الجمعة 2021-01-15 19:28:13 تحقيقات
(الرغيف) الشغل الشاغل للمواطن.. اختناقات متكررة (حماة نموذجاً).... الخطيب لسيريانديز: عقوبات تصل للسجن.. وسلهب: أكشاك الخبز بديلا عن المعتمدين
سيريانديز - مكتب حماة- هبة خليل
 
 
رغم كل المحاولات لإنقاذ رغيف الخبز من أزمته، إلا أن المشكلات موجوده ولا يمكن نكرانها،  ولعل حماة النموذج اليوم في العديد من مناطقها... وعلى الرغم أيضا من  تطبيق بيع المادة عبر البطاقة الذكية، إلا أن الاختناقات مستمرة وسط مشاهد مكررة تلخص الواقع الحاصة
 
مواطنون اعتبروا أن تخفيض عدد ربطات الخبز لكل أسرة زاد من أزمة الخبز فضلا عن تخفيض مخصصات الأفران.
 
"سيريانديز" رصدت اراء المواطنين ومعاناتهم في تأمين الخبز، حيث قال أبو الوليد "50 عاماً": اقف لساعتين منتظرا على طابور الخبز ، ليأتي احدهم ويحصل على الخبز بسلاسة من خارج الطابور ويرحل ؟!!!
مضيفا أن عدد أرغفة الخبز 9/10 بالربطة الواحدة، وعند سؤال المعتمد يقول المخصصات لدينا غير كافيه للجميع !!. 
 
أما أم مصطفى  تشير إلى أن الوضع لا يطاق والأهالي ارهقت ، قائلة : أحصل على ربطة الخبز فيها فقط 7 أرغفة ؟!!، ملمحة إلى وجود استغلال من بعض المعتمدين وعلى أعين الناس دون أي رقيب، مشيرة إلى معاناتها في تأمين الخبز لإطعام أطفالها.
 
أم نوال 40 عاما تقول: ساعتين وأكثر بانتظار الدور على طوابير الخبز تاركة خلفي أطفالي في المنزل، مقابل الحصول على 6 أرغفة صغيرة الحجم سمراء  و طعمها سيء ؟! .. مضيفة: يستغلوننا بلقمة عيشنا، كما انهم وضعونا  تحت الأمر الواقع بعد رفع سعر الخبز ولا نستطيع سوى القبول ؟ .
 
وأضاف أحد السكان: لدي عائلة مكونة من 4 أطفال , والخبز هو معاناتي اليومية،  بحيث أغلق محلي لانتظار معتمد الخبز، علما ان أغلب أيام الأسبوع لا أستطيع تأمين سوى ربطتين  من الخبز نتيجة الازدحام الشديد وعدم وجود مخصصات تكفي السكان .
 
نقص في المواد 
وفي سياق متصل بين أحد المعتمدين  أن نسبة الطحين للمخبز ليست كافية، كما أن الخميرة والمازوت أصبحتا مادتين نادرتين ويصعب  تأمينهما على حد قوله، وبات كل شئ واضح بأن بعض المواطنين يدخلون "بمعية " أصحاب الأفران ومعاونيهم  إلى داخل الفرن ويخرجون في وقت قصير و أخرون ينتظرون لساعات ؟
و قال معتمد أخر: أنه يتم تسليم 500 ربطة يوميا ل 600 بطاقة وهناك نقص بمادة الطحين بعد تخفيض المخصصات ل 16% .
إلى ذلك قال صاحب أحد الافران: إن تخفيض المخصصات أثر بشكل كبير على كميات الخبز التي توزع لسكان الحي ، وأضاف أن المخبز كان ينتج قرابة 160 ربطة يوميا والأن أصبح ينتج 110 فقط 
كما أشار إلى أن العائلة الكبيرة التي كانت تحصل على 4 ربطات يوميا أصبحت تأخذ ربطتين فقط , والعائلة التي كانت مخصصاتها ربطتين أصبحت تأخذ ربطة واحدة.
 
أزمة فيسبوكية 
أزمة الخبز تفاقمت لتصل الى فيسبوك اذا كتب احد المواطنين أن بعض المدعومين امتهنوا السمسرة فأصبحوا يشترون الربطة ب 400 ليرة ويبعونها خارج الأفران ب 1000 ليرة لمن لا يقدر على الإنتظار .
وقد ظهرت أزمة الخبز بعد أزمات الغاز والمازوت ، التي باتت تلاحظ بشكل ملموس في أغلب أحياء مدينة حماه حيث يعاني الأهالي من صعوبة الحصول على ربطة الخبز وتم تقليص حجم الخبزة وإنقاص وزن الربطة ،و مع ارتفاع أسعار الخبز، ازدادت أعباء العائلات وخاصة الكبيرة ، 
 
حلول ولكن!!! 
كان يمكن للخبز السياحي الذي كان ملجأ السوريين سابقا في حال عدم تمكنهم من الحصول على خبز تمويني ، أن يكون بديلا اليوم للرغيف العادي لو لم تكن تلك "الربطة" ب 1800 ليرة وهذا رقم لا يمكن لمحدودي الدخل وهم الغالبية ، دفعه يوميا !!
وكان يمكن للخبز المنزلي أن يكون بديلا عن الأفران لو لم تكن شكوى الأفران الدائمة عدم توفر الطحين  وارتفاع سعره في السوق الأمر الذي جعله مكلفا لدرجة لا يمكن للمواطن تحملها. 
 
مدير مديرية حماية المستهلك في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك علي الخطيب أكد لموقع سيريانديز أن مشروع  القانون التمويني الجديد قد درس منذ 6 شهور ووضع بصيغته النهائية من قبل لجنة مختصة ويلزمه التدقيق ، وطرحه على مجلس الشعب والوزراء وهم بإنتظار صدوره. 
 
هكذا نراقب الأفران
 
وعند سؤاله عن مراقبة الأفران في كافة المحافظات وكيف تتم ،  بين الخطيب ان المراقبة  تبدأ  من خلال الدوريات وتفقد الطحين الوارد إلى المخابز يوميا حيث أنه لكل مخبز نسبة محددة ومدروسة حسب حاجة المنطقة ويمنع التصرف بإي كيلو طحين خارج خبز التموين، وتتم الدراسة ومراقبة الجودة والوزن والبيع وتنتهي عند أخر رغيف خبز بالمخبز إن كان قطاع خاص أو عام .
كما يتم تلقي الشكاوى من  المواطنين ومعالجتها منوهاً بوجود مكتب شكاوى تابع للمديرة حماية المستهلك في كل محافظة يعمل على مدى 24 ساعة.
 
وأشار أيضا إلى وجود عدة دراسات لإلغاء المعتمدين والعودة بأكشاش الخبز .
 
أما بالنسبة للعقوبات التي تنص عليا المادة 27 من من القانون 14 ، فكل مخالفة ولها عقوبة خاصة تبدأ من غرامة مالية خفيفة وتنتهي بغرامات أكبر وصولا للغرامات الكبيرة التي تتعلق بالغش ونقص الوزن وأخطرها وأشدها عقوبةالإتجار بالمواد المدعومة من الدولة كالطحين والخبز والمشتقات النفطية و عقوبتها سنة سجن ومليون ليرة للمخالف، مبيناا أن هذه العقوبات شديدة جدا فهناك فارق كبير بين سعر الدقيق التي تقدمه الدولة للمواطن والسعر الحر الذي يباع بلأسواق فالبعض يستغل هذا الفرق لبيعه بلأسواق .
 
ماذا عن دور التموين في حماه ؟ 
 
وفي سياق متصل أكد معاون مدير التموين في حماه خالد الفاضل أنه تتم متابعة بشكل دوري للمخابز والمعتمدين و هناك عدة ضبوط المخالفة لنقص الوزن وسوء مادة الخبز وارتفاع السعر
مضيفا:  يتم سحب عينات من المخابز وتحويلها إلى المخبر المختص للمديرية وبيان مطابقتها للمواصفات الجودة ، لضبط التلاعب  من قبل المعتمدين و سوء مادة الخبز في بعض الأفران. 
 
وحول اللون الأسمر للخبز، فيعود حسب الفاضل لخبرة الفران والخلطة التي يعتمدها لافتاً إلى أن الألات الحديثة تلعب دورا مهما في جودة الخبز، وأضاف أن وزراة الداخلية وحماية المستهلك وضعت مخصصات الفرد الواحد 275 غرام من الدقيق التمويني يوميا وبناء عليه يتم حساب المخصصات مع الأخد بعين الإعتبار  أن الكتلة المخصصة للمحافظة من الدقيق تكون مقسمة بين مخابز القطاع الخاص والعام. 
 
أما عن البطاقة الذكية وهل خففت الأزمة او زادتها فأوضح الفاضل أنها  تجربة جديدة نظمت عملية توزيع الخبز لكن يوجد بعض الثغرات والملاحظات وحاليا يتم العمل لتجاوزها من الوزارة والمديرية لإنهاء كل أساليب التلاعب .
 
أكشاك الخبز بديلا عن المعتمدين
 
بدوره أشار عضو المكتب التنفذي في حماه ثائر سلهب  في تصريح خاص لسيرانديز  إلى أن موضوع المعتمدين لم يكن إيجابيا وحاليا يتم وضع دراسة لإلغاء المعتمدين جزئيا والحلول البديلة هي إما العودة إلى أكشاك المخابز لرجوع إلى جودة الخبز ، فبعض المعتمدين اليوم يقومون بتكديس الخبز ليصل إلى المواطن سيء وذلك بسبب سوء النقل والتخزين من قبلهم. 
كاشفاً أنه سوف تتم المباشرة بالعمل بالأكشاك قريبا  فقد تم تنفيذ 8 أكشاش مبدئيا في سلمية وسوف يتم الإنتقال إلى حماه ومصياف وباقي ريف المحافظة ، كونها الطريقة أسرع وتحل مشكلة سوء التخزين وتضمن حق المواطن من احتكار المعتمدين للخبز .
 
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024