الأحد 2021-08-29 16:25:18 محليات
(خان الحرير) في حلب يولد من جديد.. افتتاح السوق وساحة الفستق بعد إعادة تأهيلهما
(ليالي المدينة) مستمرة حتى 1 أيلول.. وتوقيع اتفاقية لترميم سوق الحبال
سيريانديز- آية قحف
انطلق اليوم حدثا مهما لطالما كان أهل حلب بانتظاره ، إذ افتتحت من جديد أبواب حوالي ستين محلاً تجارياً في خان الحرير و18 محلاً في ساحة الفستق للبيع والعمل وذلك بالتعاون بين محافظة حلب والأمانة السورية للتنمية. 
وفي منشور شاركه المهندس بشر يازجي المستشار في رئاسة الجمهورية والوزير السابق للسياحة، نشهد افتتاح سوق خان الحرير المتصلة بساحة الفستق وسوق السقطية، هذا المحور من أسواق حلب القديمة سيعود  للحياة، والعمل جارٍ نحو بقية أسواق المدينة العتيقة، وهكذا يقوى الحرير على الحرب ويكسب الإنتاج جولة كبيرة وجديدة على حساب الدمار والدم.
وجاء في المنشور: ستعود خيوط الحرير إلى سوقها القديم.. يعود الباعة والزبائن، أصوات التجار وأدوات نقل البضائع، الرفوف في المحلات المرممة ستمتلئ بالأقمشة والخيوط، الحلويات والألبسة والمكسرات الحلبية لها مساحتها أيضاً داخل سوق الحرير وساحة الفستق، الأبناء الباقون في المدينة سيعيدون إحياء مدينتهم.، مساء اليوم سيولد سوق خان الحرير من جديد.
هذا وانطلقت  فعالية “ليالي المدينة” بمدينة حلب القديمة التي تنظمها محافظة حلب والأمانة السورية للتنمية احتفالاً بافتتاح سوق خان الحرير وساحة الفستق بعد إعادة تأهيلهما من الأضرار التي لحقت بهما جراء الإرهاب وذلك ضمن الخطة الوطنية لإعادة الحياة إلى أسواق مدينة حلب القديمة.
حضر الفعالية،  وزراء السياحة محمد رامي مرتيني، والأشغال العامة والإسكان سهيل عبد اللطيف، والإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف، والثقافة لبانة مشوح، والرئيس التنفيذي للأمانة السورية للتنمية والممثل المقيم لشبكة الأغا خان في سورية وممثلي المنظمات والمؤسسات المدنية وغرف التجارة وممثلين عن مؤسسات التمويل الصغير في سورية.
وتضمن الحفل، توقيع اتفاقية ترميم سوق الحبال  بين محافظة حلب ، ووزارة الثقافة الممثلة بالمديرية العامة الآثار والمتاحف، والأمانة السورية للتنمية، ومجلس مدينة حلب، ومؤسسة الأغا خان الثقافية ، وتهدف الاتفاقية إلى إعادة إحياء الدور الاقتصادي والمجتمعي للسوق وتحديد آليات التعاون وترميم كامل القيمة المعمارية للسوق الذي يقع  خلف الجامع الأموي الكبير على امتداد 65 مترا ، ويتضمن 57 محلاً  تعرضت للدمار والتخريب خلال الحرب ، وتتنوع المهن ضمنه من تجارة الحبال بالمعظم بالإضافة إلى محال صياغة الذهب والفضة والصابون الحلبي .
 
 
و تستسمر الفعالية حتى الأول من أيلول بفعاليات فنية وثقافية متنوعة ،منها  معرض للمطبخ الحلبي ومعرض "أزياء الحرير" الذي يتضمن مسابقة للأزياء التراثية لأهم مصممي مدينة حلب ومعرض للوحات فنية لأهم الفنانين التشكيلين تعكس هوية المدينة ونسيجها العمراني والمجتمعي، وفعالية طربية يحيها المطرب مصطفى هلال لأجمل الأغاني التراثية الحلبية، كما ستتضمن الأيام المقبلة لقاءات وحوارات بين أصحاب المحلات وغرفة التجارة الوطنية لمناقشة أهم الأدوات والطرق لتنشيط المنطقة تجارياً.
وفي كلمتها أوضحت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة أن حلب الشهباء كطائر العنقاء تنهض من تحت الرماد في كل مرة لترفض الموت وتستعيد حياتها وتنشر الأمل في كل مكان مؤكدة أننا يداً بيد سنعيد بناء الوطن .
ولفتت إلى أن هذه الاتفاقية بكل شركائها ومن عمل على بناء كل حجر ووضع كل لبنة في هذه الصروح البهية إنما يثبتون يوما بعد يوم أن سورية عصية على اللاحضارة وعلى الظلمة والسواد والقبح وقالت : مهما آلمنا وضعنا ومهما عانينا سننهض وسنثبت للعالم أننا جديرون بالحياة 
 
وشدد محافظ حلب، حسين دياب، في كلمته على أن حلب لم تغب يوماً عن ذهن السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد، التفكيرُ بحلب بالنسبةِ لهما ينطلقُ من تاريخ المدينة العريق وحكاية أبنائها مع العمل والإنتاج، أبناؤها الذين تحدوا الإرهاب ونهضوا رغماً عن الحرب. مع كل ورشة ومعمل وسوق وحرفة، يمدون أياديهم البيضاء لدعم نهوض المدينة العصية على الموت، ولصون هويتها”.
وأضاف: “دعمهما أزهر بدايةً في سوق السقطية والآن في سوق خان الحرير وساحة الفستق، والإنجاز والعمل مستمران نحو أسواق المدينة كلها. 
وبين دياب أن حلب القديمة شريان متصل اقتصادياً بالمدينة الصناعية في الشيخ نجار “وحلب القديمة هي جزء اصيل من هوية حلب وقلبها الاقتصادي والاجتماعي والتاريخي. 
وأردف: “حلب القديمة بما تحمله من قدرة على دعم الإنتاج الكبير عبر المشاريع والإنتاج الصغير وما تحمله من عراقة التراث وعمق الهوية. ولهذا كان دعم السيدة أسماء الأسد لكل ما من شأنه حماية التراث المادي في مختلف المناطق السورية لاسيما تلك المتضررة من الحرب وإعادة النشاط المجتمعي إليها ورعايتها ودعم كل ما يصب في طريق التنمية وإحياء جذور الاقتصاد المتمثلة بالإنتاج الصغير ومن ثم توفير كافة التسهيلات وأشكال الدعم لإعادة أصحاب المشاريع الصغيرة إلى المتوسطة.
 
ولفت دياب  إلى أن ما يتم العمل عليه “جزء من خطوات متلاحقة لإحياء الشارع المستقيم ومداخله.. حيث تم إعداد أول وثيقة لإحياء وترميم الأسواق القديمة في مدينة حلب بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية.. وتمت مناقشتها عبر ورشات عمل متخصصة في مدرسة سيف الدولة.. بمشاركة واسعة من كل أطياف المجتمع الحلبي”
وبحسب سانا، تحدث شادي الالشي الرئيس التنفيذي للأمانة السورية للتنمية عن إصرار الأمانة على إعادة تأهيل وترميم سوقي خان الحرير والسقطية وساحة الفستق رغم كل التحديات والخراب والدمار الموجود منوها بأهمية افتتاح سوق خان الحرير وساحة الفستق اللذين يشكلان أحد المداخل الأساسية للشارع المستقيم والأسواق في المدينة القديمة حيث تم إنجازهما بالتعاون مع المجتمع المحلي والمشاركة مع المؤسسات والمنظمات غير الحكومية والفعاليات الاقتصادية والجهات الرسمية.
 
وأضاف: أن مشاركة الأمانة كمؤسسة تنموية يهمها الجانب اللامادي من خلال تكريس عودة  أصحاب المحلات التجارية إلى مهنهم القديمة وممارسة عاداتهم وتقاليدهم كما كانت قبل الحرب وستتم مواصلة العمل على ترميم باقي الأسواق كاستراتيجية يعمل عليها أبناء حلب لرسم نمط أولويات لاستعادة الأسواق لهويتها ونشاطها .
وأوضح الدكتور علي اسماعيل مدير مؤسسة الآغا خان للثقافة أن عمل المؤسسة يشكل جزءاً من عمل فريق متجانس لعدة جهات صاحبة العلاقة بإعادة الحياة لأسواق حلب حيث تم العمل بحماس ليعطي روحاً وأملاً تم تجسيده على أرض الواقع.
ولفت إلى أن مؤسسة الآغا خان للثقافة تواصل عملها لإعادة أحياء ما تخرب وإعطاء الأمل لأهالي المدينة القديمة ومساعدتهم للخروج من الأزمة وبعث الحياة من جديد في المدينة القديمة لافتاً إلى استمرار تأهيل المزيد من الأسواق ومنها سوقا الأحمدية والحبال ضمن منظومة عمل جماعي يساهم فيه الجميع .
بعد ذلك تم عرض فلم قصير يوضح مراحل عملية الترميم لأسواق حلب وأدوار جميع الجهات المشاركة .
 
 
ثم قام  كل من الوزراء ومحافظ حلب، بجولة على عدد من المحلات التجارية في الأسواق المفتتحة واطلعوا على ما تحتويه من أصناف الألبسة والأقمشة والحلويات والمكسرات واللحوم وتحاوروا مع أصحاب هذه المحلات حول عودة العمل اليها كما اطلعوا على معرض الصور الضوئية لحلب القديمة وأسواقها الذي تم تنظيمه في خان البنادقة بسوق خان الحرير.
 
 
 
 
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024