ينفذ المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد" مجموعة من البرامج والمشاريع في سورية لتطوير ورفع إنتاجية الثروة الحيوانية وتحسين سلالاتها والتمكين من استغلال الموارد الطبيعية، وبين الدكتور رفيق علي صالح مدير عام أكساد أن المركز حريص على تنفيذ البرامج التي من شأنها رفع سوية الإنتاج بشقيه النباتي والحيواني وتحسين نوعيته في أغلب الدول العربية ومنها سورية التي نفذ فيها أكثر من مشروع وحقق نتائج جيدة.

وأشار صالح إلى نتيجة المسح الحقلي الموجه الذي نفذ في بعض قرى محافظات الرقة والحسكة ودير الزور لمعرفة وضع المربين والمزارعين في المنطقة التي تعرضت لموجة الجفاف خلال السنوات الأخيرة والاستعلام عن الإجراءات التي يمكن اعتمادها كأولويات في المستقبل وأيضا إلى أن مصادر الدخل في مناطق الدراسة تعتمد على زراعة الحبوب المروية والبعلية وتربية الأغنام .

وأوضح صالح أنه ونتيجة لهذا المسح كان من الأنسب تنفيذ مشروع لإدارة الثروة الحيوانية والاستجابة التنموية لتخفيف الفقر الريفي وحالات الجفاف في محافظات دير الزور والحسكة والرقة وبعد دراسته مع الجهات المعنية تمت المباشرة به عام 2010 ويستمر لغاية 2013 وتموله منظمة مكافحة الجوع في اسبانيا وأكساد .

وذكر مدير عام أكساد أن الأنشطة المقترحة المتعلقة بالإنتاج الحيواني تتضمن تقديم دعم فني مطور في مجالات تربية الأغنام والماعز من حيث إدارة القطعان والتغذية والتسمين وتدريب الفنيين العاملين في المنطقة و إنشاء وحدات لفرم المخلفات الزراعية والصناعات الغذائية لتحسين قيمتها الغذائية وتجهيزها للتسويق وتخزين احتياطي علفي مناسب وتقديم خطة تغذية مناسبة لقطعان الأغنام باستخدام المخلفات الزراعية المحسنة والمصنوعة بشكل قوالب أو بشكل سيلاج وإنشاء وحدات لبسترة الحليب وتحسين طرق تسويق الحليب من المناطق الرعوية إلى المدن وتطبيق نظم رعاية صحية مناسبة للقطعان المتجولة وتنفيذ دورات تدريبية للكوادر البيطرية في المنطقة.

وبين صالح أن المشروع يساعد على خلق فرص عمل للسكان المحليين لتغطية احتياجاتهم اليومية وعدم هجرتهم وإعطاء نماذج لمشاريع رائدة تساعد في استدامة الإنتاج الحيواني وتسويقه في المنطقة.

وضمن قطاع الثروة الحيوانية ينفذ المركز أيضا برنامج التحسين الوراثي ورعاية المجترات الصغيرة لدى مربي أغنام العواس في البادية السورية تم البدء به عام 2007 وسيتم الإنتهاء منه نهاية العام الجاري .

ويهدف المشروع إلى تعزيز التعاون في مجال إدارة ورعاية الأغنام وتحسينها والاستفادة من الخبرات العلمية والفنية والتقنية المتوافرة لدى الطرفين وإعداد الكوادر الفنية وتدريبها على الأسس العلمية لتربية ورعاية الأغنام واستخدام التقانات الحيوية الحيوانية الحديثة ليستفيد منه المربون والعاملون في تنمية البادية وهو ممول من قبل وزارة الزراعة وأكساد .

وأوضح صالح أن المشروع نفذ عددا من الدورات التدريبية للمربين والفنيين العاملين في المشروع وقام بتحليل البيانات الإنتاجية للأغنام العواس لدى المربين المنتسبين للشبكة ومقارنتها مع إنتاجية المحطات البحثية وحدد المربين الرواد وأسهم في زيادة إنتاجية الوحدة الحيوانية من أغنام العواس في ظروف البادية السورية سواء من الحليب أو اللحم.

وأشار إلى أن المركز ينفذ مشروعا في مركز الباسل للخيول العربية الأصيلة جربا لتبيان استخدام التلقيح الاصطناعي ونقل الأجنة في تطوير الخيول العربية الأصيلة في سورية بوشر العمل به عام 2007 ويستمر لغاية 2016 لتطوير البرامج التربوية القائمة للحفاظ على الصفات الوراثية المتميزة للخيول العربية الأصيلة وخاصة السورية منها واستخدام تقنياته ونقل الأجنة في حفظ ونشر التراكيب الوراثية المتميزة إضافة إلى تدريب وتطوير الكوادر الفنية في مجالات نقل واستعمالات التقانات الحديثة في تربية الخيول ورعايتها.

وبين أن المشروع يتم في إطار تزويد مركز الباسل ووزارة الزراعة بمختلف تجهيزات ومواد وأدوات مختبر التلقيح الاصطناعي للخيول بحيث يتم جمع السائل المنوي من الفحول المتميزة في سباقات الجمال والعدو وتجميدها وتبادلها مع المربين في سورية والمحطة المتعاونة في سلوفاكيا بغية الحصول على أعداد كبيرة من الخيول العربية الأصيلة ذات الكفاءة العالية لافتا إلى أن المشروع تستفيد منه الى جانب سورية وسلوفاكيا الدول العربية الراغبة وتموله وزارة الزراعة وأكساد وجامعة العلوم الزراعية السلوفاكية.

من جانب آخر أشار صالح إلى أن المركز توجه في سورية لتنفيذ برامج ومشاريع تتعلق بدراسات الموارد الأرضية فنفذ مشروعا لمسح الموارد الطبيعية في البادية بوشر العمل به عام 2000 واستمر لغاية 2004 استفادت منه وزارة الزراعة فقط ومولته الحكومة.

وبين أن مهمة المشروع اعداد خرائط الغطاء النباتي الرعوي في منطقة المشروع (سيادات نباتية) وخرائط غرضية أخرى للموارد الطبيعية لتنمية وتطوير البادية وتحقيق ادارة سليمة فيها وجمع البيانات والمعلومات الوصفية والاحصائية وتحليلها وانشاء قواعد بيانات تساعد الجهات المستفيدة على الادارة السليمة ورفع كفاءة العاملين في الوزارة على استخدام التقنيات الحديثة والمتطورة (نظم معلومات جغرافية واستشعار عن بعد في مجال مسح الموارد الطبيعية).

وأكد صالح أهمية التعرف على الموارد النباتية الرعوية في البيئات المختلفة وخاصة في البادية نظرا لمحدودية الموارد المائية وزيادة عدد الحيوانات الصغيرة التى تمثل دخلا رئيسيا للرعاة بهذه المناطق مبينا أن الوصول الى إدارة سليمة علمية يتطلب التعرف على تضاريس هذه المناطق ومناخها والموارد الطبيعية المختلفة.

وأشار إلى أنه تم إعداد شرائح للترب وتقييم كفاءتها الانتاجية واستعمالات الأراضي وتدهور الاراضي والسيادات النباتية الرعوية في البيئات المختلفة والانتاجية الكلية الرعوية والحمولات الرعوية القائمة وتلك المناسبة لطبيعة المناطق والبيئات المختلفة بالبادية السورية .