوانين ولكن لابد من وجود لجنة تضع حدا أدنى من المعايير00ولا يحق لنا ان نصنف العمل الفني بين سيئ وجيد ولكن العمل الجيد يفرض نفسه على الجميع فيما يثار الجدل حول العمل الوسط ودون الوسط وهنا يبرز دور أعضاء اللجنة وثقافتهم التقنية والتشكيلية واراؤهم ومزاجيتهم.. ولاتستطيع اللجنة تبيان سبب رفض كل لوحة على حدة ويكفي القول أن الأعمال المرفوضة رفضت لسوء التقنية والتشكيل00وهي أعمال لاتستحق العرض.

وبالنسبة لأعضاء اللجنة المتقدمين في العمر يقول عبد الحميد إن التجديد ليس مرتبطا بالعمر فهم أكاديميون ويفهمون معنى التجديد.. مؤكداً أن معرض الربيع لهذا العام كان من أحسن المعارض بشهادة الجميع.