تزامناً مع مرور أربعين يوماً على رحيل الفنان السوري الكبير خالد تاجا وتكريماً له عرضت المؤسسة العامة للسينما فيلم "سائق الشاحنة" من بطولة الفنان الراحل وأول إنتاجات المؤسسة عام 1966 في صالة كندي دمشق مساء أمس.
واستذكرت أميرة تاجا شقيقة الفنان الراحل في كلمة لها أيام تاجا الأولى مع الفن وموهبته التي ظهرت مبكراً حين شق طريقه بنفسه منذ عمر الثامنة عشر ولفت الأنظار إليه فيما بعد ليلعب بطولة أول أفلام المؤسسة العامة للسينما.
وقالت أخت الفقيد.. لقد زرع خالد حبه في قلوب الجماهير فكل من عرفه أحبه فناناً ممثلاً ورساماً وأديباً وعملاقاً على الشاشة وكم من خسارة كبيرة برحيله علينا وعلى جمهوره في سورية والعالم العربي فهو فنان لا يعوض.
بدوره قال محمد الأحمد مدير المؤسسة العامة للسينما.. لم يكن خالد تاجا أنطوني كوين العرب لقد كان خالد تاجا العرب هو ابن الشام الطيب الرقيق الكريم المحب والمتسامح.
وذكر الأحمد مجموعة من الحوادث التي شهدها عن الراحل تاجا والتي تبين القيمة الأخلاقية العالية لدى الراحل ومحبته للآخرين وتواضعه.
وأضاف الأحمد.. لقد استحق خالد تاجا محبة الناس وتقديرهم حيث عمل منذ بدء حياته الفنية على خدمة شعبه ووطنه وجسد أدواره ليتجذر في وجدان الشعب العربي وقد كان بطلاً لأول فيلم أنتجته المؤسسة العامة للسينما حيث اختاره مخرج أجنبي للعب هذا الدور بعد أن وجد فيه ضالته لتأدية الدور المركب الصعب.
ويحكي فيلم سائق الشاحنة الذي شارك فيه ايضا صبري عياد وبسام لطفي وعبد اللطيف فتحي وهالة شوكت وبسام جبري واخرجه بوشكو فتشينكش قصة سائق فقير تضعه مفارقات الحياة الصعبة أمام خيارات يتقن التعامل معها بفضل شخصيته القوية وحنكته فيقدم الفيلم قراءة متمعنة لشخصية العامل البسيط القادر على رؤية وفهم الحياة كما لا يستطيع من هو أقدر منه مادياً وعلمياً.
بين الريف والمدينة وعلى طرقات طويلة تمشي شاحنة فريد "خالد تاجا" ليمر بدقائق عشق مع وردة ويقيم في بيت معلمه السابق متجاهلاً إغراءاته له بالزواج من ابنته ومتجاهلاً الإغواءات التي تمارسها زوجة صاحب العمل أمامه وعاملاً بجد ليحصل على حقوق غيره قبل حقوقه.
صورة سينمائية احترافية مبكرة يقدمها الفيلم فنرى كوادر واسعة ولقطات عامة وتتابع صور وحركة كاميرا غاية في الدقة والجمالية ووجوها سينمائية حقيقية يقف في مقدمتها البطل تاجا بقامته الطويلة وعبوسه الجميل ورجولته الطاغية كنجم عالمي حقيقي بكل مقاييس الاحترافية.