دمشق- سيريانديز

وقعت محافظة ريف دمشق وجامعة دمشق اليوم مذكرة تفاهم بهدف إعادة تأهيل مدينة معلولا الأثرية والتاريخية تنفيذاً لما اقرته لجنة إعادة الإعمار بهذا الخصوص.

وتنص المذكرة التي وقعت في منزل فخري البارودي مقر ماجستير التأهيل والتخصص في ترميم المباني التاريخية على إعادة إعمار وتأهيل المساكن والأحياء المتضررة بالبلدة القديمة في معلولا من خلال توثيق الدراسات التي أجريت سابقا للمدينة وتدقيقها ومراجعتها وتحديد الايجابيات والسلبيات والنواقص إن وجدت ثم رفع تصور في ظل المستجدات والوضع الراهن الذي آلت إليه البلدة.

وتتضمن المذكرة التي تمتد لسنتين اعتباراً من دخولها حيز التنفيذ وضع تصاميم مقترحة للأبنية المدمرة وكيفية إعادة ترميمها وفق أسس علمية حديثة اضافة الى وضع مقترحات لترميم كل حالة وفق المواد والحقبة التاريخية التي بنيت فيها مع العمل على تعديل واجهات البلدة القديمة.

وتجري بموجب المذكرة أعمال ترميم للجدران الحجرية بأنواعها والأسقف بأشكالها المختلفة ودراسة الواجهات ومدى انسجامها مع الوسط المحيط الى جانب تقديم الحلول الملائمة للترميم بعد إزالة المخالفات والتعديات على الحالة الأصلية للأبنية وذلك وفق الشروط العلمية للترميم والمواثيق والأعراف الدولية الخاصة بتاهيل المدن التاريخية على ان يتم بعد ذلك اختيار ثلاثة نماذج متضررة من السكن للبدء بترميمها تحت إشراف كلية الهندسة المعمارية في جامعة دمشق ودائرة آثار ريف دمشق ومجلس مدينة معلولا لتغدو نموذجا لترميم بقية المساكن على أن تكون النماذج المنتقاة شاملة لكل الحالات الترميمية في المباني المتضررة.

وفي تصريح للصحفيين عقب توقيع المذكرة بين نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات وزير الإدارة المحلية المهندس عمر غلاونجي أن الحكومة مستمرة باعادة تاهيل البنى والمرافق العامة المتضررة في مختلف المدن والمناطق والاحياء السورية التي طالها التخريب وتمت اعادة الامن والاستقرار اليها ومن بينها مدينة معلولا.

وأضاف أن لجنة إعادة الاعمار في مجلس الوزراء خصصت محافظة ريف دمشق بمبلغ 300 مليون ليرة سورية لتأهيل المرافق العامة والبنى التحتية إضافة الى تخصيص 250 مليون ليرة لترميم المساكن في مدينة معلولا مؤكدا صرف مبالغ لأصحاب المساكن المتضررة التي كشفت عليها اللجان الفنية وقدرت أضرارها.

وأشار غلاونجي إلى أن مدينة معلولا تكتسب أهمية خاصة كونها تضم معالم تاريخية وأثرية يجب الحفاظ عليها وفق المعايير والشروط الدولية الخاصة بالحفاظ على التراث العالمي لافتا الى أن المذكرة رسالة تأكيد ان سياسة الحكومة في دمج المؤسسات التعليمية والبحثية في خدمة عملية التنمية مستمرة للاستفادة من كل الطاقات الموجودة خاصة في المرحلة المقبلة مرحلة إعادة الاعمار.

وذكر غلاونجي أن هناك تنسيقا مع وزارتي التعليم العالي والثقافة لتشكيل فريق استشاري مركزي مهمته مراجعة أعمال الترميم المختلفة في جميع المحافظات بغية تقديم نموذج مثالي لاعمال إعادة التأهيل بكوادر وكفاءات وطنية قادرة على بناء سورية بأفضل المواصفات.

بدوره أشار وزير التعليم العالي الدكتور محمد عامر المارديني الى اهمية دور الخبرات والكفاءات الوطنية في القيام بأعمال تأهيل وترميم الأبنية والأماكن الأثرية المتضررة ولاسيما بمدينة معلولا التاريخية مبينا أن ماجستير التأهيل والتخصص في مركز فخري البارودي “نقطة علام في منظومة التعليم العالي في سورية” .

من جهته أكد رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد حسان الكردي تقديم كل الدعم والخبرات لتأهيل مدينة معلولا والمدن والمواقع الأخرى من خلال فريق يضم خيرة الكوادر من جامعة دمشق للمساهمة في الحفاظ على الإرث الثقافي والأثري الذي تذخر به سورية ويؤكد هويتها الحضارية.

واستمع الوزيران غلاونجي والمارديني ومحافظ ريف دمشق المهندس حسين مخلوف ورئيس جامعة دمشق ونوابه إلى شرح من القائمين على مركز فخري البارودي وماجستير التأهيل والتخصص في ترميم الأماكن التاريخية الذي يدرس فيه والدراسات والمشروعات التي يقوم بها طلاب الماجستير.