الإثنين 2019-07-28 11:33:38 أخبار اليوم
كل من يقل مواطناً /مقطوعاً/ في الطريق بعد اليوم /دون رخصة/.. سيعاقب ؟!!

سيريانديز- مجد عبيسي
يبدو أن اللجنة الاقتصادية في مجلس الوزراء قد انتهت من دراسة جميع المشروعات الاستثمارية النهضوية، وباتت تلاحق ركاب السيارات السياحية لتقوننهم وتستفيد برسوم من خدماتهم التي يقدمونها للمواطنين "المقطوعين" إثر تقصير وسائط النقل العام !
فقد انشغلت مؤخراً اللجنة الاقتصادية بإعداد مشروع يتضمن السماح لسيارات الركوب الصغيرة والمتوسطة التي لا يزيد عدد ركابها عن (10) عدا السائق والمسجلين بالفئة الخاصة، بنقل الركاب وفق نظام استخدام التطبيق الذكي لنقل المركبات. "بمعنى قوننة عملهم".
هذا المشروع قد نال موافقة رئيس مجلس الوزراء عماد خميس، لأنه –حسب صحيفة الوطن- يسد فجوة غياب التشريع لظاهرة نقل الركاب بواسطة المركبات الخاصة بصورة "مخالفة" للقوانين الناظمة، و"يعاقب" من يمارس هذا النشاط من دون ترخيص.. فهل بات من يقل مواطناً "مقطوعاً" بعد اليوم دونما ترخيص يعاقب ؟!!
وكان قد أوضح مدير الاستثمار ونقل الركاب في وزارة النقل وسيم مارديني، أن فكرة التطبيق تتيح لصاحب السيارة الخاصة -المشترك بالتطبيق- الإعلان عن خط سيره ما يتيح للمواطنين المشتركين بالتطبيق إمكانية الانتقال ضمن خط السير مقابل أجر، منوهاً بوجود جهاز تحديد موقع ضمن السيارة GPS يتيح تعقب السيارة ومعرفة مسارها أثناء الانتقال.
إذاً، نحن أمام شركة جديدة ستطرح تطبيقاً ذكياً يأخذ القوة بقرار حكومي -دون أي امتيازات لصاحب المركبة- ويحقق المكاسب للنقل وللشركة صاحبة التطبيق، تحت طائلة المعاقبة لكل غير مشترك تسول له نفسه أن يقل مواطناً؟! مع العلم أن وزارة النقل هي الجهة الرقابية المختصة بتطبيق التنفيذ وضبط أي مخالفات وتلقي الشكوى.
أخيراً نسأل: هل تأمين أصحاب السيارات الخاصة دخلاً لهم بطريقة شريفة عبر تأمين خدم نقل للمواطنين الذين لم يجدوا وسائل نقل عامة تلبي مطالبهم، تعد فعلاً معضلة مخلة بالقوانين أرقت الحكومة لتنشغل بها، ومئات الملفات أكثر أهمية ما زالت عالقة منذ سنوات وينتظر المواطن النظر فيها؟!.
تنويه:
إن فكرة التطبيق التي انشغلت اللجنة الاقتصادية بدراسته وإعداد مشروعه على قياس ظاهرة التكاسي الخاصة، أشبه ما يمكن بفكرة شركة أوبر تكنولوجيز الأمريكية متعددة الجنسيات على شبكة الإنترنت، والتي قامت بتطوير أسواق تعمل على تطبيق أوبر للهواتف النقالة، والذي يتيح لمستخدمي الهواتف الذكية طلب رحلة، ويعد السائقون مستخدمين ايضا لنفس التطبيق ولكن للاستفادة منه، مع العلم ان اوبر تقوم بخصم رسوم لاستخدام التطبيق من السائقين على كل رحلة.
واعتبارا من 28 أيار 2016، كانت خدماتها متوفرة في 449 مدينة متوزعة على أكثر من 66 بلدا حول العالم، منها 9 عربية وهي السعودية، الأردن، الإمارات، مصر، السودان، لبنان، المغرب، وقطر، والعراق.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024