سيريانديز - سومر إبراهيم
رغم الملمات التي عصفت بالمجتمع السوري لم يتوقف عن إنجاب وتخريج الكفاءات والمبدعين في كافة المجالات وضخ دماء جديدة شابة في عروق الجسد الأم برغم النزيف الكبير الذي أصابه .
كفاءات شابة أبت إلا البقاء على أرض الوطن تقاوم بعملها وإصرارها على الحياة كل بحسب اختصاصه ... ولأن للفن في سورية تاريخ وعراقة وأصالة كان له نصيب كبير من الاستهداف الخارجي وبنفس الوقت كذلك النصيب الأكبر في الحفاظ على تماسكه وبقائه بفضل رواده في كافة الأعمار وخصوصاً الجيل الجديد الذي يمتلك كل مقومات النجاح والنجومية والذي اثبت وجوده في أصعب الظروف وأحلك الليالي التي مرت على سورية .
رشا رستم فنانة سورية شابة من حلب الشهباء حملت من اسمها نصيب فكانت في واحة الفن ظبية في الجمال  وشجرة شامخة مورقة أغصانها تمنح الجمال والظل لكل من يعمل معها ويراها ....موهبتها قوام نجاحها ... ومعاناة مدينتها الجريحة كانت دافعا لإثبات وجودها في عالم الفن ناقلةً رسالة فحواها البقاء والعطاء التي تعودنا عليه من حلب .
سيريانديز حاور الفنانة و سلط الضوء على تجربتها ومسيرتها الفنية : فحول بداياتها في الفن تحدثت رستم :
درست الأدب الإنكليزي في جامعة حلب وبدأت أول أعمالي الفنية على المسرح القومي في 2007 حيث لعبت أدواراً عديدة منها  مسرحية / السيد / إخراج الدكتور وانيس بندك بدور شيمين وهي فارسة تقع في صراع بين الحب والواجب ، ومسرحية / الرجل الذي رأى الموت / إخراج كريكور كلش ، وفي مسرح الأطفال عملت بمسرحية / ماما وبس / ومسرحية / صغار بس شطار / ، وأضافت يستهويني المسرح كثيراً ، أجد فيه نفسي أشعر أنه عشقي وأتقمص الشخصية كأنها أنا ... ففي حياتي الجامعية كنت استمتع بأي عمل مسرحي أقوم به على مسرح جامعة حلب وهذا الأمر ساعدني على الدخول في عالم الفن ونمّى موهبتي .
تتابع رستم بعد أن بدأت الأزمة وبدأ الإرهاب يضرب حلب اضطررت لمغادرة المدينة العريقة المدينة المزروعة داخلي وقصدت العاصمة وهنا كانت مرحلة جديدة ومفصلية في حياتي نالت مني المعاناة فيها منالها  ... ودخلت دوامة الصراع بين البقاء الذي هو الفن بالنسبة إلي وبين الخوف من الفشل وعدم إثبات الذات ، وبدأت في دمشق بالأعمال الإذاعية مع أشخاص عملت معهم في حلب ، وبعدها عملت مع المخرج جود سعيد في فلمٍ سينمائيٍّ اسمه / بانتظار الخريف / بدور كوتش فريق الاتحاد الحلبي ، وعندي مشاركات بأعمال سينمائية أخرى منها / حب في الحرب / للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد ، و فيلم / فانية وتتبدد / لنجدت أنزور بدور أم وائل إحدى السبايا في سجون داعش والعمل مازال قيد التصوير ، وفيلم قصير / نوافذ مغلقة / من إخراج انتصار جوهر .
وعن تجربتها في الدراما تحدثت رستم قائلة :
عام 2015 هو عام الانقلاب الحقيقي في حياتي الفنية الدرامية حققت فيه نجاحات كبيرة حيث كانت أول تجربة لي في الدراما مع المخرج نجدت أنزور في مسلسل / تحت سماء الوطن / وهو عبارة عن ثلاثيات أخذت أدواراً في ثلاثة منها ثلاثية اليقين وعزيزة على بابا عمرو ، وفي /عناية مشددة / بدور سالي للمخرج أحمد إبراهيم أحمد ، وفي / شهر زمان / للمخرج زهير قنوع بدور نايا ، وفي / باب الحارة / الجزء السابع بدور هاجر اليهودية صديقة سارة حبيبة معتز ، وفي مسلسل / حرائر / بدور أمينة  ، وبعدها شاركت في مسلسل خان الدراويش للمخرج سالم سويد ، ومسلسل / العيلة / بدور سميحة ومسلسل / نبتدي منين الحكاية / بدور هديل  والأعمال لم تعرض بعد ، ومسلسل نيولوك بدور نور فتاة كانت مصابة بالصرع وهي مخطوبة دون أن تخبر خطيبها بمرضها والعمل من إخراج وسيم السيد ، ومسلسل حارة الأصيل من إخراج محمد معروف بدور عفاف ومسلسل الخان للمخرج نفسه بدور ابتسام ، وهناك أعمال أخرى بعضها في خواتم تصويرها وأخرى قيد الدراسة .
وعن رأيها في الدراما السورية خلال الأزمة قالت رستم :
سادت حالة ركود في الدراما السورية في بداية الأزمة وخاصة أن الكثير من الممثلين والمخرجين والمنتجين غادروا البلاد وحالة من التخبط سادت المجتمع الفني في الداخل ، بالإضافة إلى الانتاجات الخارجية بمشاركات سورية ، ولكن سرعان ما استعاد الوسط الفني نشاطه وحيويته بفضل القامات الكبيرة التي بقيت في البلد وجيل الشباب الذي اثبت وجوده خلال المرحلة السابقة ، وبما أن المجتمع في سورية مجتمع فتي مبدع ومتجدد فلا خوف عليه ، وأنا برأيي الشخصي لا خوف على الدراما السورية بوجود مخرجينا وفنانينا وفنيينا .