رئيس غرفة صناعة حلب لـ"الأزمنة":من الطبيعي أن يكون مقر اتحاد غرف الصناعة في مدينة حلب

كانت حلب ومازالت عاصمة للصناعة السورية من خلال وجود الغالبية العظمى من الصناعات المتنوعة الموجودة في هذه المدينة، واليوم تخطو هذه المدينة صناعياً بخطوات واثقة عبر إدارة صناعية شابة ومنفتحة تحب العمل والتطوير وتطمح أن تكون سورية عموماً وحلب خصوصاً مناطق تشهد تنمية صناعية حقيقية.. حول هذا الموضوع والعديد من الأمور كان للأزمنة الحوار التالي مع المهندس فارس الشهابي رئيس مجلس إدارة ورئيس غرفة صناعة حلب..
- طرحتم في بيانكم الانتخابي برنامج عمل طموح حول الصناعة السورية عموماً والصناعة الحلبية خصوصاً إلى أين وصلتم في تنفيذ وتجسيد ذلك على أرض الواقع؟
نستطيع القول إننا قمنا بتنفيذ ما نسبته 90% من البيان الانتخابي الذي طرحناه أثناء انتخابات غرفة صناعة حلب قبل حوالي خمسة الأشهر، لقد قمنا كما وعدنا بتفعيل اللجان وتفعيل الالتصاق مع القاعدة الانتخابية، فتحت الغرفة على مصراعيها بعدما كانت مغلقة في السابق تجسيداً لطرح شعار التشاركية في عمل الغرفة والذي جرى تنفيذه وتجسيده عملياً على أرض الواقع عبر تفعيل اللجان، طلبنا من الصناعيين الدخول إلى اللجان ودخلوا بعد أن أصبح لديهم ثقة في الإدارة الجديدة وجرى تنظيم لجان تشمل كل حيثيات الصناعة ودقائق الأمور وأصبحنا الآن نعمل بشكل موازٍ مع عشرين لجنة تمثل مختلف أنواع الصناعات في حلب وبشكل حيادي ودون أن نتدخل في عمل اللجان فهي ليست لجان شكلية بل هي لجان فعالة تشارك باتخاذ القرار وفي حل المشاكل وفي قراءة المستقبل، أيضاً قمنا بإجراء تغيير في الهيكلية الإدارية في الغرفة لتخدم بشكل أفضل الصناعيين المراجعين للغرفة وتكون هناك أيضاً عملية متابعة، وقمنا كذلك بإنشاء مكتب مكافحة الإغراق وهناك تعاون مع وزارة الاقتصاد، أيضاً فعّلنا موضوع التلمذة الصناعية بشكل أفضل وطوّرنا عمل الوكالة اليابانية (جايكا) التي أتت لخدمة القطاع الصناعي ونحن الآن بصدد إنشاء مركز فني متكامل للصناعات النسيجية وآخر للبلاستيكية بالتعاون مع وزارة الصناعة وقمنا كذلك بتطوير وتوسيع مركز تطوير النسيج ليخدم شريحة أوسع من الصناعيين.. أيضاً هناك دائماً إقامة لمحاضرات علمية وتثقيفية داخل الغرفة بشكل دوري وأسبوعي وهناك لقاءات عامة مع السادة الصناعيين، وتم إحداث قسم لمتابعة القضايا والشكاوي وهذا الأمر لم يكن موجوداً سابقاً، أما فيما يتعلق بصندوق التقاعد فنحن الآن بصدد التعاقد مع إحدى الجهات حول هذا الموضوع من خلال دراسة عروض مقدمة إلينا لإنشاء صندوق تقاعدي للصناعيين وفي البيان الانتخابي طرحنا موضوع دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة وهذا ما نترجمه الآن على أرض الواقع حيث قمنا وحسب القانون بطلب منطقة من الحكومة لتكون مخصصة للصناعات الصغيرة والمتوسطة والتي لا تستطيع أن تذهب إلى المدينة الصناعية وبحيث تكون هذه المنطقة منظمة بمقاسم صغيرة ونؤمن لها نحن القروض الميسرة الأخرى من أجل العمل بشكل أفضل ونوجد فيها حاضنة تقنية بالتعاون مع الجامعة وتصبح ما يسمى "تكنوباك" وهذا الموضوع موجود في تركيا وتونس وهو ما نطمح بتطبيقه في حلب كخطوة أولى ومن ثم تعميمه في المحافظات الأخرى.
- تحدثتم عن دمج خبرات الصناعيين القدامى مع الكفاءات الشابة لدى الغرفة وهذه نقطة هامة جداً كانت في صالحكم ونريد أن نعرف أكثر حول هذا الموضوع؟
لقد تجسد هذا الموضوع منذ اليوم الأول لتولينا إدارة الغرفة ومن خلال التصويت بالإجماع لرئيس الغرفة القديم وهو الأستاذ محمد أوبري ليكون رئيساً فخرياً للغرفة والأستاذ أوبري كان رئيساً للغرفة من عام 1981 وحتى العام 2001 ونحن نريد الاستفادة من مشورته وخبرته هو وزملائه وهذا ما حدث فعلاً فهناك دائماً إلى جانبنا كبار الصناعيين الذين أسسوا العديد من الصناعات وهم يدعموننا في قراراتنا وبالتالي هناك عملية دمج بين القديم والجديد ويجب ألا نغفل نقطة هامة وهي أن العديد من شيوخ الكار هم من كبار السن ولكن هم بداخلهم شباب أكثر من الشباب ونحن تعمدنا في اللجان القطاعية الطلب من كبار الصناعيين أن يتواجد أيضاً أبناؤهم في هذه اللجان.
- كيف تقيمون العلاقة مع غرفة تجارة حلب، هذا من جانب ومن جانب آخر العلاقة مع اتحاد غرف الصناعة السورية بدمشق؟
العلاقة مع غرفة تجارة حلب علاقة ممتازة وتربطني بأعضائها زمالة وصداقة حتى قبل أن أكون رئيساً لغرفة صناعة حلب ويمكن القول إن علاقتي جيدة مع رئيس غرفة التجارة بحلب وحلب الآن تلعب دورها الذي يليق بها، فحلب كما تعرفون هي عاصمة الصناعة وكنا نأمل- وأنا هنا أتكلم بلسان جميع الصناعيين في مدينة حلب- أن يكون اتحاد غرف الصناعة موجود في حلب وهذا أمر طبيعي ومطلب حق لمدينة حلب كما هو حق لدمشق أن يكون اتحاد غرف التجارة موجوداً فيها وحلب هي أول من أدخل الصناعات لسورية وفيها أكبر وأهم الصناعات وهي أكبر مركز للتصدير الصناعي خارج سورية فمن الطبيعي أن يكون اتحاد غرف الصناعة مقره في مدينة حلب ولكن نحن الآن نتعامل مع هذا الأمر على أنه أمر واقع وبشكل إيجابي والزملاء الموجودون في اتحاد غرف الصناعة هم زملاء أعزاء على قلبنا ونريد أن نلعب دورنا البناء في هذا الموضوع ليكون اتحاد غرف الصناعة مقره حلب ولتترأس حلب اتحاد غرف الصناعة وهذا طموح لكل صناعيي حلب وإذا لم يكن بالإمكان الآن فليكن في المستقبل وأنا هنا لا أتكلم عني شخصياً ولكن أي شخص أو أي رئيس لغرفة صناعة حلب سيطالب تلقائياً أن يكون اتحاد غرف الصناعة في حلب.
- هل طرحتم هذا الموضوع خلال لقائكم مع السيد رئيس مجلس الوزراء؟
لم نطرح هذا الموضوع كون الإدارة السابقة كانت مقاطعة للاتحاد والمرحلة الآن هي إعادة الاندماج مع الاتحاد ومن ثم طرح هذه المواضيع في المستقبل.
- هل ستعملون من خلال موقعكم على استقطاب استثمارات صناعية جديدة لمدينة حلب؟
دائماً هناك وفود تركية تأتي إلى حلب والأتراك الآن هم في مرحلة الاستكشاف ونحن دائماً ومن خلال الحوار معهم نطالبهم بفتح الأسواق لديهم وأن يقوموا ليس بتوريد بضائعهم وإنما الأموال من خلال بناء معامل في حلب (وأنا هنا أتكلم عن غرفة صناعة حلب) ولكن هم عندما سيقومون ببناء أي معمل في سورية فهذا الأمر سيّان بالنسبة إلينا المهم أن يبنوا معامل، وبغض النظر عن العلاقة السياسية القوية والحميمية جداً بين سورية وتركيا والتي لا يوجد لها نظير بين أي بلدين في العالم ولكن بالنسبة لعالم المال والأعمال فالأمر تحكمه قوانين – مخاطرة – مصالح، والأتراك لم يأتوا إلى سورية من منطلق المحبة فقط وإنما يبحثون عن استثمار ناجح ونحن بدورنا نروّج للبيئة الاستثمارية الجيدة لبناء معامل ولدينا أيضاً صناعات قوية بإمكانها المنافسة في الأسواق التركية وهذا ما يتطلب فتح الأسواق والمعاملة بالمثل، ونحن هنا نطالب الجهات المعنية والحكومة أن تركز على استقطاب الاستثمارات الصناعية أكثر من عملية التبادل التجاري، نحن نريد أن نقوم بتنمية صناعية في الأجواء المفتوحة وهذا يعني ضبط الإيقاع بين التبادل التجاري والتنمية الصناعية وهذا الأمر غير موجود في سورية..
نحن الآن نحرر استيراد السلع في الوقت الذي تنتبه الدول الأخرى فيه لصناعتها وتحميها وهناك العديد من دول العالم الموقعة على اتفاقية التجارة الحرة العالمية ولكنها تستفيد من القوانين ومن بعض الثغرات وبالتالي تحمي صناعاتها والعمل الذي يقام في الأجواء المفتوحة سوف ينافس بإنتاجه منذ اليوم الأول لأنه ينتج حسب مواصفات عالمية وبالتالي هناك دور كبير للحكومة لكي تقدم الإغراء للاستثمار الصناعي بشكل أكثر بكثير من تسريع عملية التبادل التجاري.
- هذا يقودنا للسؤال عن كيفية حماية الصناعة الوطنية أمام الانفتاح الخارجي؟
أحمي صناعتي أولاً ضد الإغراق، حتى في دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية إذا وجدوا أن هناك صناعة سوف تهدد إغراق صناعة موجودة لديهم كمثال صناعة الفولاذ في أميركا وصناعة النسيج والألبسة في أوروبا فهم يضعون رسوماً عليها حماية لصناعاتهم، وهنا السؤال الهام هل سنكون منفتحين تجارياً أكثر من الاتحاد الأوروبي وأميركا وهذا ما يجب أن تنتبه له وزارة الاقتصاد، هل يعقل أن تكون سورية منفتحة تجارياً أكثر من أميركا وأوروبا أيضاً، هناك حل آخر لحماية الصناعة من خلال تخفيض تكاليف الإنتاج ومنح الإعفاءات الضريبية والإعفاءات على الطاقة وتسهيل التصدير.. هناك رسالة يجب أن تصل مفادها أنه من الأفضل إقامة معمل في سورية أفضل من التصدير إليها لأن بناء هذا المصنع سيكون أكثر فعالية وأقل كلفة من مصنع موجود مثلاً في الصين أو في تركيا ونحن نستفيد كذلك من توفير فرص العمل وتنوع الصناعات.
- هل طرحتم هذا الموضوع مع الجهات المعنية كوزارة الاقتصاد أو الصناعة مثلاً؟
التوجه في وزارة الاقتصاد نحو تحرير التجارة ونحن جاهزون لتقديم آرائنا ومقترحاتنا كوننا مطلعين على تجارب الدول الأخرى، هدفنا التنمية الصناعية، وسورية لن تقوم لها قائمة اقتصادياً إذا لم يكن فيها تنمية صناعية حقيقية مثلما فعلت الصين وماليزيا وكوريا الجنوبية ومثلما تفعل تونس الآن وهذه التنمية الصناعية يجب أن تكون ضمن الأجواء المفتوحة.
- يعتبر الأستاذ فارس الشهابي من أنجح وألمع الشخصيات الصناعية في سورية، ما مدى تأثير ذلك حالياً على عملك كرئيس لغرفة صناعة حلب؟
أقول بصراحة ومن خلال عملي في إدارة شركة ألفا للصناعات الدوائية إن شركة ألفا أصبحت شركة رائدة لأننا استطعنا أن نبني نظام مؤسساتي أحد ميزاته الأساسية التطور المستمر الذي يعتمد على تنمية الكوادر البشرية وتطويره باستمرار؛ والذي يعتبر من أهم الموارد وبالتالي يمكن الوصول لمصاف الشركات العالمية وأنا أحاول نقل هذه التجربة لغرفة الصناعة.. غرفة الصناعة هي مكتب خدمات للصناعيين وهذا المكتب يجب أن يشمل العديد من الخدمات من خلال تقديم الدراسات والبرامج والعمل بشكل سريع والشعور بالتنافسية من خلال وجود غرف صناعة موجودة في اسطنبول وغازي عنتاب وحمص ودمشق ومصر، نحن نحاول نقل فكر الشركة الخاصة إلى عمل الغرفة، هناك صعوبات كون هناك كادر قديم يملك خامات جيدة ولكنها كانت في حالة تباطؤ مزمن ونحن نحاول إحياءها من جديد ودعمها بكوادر بحيث تكون الغرفة نشطة وفعالة كما يجب.
- الآن وبعد مضي عدة أشهر على وجودك في الغرفة هل أنت متفائل؟
أقول بكل صراحة وشفافية إنه خلال ثلاثة أشهر وبشهادة الناس أنجزنا الأعمال التي كانت تستغرق سبع سنين وهناك تطلع دائم نحو التطوير والتحسين وعلينا العمل باستمرار.
- أخيراً أود السؤال عن علاقتك بالإعلام؟
أنا أطلب من الإعلام أن يكون حيادياً وموضوعياً وأن ينقل كافة وجهات النظر وللأسف توجد بعض وسائل إعلام تتبنى وجهة نظر واحدة ولا تعرض لجوانب الموضوع بشكل كامل، الإعلام الآن أنشط من قبل والإعلام الخاص يوازي ما يحصل من تطورات والإعلام الرسمي بدأ العمل والنشاط الآن، وهذا لم يكن ليحدث لولا وجود إعلام خاص ينافس خاصة في ظل وجود العديد من وسائل الإعلام وهذا عامل صحي للمنافسة والبقاء للأفضل.