وقفوا في مواجهة المخاطر متحملين الظروف المناخية والإمكانات المحدودة، ليثبتوا أن الانتماء للوطن وإنقاذ المواطنين من تحت الأنقاض أكبر من أي شيء، إنهم رجال فوج الإطفاء في اللاذقية الذين لبوا نداء الواجب منذ لحظة وقوع الزلزال المدمر في السادس من شباط الجاري.
رئيس دائرة التدريب في الفوج الرائد عقاب سلطان قال في تصريح لمراسلة سانا: إن الفوج تلقى مئات الاتصالات التي تطلب المساعدة وتبلغ عن انهيار أبنية في مناطق مختلفة بعد وقوع الزلزال، حيث استنفر عناصر الفوج بكل طاقتهم، وبذلوا جهوداً جبارة إلى جانب رجال الدفاع المدني ومؤازرات المحافظات الأخرى وفرق إنقاذ الدول الصديقة، لإنقاذ الضحايا، رغم محدودية المعدات بسبب الحصار الغربي الظالم على سورية.
بدوره أشار آمر زمرة الإطفاء إبراهيم مرسل إلى أنه تم على نحو عاجل تشكيل غرفة عمليات مصغرة وتوزيع المهام للاستجابة السريعة في المناطق المتضررة، إلى جانب تنفيذ المهام المعتادة وتزويد سيارات الإطفاء بمعدات الحفر للتعامل مع الأجزاء المنهارة والمساعدة في إخراج الأهالي من تحت الأنقاض، مشيراً إلى أن المهام كانت ستصبح أسهل وأسرع لو توفرت المعدات والآليات المناسبة.
السائق نزار الشوا أمين سر اللجنة النقابية في فوج الإطفاء اللاذقية أبى أن يترك مهمته مع فريقه في منطقة العسالية بجبلة لحين إنجازها، رغم تلقيه اتصالاً هاتفياً بانهيار المبنى الذي يقطنه شقيقه في حي الرمل الجنوبي، ليعود لاحقاً مع سرية إطفاء إلى ذلك الحي للمساعدة في البحث عن ضحايا وإجلاء المصابين.
الإطفائي المتطوع صبحي صباغ ورغم انتهاء عقد عمله مع فوج الإطفاء، إلا أنه التحق بالفوج لمؤازرة زملائه في عمليات البحث والإنقاذ، حيث روى كيف قام وزملاؤه بإنقاذ فتاة صغيرة من تحت الأنقاض بعمق متر ونصف المتر تقريباً باستخدام معدات بسيطة.
واستذكر غزوان محفوض آمر زمرة حريق في فوج الإطفاء الصعوبات التي واجهت العناصر في إحدى مهام الإنقاذ في منطقة دمسرخو بسبب الأزقة الضيقة، لافتاً إلى حاجة الفوج لسيارة إطفاء صغيرة الحجم مجهزة بالكامل للوصول إلى الأماكن الضيقة، وتزويد رجال الإطفاء بأدوات ومعدات حديثة، بما يساهم في سرعة الإنقاذ، إضافة إلى الحاجة لسيارات للخدمة لتأمين حاجيات رجال الإطفاء في مهمات العمل الطويلة.