في ندوة أقامها ثقافي أبو رمانة حول واقع الدراما السورية تحدث المشاركون السيناريست قمر الزمان علوش ورئيس دائرة التقييم الفكري فراس موسى ومعدة البرامج عبير الحسن في التلفزيون السوري عن هموم الدراما ودورها في تعزيز الانتماء الوطني متسائلين اين الدراما من معاناة الناس ومما يجري على الأرض في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها سورية .. فيما غاب صناع الدراما والمعنيون بها عن الندوة.21
ولفت الكاتب علوش في الندوة التي أقيمت بالأمس وأدارتها الإعلامية الهام سلطان إلى تراجع نسبة الحضور في صالات المراكز الثقافية التي كانت في السابق تكتظ بالحضور ربما بسبب عدم وفاء المؤسسات بوعودها تجاه المواضيع المطروحة.. أما بالنسبة للدراما فرأى أنها بدأت تبتعد عن هموم الناس ومعاناتهم فغابت الأعمال الجدية فيما حلت محلها أعمال هدفها الإثارة والتركيز على الجوانب المظلمة في المجتمع وتصويرها على أنها ظواهر عادية كالخيانة الزوجية وهنا يقوم المجتمع بدور الرقيب تجاه الأعمال التي لا تحترم الاسرة السورية وقيمها وعاداتها بل تخدش حياء أفرادها.
ولا يستبعد علوش أن يكون هناك “إملاء خارجي بضرورة تحطيم الأسرة السورية وانتهاك حشمة البيوت ما يستدعي أن نرفع صوتنا جميعا ونقول توقفوا عن إنتاج هذه الأعمال التي تسيء للأخلاق السورية من خلال الإبهار في الإخراج والصورة والاعتماد على الممثلات الجميلات وطريقة لباسهن وأناقتهن موضحا أن الإعلام الممول خارجيا لا يكتفي بإثارة الفتنة بل يمول المحطات الفضائية لإنتاج أعمال درامية تدعو إلى انحراف الأسر وتغييب الأخلاق والقيم ليصبح المجتمع قطيعا مسيرا.
ومن جانبه أوضح موسى أن دائرة التقييم الفكري في التلفزيون العربي السوري التي يرأسها هي الاسم البديل لدائرة الرقابة في السابق والتي طالب بتغيير تسميتها خلال ورشة الدراما العام الماضي منبها الى محاولات إلغاء هذه الدائرة التي ترفع صوتها في وجه الأعمال الرديئة وخطورة الأمية المهنية والأخلاقية في المؤسسات المعنية بالدراما السورية التي وقعت في مطب الدراما المصرية وتراجعت في السنوات الأخيرة نظرا لاستسهال النص ورداءة الفكرة وسيطرة المال الخليجي متسائلا كيف نتوقع مشروعا فكريا من ممولي العقارات وغاسلي الأموال.
أما عبير الحسن فعتبت على المعنيين بالدراما لتغيبهم عن الندوة وخوفهم من المواجهة وتطرقت الى اشكالية مسلسل باب الحارة الذي يحاربنا به المال الخليجي وهو نفسه من يمول الارهاب.. وكيف تم الغاء وتجاهل رأي الرقابة في التلفزيون السوري التي رفضت العمل قبل أن تنتجه الشركات الخاصة .. كما انتقدت مسلسل ممرات ضيقة الذي يقدم المرأة السورية بصورة لا أخلاقية من المشاهد الأولى ومع ذلك يعرض على قناة وطنية.
ودارت نقاشات أغنت الحوار خلال الندوة التي حضرها جمهور من مختلف الأعمار فأجمعت الآراء على رداءة الأعمال الدرامية السورية في السنوات الأخيرة لابتعادها عن معالجة مشاكل المجتمع كالعنوسة والبطالة وغلاء المعيشة وعلاقة الأب والام بالأولاد وصعوبة تأمين متطلبات الحياة داعية إلى ضرورة التركيز في هذه الأعمال على المبادئء والأخلاق لكي تتمثلها الأجيال الجديدة وخصوصا الفتيات بدلا من التشبه بالممثلات اللواتي يبالغن في التزيف والتأثر بالأفكار السلبية من مظاهر الخيانة وغيرها.
ونبهت المداخلات الى أن التراجع في الدراما السورية يأتي في اطار حرب ثقافية تستهدف المجتمع السوري وتبث الأفكار الهدامة فيه مطالبة بأن تأخذ نقابة الفنانين دورها في تكريس النص الايجابي والعمل الذي يلامس مشاكل الناس وخصوصا الشباب .. مع الحاجة الى أبحاث ودراسات واستقراء واستطلاعات رأي يشارك فيها جمهور المشاهدين فيما أشار البعض الى تراجع نسبة مشاهدي الفضائيات السورية.