تناقضاتها أبرز سماتها، عنادها يسيطر على تصرّفاتها، أحلامها أكبر من أيامها، حياتها لا تقاس بالطول والعرض والسنين، إنما بمرات التحدّي والجرأة التي عاشتها، والوجع الذي عانته تحوّل مع الأيام إلى وقود لمشاعرها.
إنها الفنانة إلهام شاهين خلطة الدهشة والحضور والإثارة والتوابل والتجارب والمشاعر والحكايات.
تصف نفسها عندما تتحدث وتقول : تكويني مليء بالتناقضات، في داخلي إنسانة ضعيفة، تنتابني أحياناً مشاعر فياضة من الحنان وأتحوّل أحياناً أخرى إلى إنسانة شرسة.
أكبر من سني
أشعر دائماً بأنني أكبر من سنّي لذا أصادق الأكبر مني سناً، في طفولتي لم أتصرّف على غرار باقي الأطفال، حتى والدي كان ينادي عندما يدخل البيت ويقول: {فين الكبيرة؟} مع أن عمري آنذاك لم يكن يتجاوز الـ5 سنوات.
أيمن أخي أصغر مني بعامين وإيناس وُلدت عندما كنت في الثامنة من عمري، أما أمير فبيني وبينه 16 سنة، مع ذلك شعرت دائماً بأنني أم لأخواتي ولأمي رحمها الله.
انني ضد ألهام شاهين
كانت لي الخطوة الأولى في الفن وعالم الأضواء عندما كنت في السابعة عشرة.طبعاٍ واجهت الكثير من الصعوبات في بداية مسيراتي الفنية كنت أرتبك عندما تصادفني المشاكل، إذ كنت آنذاك منطوية على نفسي، إلا أنني واجهتها وتحديتها لأحصل على حقي. كذلك سببت لي شخصيتي الخجولة معاناة داخلية مع نفسي، فإذا وجّه إليّ أحد إهانة لا أردّ عليه وكل ما أملكه ساعتها دموعي، اليوم أستطيع الردّ على كل من يسيء إلي، لم أعد البنت الناعمة المكسورة وأصبحت عنيدة حتى ضد إلهام شاهين نفسها.
/ فاهماك غلط /
الكثيرين يحكمون علي من النظرة الأولى يظلمني، لا بد من أن يتقرّب مني الشخص ويفهمني كي يعرفني، ربما ظلمتني ملامحي أو أدواري، لكن تختلف الإنسانة في داخلي تماماً، وكلما جلست مع أحد الأشخاص أسمع منه هذه العبارة: {ياه.. دانا كنت فاهمك غلط}.. عموماً أرى نفسي أضعف وأبسط من تصوّرات الكثيرين عني.
طبيب نفسي قال لي : انكم مجانين
طبعاٍ من المعروف أن كل شخص لديه عيوب فنحن لسنا رسول أو ملائكة حتى نكون بلا عيوب العيب الذي يشكل مشاكل كثيرة هو العناد كما أنني لست دبلوماسية وتسبقني صراحتي، لذا أخسر أشخاصاً قد أكون في حاجة إليهم. في بداية حياتي الفنية، تهاونت في حق نفسي بدافع الطيبة أو عدم التخطيط، وفي مرحلة أخرى سجنت نفسي في أدوار محدودة. أنا قاسية جداً على نفسي وأحاكمها على كل كبيرة وصغيرة. أسكت وأشعر بحزن عميق، عندما أتضايق ألتزم الصمت وغالباً ما ألتمس العذر لمن أساء إليّ. من الصعب أن أوافق على شيء من دون الاقتناع به.أي من النوع التي تحب التمرد وأنا من النوع الذي يصاب بالوهم سريعاً فإذا قلت لي: هل تريدين البكاء؟ أبكي فورا ًولقد قمت بزيارة لدكتور نفسي في فرنسا وظل يتحدث معي ساعة وهو يجهل أنني ممثلة، وعندما علم أنني نجمة ضحك وقال لي: {كلكم مجانين والمشكلة التي تعانين منها هي الجهد الذي أصاب جهازك العصبي نتيجة استخدامه بكثرة في تجسيد انفعالات متناقضة أرهقته وأصابته بنوع من التدمير}.
والدي
والدي رمزي في حياتي شخصيّته مميزة ثمة رجال تستطيع الحكم عليهم من النظرة الأولى كأنهم كتاب مفتوح، وآخرون من الصعب معرفة ما يدور في أعماقهم.
والدي كان إنساناً معتدلاً، لم يكن صديقي مثل أمي رحمها الله، لطبيعة عمله التي أجبرته على الابتعاد عنا، إذ كان مفتشاً في إحدى شركات البترول وكانت فترات جلوسه معنا نادرة.
ما يهمني بالرجل
الوسامة هي وسامة العقل قبل أن تكون وسامة الملامح أو الملابس، قد يتمتع رجل ما بالوسامة لكن طريقته في التعامل جافة ويفتقر أسلوبه في التعبير إلى الذكاء.
يهمني بالرجل الصدق، لأن الرجل الكذاب ضعيف، والضعف ليس من سمات الرجولة.
كان فارس أحلامي أيام طفولتي رشدي أباظة، و كان فارس أحلام بنات جيلي وأسطورة تجمع مفردات الرجولة كافة.
لا املك قصة حب ولا زواج ناجح
فشلت في زواجي مراراً لأنني لم ألتقِ الرجل الذي أختاره بنفسي، دائماً كان الرجل هو الذي يختارني فأوافق على اختياره وأتزوّجه وتكون النتيجة فشلاً ذريعاً. عموماً أشعر بأنني مصابة بخلل في شخصيتي العاطفية، ولم أنجح في عيش قصة حب حقيقية لأنني لم أختر صح! كان عنادي يقودني في التجارب العاطفية التي مررت بها، وكنت أكرر فشلي مع كل تجربة لكن بأشكال مختلفة.
فالزواج الناجح يحتاج إلى التفاهم، فهو أساس الحياة بين رجل وامرأة.ولكن للأسف لم يكن موجوداً فالشخص الأول الذي تزوجته هو عادل حسني كان يكبرني بسنوات ولم أشكّ لحظة واحدة في حبه لي أو حبي له، لكني أحببت عملي أكثر من حياتي الزوجية وفشلت في إرضاء زوجي على حساب فني فدفعت الثمن من استقراري.
أما زواجي الثاني فأنه لم يكن سرياً، كان أفراد أسرتي وأصدقائي يعرفون حقيقته، أما عدم الإعلان عنه فخشية حدوث أي مشاكل لزوجي، لأنه كان متزوجاً واتفقت معه على كتمان سر زواجنا عن الصحافة، مع أنني كنت على يقين بأنه إذا انكشف أمره، لن يكون فعلاً مشيناً لأنه شرعي وقانوني.مما سبب لي عقدة كبيرة من الصعب علاجها. كما أنني أهرب أن أكون زوجة وأماً.وأخاف {من بكره}، لا يوجد في داخلي أي إحساس بالأمان.من المعروف لا توجد امرأة لا تحتاج إلى رجل، لكني أشعر بأنني غير مؤهّلة لعلاقة عاطفية مستمرة وناجحة.
حلمي ان احول الى ....
حلمي في الدنيا أن امتلاك أظافر وأنياب لأعرف كيف أعيش. الوحش الذي يختبئ خلف ملامحي صنعته ظروف خارجة عن إرادتي، وبشر لم أكن أتمنى أن أقابلهم ومواقف وجدتُ نفسي أعيشها من دون أن أختارها.
