الخميس 2020-05-14 09:30:48 **المرصد**
تبديل في الوقت الحرج..

كتب: مجد عبيسي
أنا لا أحب كرة القدم، لربما هذا السر الذي جعلني أرى نفسي في كابوس أمس، وسط جمهور غاضب في مباراة غريبة من نوعها !
وجدت نفسي منكباً على مدونتي أكتب إحدى أدبياتي بين مقاعد حشود متلاصقة يتبادلون الكورونا بإصرار، غير آبهين بما يجري على أرض الملعب من مجازر. كنت منهمكاً في الكتابة حين سمعت صفيراً تصاعد شيئاً فشيئاً بين الفيسبوكيين والواتسيين مشيرين ببنانهم إلى لوحة التبديل المفاجئ الذي حصل في الوقت غير المتوقع.. خرج اللاعب "الهداف"، ودخل لاعب "البرازيل"!
بثوان.. انعقدت حلقات الدبكة، وكأن نتيجة المباراة باتت محسومة. بعض الجمهور ممن حجزوا في الصف الأمامي، خرجوا يبرمون على حلقات الدبكة تلك، مستعرضين صوراً نبشوها من أراشيفهم مع البطل الجديد الذي دخل الملعب، يعتريهم التباهي بأنهم تصورا معه في عصر من العصور..!
طويت مدونتي، وجلست أتأمل آلية عمل هذا الجمهور، لأفهم أنه خسر جلّ أمواله في المراهنات على فريقه الذي اهتزت شباكه قرابة الألف مرة فقط منذ بداية المباراة، وهذه الدبكة، ما هي إلا توسم جديد بتغيير سيحدثه لاعب "البرازيل" في الخطة التكتيكية للمباراة، ومحكومون –كالعادة- بالأماني.
ترجلت من المقعد، وجلست على بساط أحمدي، لأرى أن الهزائم بالأهداف الألف لم تكن بسبب اللاعب "الهداف"، وما هو إلا صاحب لمسة في صناعة الهدف الجماعي، الذي يشترك فيه جميع اللاعبين على أرض الملعب... وقد كان الخطأ تكتيكياً جماعياً بامتياز.. ولكن الجمهور كان يحمله المسؤولية بالكامل !
صحيح أن "الهداف" ربما أخطأ بتشتيت الكرة مراراً كلما ضغط عليه الجمهور بصافرات ضعف الأداء، ولربما كان هناك بعض التشويش الدلالي الذي حصل بين الفريق وبين الجمهور، كلما تعالت الهتافات "نريد هدفاً من السماء".. فيقومون  "برفع البطاقات الصفراء" بحق لاعبي الفريق الآخر حتى لو أنهم لم يلمسوا الكرة أصلاً !.. في حين تستمر الأهداف بهز الشباك في الجهة المقابلة !...
خلاصة القول.. الجمهور اليوم يشجعون بطلهم الجديد !!
تأملت بتاريخه، فعلاً.. قد يكون بطلاً وله لمسته، إلا أنه ليس فريقاً كاملاً !.. وللأسف، دخل الملعب وهو يحمل وزر موقع السابق، وأحلام الجماهير بأنه صانع الأهداف الأوحد..!
نزلت عن البساط، وهممت أقرص نفسي مراراً وتكراراً لأستيقظ، خصوصاً وأنا أرى ابتسامة لاعب البرازيل الخجولة التي تخبرهم أنه لن يخيب آمالهم..!
استيقظت وقلبي معه.. فقد حمل آمال جماهير عريضة.. بتسديد ألف هدف "وواحد".. ليفوز الفريق بأكمله.. !!

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024