بقلم :المهندس بشار النجاري-زيوريخ

قصة الجزيرة وحكاية دمغت بالشمع الأحمر؟؟تلك اللحظات التي شاهدة فيها وللمرة الاولى قناة الجزيرة لن أنساها أبدا ؟؟ففي العام 1996وعند احد الأصدقاء في زيوريخ وبعديوم شاق من العمل كان اللقاء الاول ؟؟ كانت اللحظات الاولى كصاعق كهربائي يسقط علينا جميعا ؟؟لم نكن معتادون بعد على هذا النوع من النقد اللاذع والجريء؟؟ وهذه الصراحة المطلقة  ؟؟وقلت وقتها ستكون لهذه المحطة قوة وسطوه اكبر من اكبر حزب او تجمع عربي على الاطلاق فالمجتمع العربي بحاجة الى هذا النوع من الاعلام؟ وخدعت انا كما خدع الكثيرين منا؟؟وحدث ما حدث؟؟لم  نكن بحجم هذا التحول الكبير في الاعلام؟لم ندرسه كفاية ولم نقراء خلفيته ودوافعه الحقيقيه.. فقط سررنا لانه اعلام عربي جديد (لقد البس العباءة العربيه وقد علمنا التاريخ ان اخطر المؤامرات تلك التي تلبس عباءة العروبة  او الاسلام) ؟؟ لقد خدعنا بالغلاف الخارجي ولم ندخل الى القلب لنرى الحقيقة المره بدل ان تفاجئنابعد اعوام...ولو ان الكثير من القيل والقال انتشرت حول قناة الجزيره وهذا النوع الجديد من الاعلام؟؟ ولكن ماسر هذه الجزيرة ؟؟وكيف تحول هذا الحلم الجميل الى كابوس ؟؟ وهل نحن الى هذه الدرجة مغفلون؟؟ام ان الغرب يعرف ويتقن جيدا من اين تأكل الكتف؟؟أسئلة ننتظر الاجابة عنها...بعد ان اتعبتنا نظريات المؤامرة والخيانه ونظريات الزمن الضائع من بين ايدينا؟؟لقد دخلت الجزيرة الى قلوبنا لأننا كنا نسمع منها مانحب ان نسمعه...وخطوة خطوة بدات تضع السم في العسل...كان طاقمها القادم من لندن لايزال في حالة التدرب؟؟وكنا نحن المجتمع العربي والإسلامي ساحة عمله وتدريبه؟؟

في تلك المرحله من الزمن اي في منتصف تسعينيات القرن الماضي وبعد الانتهاء من حرب الخليج الاولى واستنزاف الكويت وتدمير العراق على ايدي الحلفاء من حلف الناتو وعربان الخيانه والمهمات القذره؟؟وتحويل دولة الكويت من لاعب عروبي غني وأساسي  بثقافته وتراثه وماله في التجمع العربي الى دولة متعبة ومنسيه على أطراف شبه جزيرة العرب..وطبعا بعد تدمير العراق وطنا ودولة ومؤسسات... وبعد الانتهاء من هذه المهمه تحولت السياسه الصهيوامريكيه للاهتمام بقطر؟؟ فهذه الاماره الاخرى بلد صغير غني بثرواته قليل بتعداد شعبه اي من الناحيه الجويوبليتيكيه هي مشابهه وبشكل كبير لدولة الكويت؟؟ اي انه علينا الان ان ننفخ في هذا الوطن الصغير لنصنع منه فيلا نحركه بالاتجاه الذي نريده ندمر بمساعدته وتمويله من نريد ونحيي بامواله من نريد؟؟ ومن هذا المنظور الخطير حدثت مجموعة تغيرات كانت خطيرة على الأمن القومي العربي وعلى الاسلام السياسي والديني ولكننا وللأسف لم نتنبه اليها وقتها فلقد انقلب الابن على أباه في قطر وأودعه السجن ؟؟وأقيمت اكبر قاعده للأمريكان على تراب هذا الوطن الصغير وأسست قناة الجزيره ووسعت ودعمت وانتشرت وبسرعة مذهله؟؟هذه القواعد التي زرعت في غفلة من التاريخ  قاعدة المال والإعلام والخيانه وفي مرحلة لاحقه وبمساعدة القاعدة ستكون الجناح الضارب لتلك السياسات التخريبيه في العالم العربي والإسلامي ساعة باسم الحريه وساعة اخرى باسم الدين والإصلاح ؟؟والقصة اصبحت معروفة اليوم بل لنقل اصبحت مكشوفه؟؟فكما نقول بالعربيه (فاقد الشيء لايعطيه؟؟)فهل السيد حمد بن...هو احد أعمدة الديمقراطيه والحريه في العلم العربي والإسلامي حتى يتكرم بها علينا؟؟وهل هو رجل الخير الذي يتكلمون عنه؟؟؟يدفع بالمال للسلاح القاتل للأخ والشقيق والجار وابن الوطن...ويمول الاعلام ليكون في خدمة أعداء الامه حتى تحولت الجزيره الى منبر حر للتدمير وصناعة الفتنه والقتل ونافذة كبيره لزعامات الصهيونيه العالميه والصهيونيه المسيحيه...ومعهم من يسمونهم بالليبراليين الجدد(الخونه الجدد)؟؟؟؟ويقولون انها حريه الاعلام....أبناء الرز....ما هذا النفاق؟؟؟وأين حرية الاعلام للسوريين...؟؟؟ام انها فقط لاسيادكم؟؟؟نعم صنع من قطر فيل ضخم وادخل الى بيت من الزجاج...وللأسف انه البيت العربي المتعب من قصص الخيانة والغدر والتخلف والفساد ...والفيل يكسر من حوله ألواح الفسيفساء...فيقسم السودان؟؟؟ويدخل الفلسطينيين في صراع الأخوة الأعداء؟؟؟ويجول ويصول في اليمن ...ويدمر ليبيا ويدخلها مع حلفائه من مفكري ومقاتلي بني صهيون تحت راية الناتو واللحى الطويله....ثوار بني حمد والسي اي إيه الجدد...ويأتي مرسي ببوصلة تائهه لا تستطيع التمييز بين دمشق والقدس...وينسى ان لديه سفارة صهيونيه في عاصمة المعتز....وانه وبعد الثوره لايزال وطن بنصف سياده؟؟؟ما هذه الثوره الناقصة ؟؟؟في ايران الثوره قذفت بالشاه وأعمدة الشاه (الصهاينة والامريكان ممثلين بسفاراتهم) خارج الوطن...اما في مصر ثورة الناتو والمسحراتي مرسي فالثورة قذفت فقط بأموال مصر واقتصادها الى الخارج بينما أعمدة الفساد وسلب القرار المستقل وكسر ارادة الوطن لاتزال متمسكة بقواعد اللعبة وكما يشتهي أبناء العم سام.

هي الجزيره والمهرج فيصل القاسم ...ونوع جديد من خبراء الاعلام؟؟؟ يذكرني بأفلام المصارعة الامريكيه حيث يتصارع الرجلان بطريقة عنيفة ومثيره ولكن في النهايه الصراع بكامله مسرحية متفق عليها بين رجلي الصراع حتى يكون العرض مشوق بشكل اكثر؟؟ ويكون عدد الحضور اكبر والدخل اكثر؟؟؟في امريكا ليست هوليوود وحدها من تصنع الأفلام....هناك عشرات بل مئات الشركات التي تصنع وتسوق وتبيع لكل من يريد؟؟؟ والجزيرة هي ولاشك احدى هذه الشركات وأولها في العالم العربي....هذه هي حرية الاعلام ..؟؟؟اما من يعمل خارج هذا النطاق والمفهوم فان صوته يبقى حبيس اربعة حيطان.

المعايير المزدوجة وفوضى الفكر...وتحطيم القيم والثوابت وغياب الرؤية الشامله ذات البعد التاريخي والسياسي والاقتصادي هي اهم المخاطر التي تواجه المجتمعات العربيه...وخاصة في غياب الاعلام العربي الوطني ودخول اعلام الفبركه الامريكيه على طريقة هوليوود الى مجتمعاتنا ذات البعد والتفكير العاطفي .

من يصنع التاريخ ومن يمتطي صهوة المجد...أبناء بلاد الشام ...حراس القيم والثوابت وبيت المقدس ...همسات من القاسيون ...سيف دمشقي وكلمة حق في سطوة سلطان جائر ومال متصهين يعبث بالأعلام ويمهد الارض للغزاة...هي الشام التي تكتب التاريخ وتصنع المعجزات...تمضي خلف الشمس وتلقي خلفها عشرة آلاف عام من التاريخ والذكرى....ليحمي الله سوريا وطنا وشعبا وجيشا ومجدا.