ان موقع تدمر المميز في قلب البادية السورية جعل طريق الحرير العالمي عبرها هو الاقصر مسافة والاكثر سهولة والافضل عبورا وأمنا وسلامة ومكنها من ان تصبح محطة مهمة للقوافل التجارية على طريق الحرير.
واوضح الباحث الاثري التدمري خالد أسعد مدير اثار ومتاحف تدمر السابق ان المصادر التاريخية تشير الى أن تعاون التدمريين القدماء فيما بينهم وفق تقاليدهم المحلية المعروفة ومساواتهم وتعلقهم بمبادئهم وقيمهم جعل تدمر بمنزلة عاصمة أغنياء التجار وأمراء القوافل التجارية كما جعلها عاصمة الرفاه والغني والاحلام والسلام تتمتع بنفوذ كبير وتكون سيدة التجارة الدولية وقد تأكد ذلك في عهد الملك اذينة والملكة زنوبيا.
واضاف ان المنحوتات الجنائزية التي عثر عليها في الابراج تشير الى ان البضائع والحرير الصيني الذي تلف به المومياءات للمحافظة عليها كان يأتي الى تدمر على شكل حرير خام أو خيوط حريرية ثم يتم نسجه محليا وهذا ماجعل تدمر تبلغ شأوا عالميا في زمن لم يخل من شخصيات ملكت أمور الدنيا ما جعل تدمر بحنكة وادارة حكامها مركزا حضاريا في قلب البادية وحلقة أساسية على طريق الحرير المهم بين الصين والعالم. وقال اسعد ان تدمر وضعت انذاك أول قانون للضرائب في العالم سمي القانون المالي التدمري أو التعرفة الجمركية الذي عثر عليه الباحث الروسي الامير اباميليك لازاريف قرب السوق التجاري الرئيسي للمدينة القديمة في العام 1882م خلال زيارته الى تدمر.
واشار الى أن القانون نقش على حجر يبلغ طوله 4ر80 مترا وارتفاعه 2ر75 مترا باللغتين اليونانية والتدمرية حيث نقلت هذه القطعة الاثرية المهمة في العام1901 لتعرض بين أروقة متحف الارميتاج في روسيا بعد أن تم تجزئتها الى عدة قطع من اجل سهولة حملها.
كما تدل الكتابة التي دونها أهالي تدمر على بعض الحجارة الاخرى ممن اشتغلوا في الملاحة بالبحر الاحمر على اشتراك التدمريين بالملاحة مع أنهم أهل مدينة صحراوية.
وتذكر المصادر الحديثة انه بين السور الدفاعي وسور الجمارك الاثري بتدمر نرى ما يشبه المنطقة الحرة اليوم حيث كانت القوافل ترتاح لتدبير متابعة مسيرها وهكذا بقيت هذه المدينة سيدة التجارة لقرون عديدة ما هيأ لقيام تجارة دولية خصوصا أن تدمر شاركت في انتعاش المرافىء على شواطىء البحر الابيض المتوسط . ووقفت تدمر في وجه أعاصير ال غزاة والطامعين انذاك مكافحة حتى الرمق الاخير كنخيلها الذي يموت واقفا وعندما جفت جداول التجارة الدولية وانقطعت عنها تغلبت عليها أعاصير البادية فعادت جمرة تحت الرماد وبقيت أطلالها شامخة تشير الى الخلود بكل لسان .